الأبوة الفردية هي تحد كبير يواجه الآباء والأمهات المنفردين، إذ يتحملون مسؤولية تربية الأطفال وإدارة حياتهم اليومية بمفردهم، أيًا كانت الأسباب التي دفعتهم لعيش هذه التجربة فهي في النهاية من التجارب الحياتية الصعبة.
من أبرز العوامل التي تؤدي إلى المرور بهذه التجربة هو الطلاق، ففي السنوات الأخيرة بدأت معدلات الطلاق في العالم العربي بالارتفاع بسرعة مرعبة، فلم تعد هذه الظاهرة في المجتمعات العربية مقتصرة على حديثيْ الزواج، بل أصبحت تحدث للمتزوجين قديمًا، كما تشير الدراسات إلى أن أكثر حالات الطلاق تقع بين الفئة العمرية البالغة من 18 إلى 23 عاما.
هناك بلاد عربية تتصدر قائمة أعلى البلاد طلاقًا وعلى رأسها مصر وفقًا لبيانات مركز التعبئة والسكان، الأمر الذي يؤثر على العائلة بشكل سلبي بشكل أو بآخر، وخصوصا إذا تواجد الأطفال ليبقى الطفل مع أحد الوالدين، فيكون الأمر بمثابة تحدي جديد على هذا الأب أو الأم التعايش معه ومعرفة طرق الدعم التي يمكنهم الحصول عليها.
ما هي الجهات التي يمكن أن تدعم الآباء والأمهات المنفردين؟
- الموارد التعليمية: تتوفر العديد من الموارد التعليمية المجانية على الإنترنت للآباء والأمهات المنفردين، مثل موقع "Single Parents Network" و"Single Mom" و"Single Dad"، إذ توفر هذه المواقع نصائح وموارد تعليمية ومقالات مفيدة للآباء والأمهات المنفردين، وتساعدهم على تحسين مهاراتهم الأبوية والتعامل مع التحديات التي يواجهونها.
- الدعم من العائلة والأصدقاء: يمكن للآباء والأمهات المنفردين الحصول على الدعم والمساعدة من أفراد العائلة والأصدقاء، وذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والمادي والمساعدة في رعاية الأطفال.
- الدعم النفسي: يمكن للآباء والأمهات المنفردين الحصول على الدعم النفسي من خلال الاستشارة مع مستشار نفسي أو "اللايف كوتش"، وذلك لتحسين صحتهم النفسية والعاطفية وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات التي يواجهونها.
ماهي موارد الآباء والأمهات المنفردين؟
يوجد العديد من الموارد المتاحة للآباء والأمهات المنفردين لتسهيل حياتهم اليومية وتحسين رعاية أطفالهم. ومن بين هذه الموارد:
- الرعاية النهارية: مثل رياض الأطفال ومراكز الرعاية النهارية والمدارس الابتدائية، إذ توفر هذه الخدمات الرعاية والتعليم للأطفال أثناء وجود الوالدين في العمل.
- الدعم العاطفي: يمكن للآباء والأمهات المنفردين الحصول على الدعم العاطفي من خلال المجتمعات المحلية والمنظمات غير الربحية المتخصصة في دعم الأسر المنفردة، والتي توفر الدعم العاطفي والتعاطف والتوجيه.
- النوادي الرياضية: يمكن إشراك أطفالك في النوادي الرياضية وتفريغ طاقتهم في شيء مفيد، وتعليمهم سلوكيات نافعة وإشغال وقتهم، وفي نفس الوقت يستطيع الآباء المنفردين إيجاد متنفس من الوقت حتى يقوموا بعمل أي شيء في خلال هذه المدة التي يقضيها أطفالهم في التمرين.
هل يختلف الوضع بين الأم المنفردة والأب المنفرد؟
نعم، يختلف الوضع بين الأم المنفردة والأب المنفرد من حيث التحديات والموارد المتاحة لهما.
ففي حالة الأم المطلقة أو الوحيدة، فإنها غالبا ما تواجه تحديات إضافية مرتبطة بالتحمل النفسي والجسدي، وذلك لأنها قد تكون المسؤولة الوحيدة عن الرعاية وتوفير الحاجات الأساسية لأطفالها، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والنقل والإقامة والغذاء والملابس.
وعلاوة على ذلك، قد تواجه الأم المنفردة صعوبة في الحصول على الدعم المادي والعاطفي من شريك حياتها، وبالتالي قد يكون عليها الاعتماد بشكل أكبر على الدعم من المجتمع المحلي والمنظمات غير الربحية.
أما في حالة الأب المطلق، فغالبا ما يواجه تحديات أخرى مرتبطة بالتحمل المادي، وذلك لأنه قد يكون مطالبا بتوفير الدخل الكافي لتلبية احتياجات أطفاله، بما في ذلك توفير السكن والطعام والملابس والتعليم. وقد يواجه الأب المنفرد تحديات إضافية في التعامل مع مشاكل محتملة مرتبطة بالتربية والتنشئة، نظرا لأنه يفتقد للدعم العاطفي والنصائح من شريك حياته.
ومن المهم ملاحظة أنه على الرغم من التحديات المختلفة التي يمكن أن يواجهها الأم المنفردة والأب المنفرد، إلا أن هناك بعض الموارد المتاحة للاثنين مثل الدعم النفسي والعاطفي والموارد التعليمية والدعم المادي، التي يمكن لهما الاستفادة منها لتحسين حياتهم وحياة أطفالهم.
ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للأم المنفردة والأب المنفرد؟
هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأم المنفردة والأب المنفرد على تحسين حياتهم وحياة أطفالهم تحديد الأولويات:
من المهم تحديد الأولويات وتحديد ما هو مهم وما هو غير مهم، لأن ذلك يساعد على تسهيل الحياة اليومية والتركيز على الأمور الأساسية، ومن هذه الأولويات:
- تنظيم الوقت: يجب تنظيم وقتهم بشكل جيد، وتحديد أفضل الطرق للتعامل مع المسؤوليات اليومية، وتخصيص وقت معين للعمل وللراحة والاسترخاء.
- الحصول على الدعم العاطفي: عليهم البحث عن الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء والمجتمع المحلي، والالتحاق بالأنشطة المجتمعية التي تساعد على توسيع الشبكة الاجتماعية وتحسين الدعم العاطفي.
- البحث عن الموارد المتاحة: مثل الدعم المادي والتعليمي والصحي، والاستفادة منها لتحسين حياتهم وحياة أطفالهم.
- العناية بالصحة النفسية: وذلك من خلال تبني أساليب صحية للتعامل مع التحديات والضغوط اليومية مثل الرياضة والتأمل والتحدث مع أصدقاء والتخطيط للأنشطة التي تمنحهم السعادة والاسترخاء.
- التواصل مع الأطفال: عليهم التواصل مع أطفالهم بصفة منتظمة، وتوفير الدعم العاطفي والتحفيز والتوجيه، والتشجيع على التحدث والتعبير عن مشاعرهم.
- الاستعانة بالمساعدة: مثل الحصول على المساعدة في الرعاية النهارية للأطفال أو الحصول على الدعم المادي من المنظمات غير الربحية.
هذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأم المنفردة والأب المنفرد على تحسين حياتهم وحياة أطفالهم.
ويجب ملاحظة أن النصائح العامة المذكورة أعلاه يمكن تخصيصها وتعديلها وفقا لظروف كل حالة، كما يمكن للأم المنفردة والأب المنفرد البحث عن المزيد من الموارد والدعم من خلال المنظمات المحلية والوطنية والمجتمعية التي تقدم الدعم للأسر المنفردة.
ما هي الأنشطة التي يمكن للأمهات والآباء المنفردين القيام بها لتحسين صحتهم النفسية؟
هناك بعض الأنشطة التي يمكن للأمهات والآباء المنفردين القيام بها لتحسين صحتهم النفسية:
- الرياضة: يمكن القيام بالرياضة بشكل منتظم، إذ أنها تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق والإحساس بالاكتئاب.
- التأمل: تمارين التأمل تساعد على تحسين الاسترخاء والتركيز وتخفيف التوتر.
- القراءة: حيث أنها تساعد على تحسين الاسترخاء وتوسيع الثقافة وزيادة المعرفة.
- الاهتمام بالهوايات: الاهتمام بالهوايات التي تمنحهم السعادة والاسترخاء، مثل الرسم أو الغناء أو الطهي.
- الاستماع للموسيقى: يمكن للأمهات والآباء المنفردين الاستماع للموسيقى التي تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر.
- الاهتمام بالصحة النفسية: يجب على الأمهات والآباء المنفردين الاهتمام بصحتهم النفسية، وذلك من خلال البحث عن المصادر المتاحة للمساعدة مثل الاستشارة مع مستشار نفسي أو الالتحاق ببرامج التدريب على الإدارة الذاتية.
- الاستمتاع بالوقت مع الأطفال: وذلك عن طريق القيام بالأنشطة التي تمنحهم المتعة والسعادة مثل اللعب والقراءة والرسم.
- الحصول على الدعم العاطفي: يجب على الأمهات والآباء المنفردين البحث عن الدعم العاطفي، سواء إن من الأصدقاء أو العائلة أو المجتمع المحلي، والالتحاق بالأنشطة المجتمعية التي تساعد على توسيع الشبكة الاجتماعية وتحسين الدعم العاطفي.
هذه بعض الأنشطة التي يمكن للأمهات والآباء المنفردين القيام بها لتحسين صحتهم النفسية، ويجب ملاحظة أنه يمكن تخصيص وتعديل هذه الأنشطة وفقًا لظروف الحالة الاحتياجات لكل شخص.
كما يجب على الأمهات والآباء الوحيدين البحث عن المزيد من الموارد والدعم من خلال المنظمات المحلية والوطنية والمجتمعية التي تقدم الدعم للأسر المنفردة.
التعليقات