كي تزيد من حبّك لذاتك.. يُنصح بمراجعة ذاتك من خلال الطرق التالية

حب الذات يعلمك أهمية وضع نفسك في المقام الأول، فكل شخص لديه كمية محدودة من الطاقة للتعامل مع العلاقات السلبية أو المستنزِفة عاطفيًا.

كي تزيد من حبّك لذاتك.. يُنصح بمراجعة ذاتك من خلال الطرق التالية

(توضيحية)

نتعامل طوال حياتنا مع علاقات متعددة مثل التعامل مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والأزواج أو الزوجات، ومع ذلك فإن إحدى أهم العلاقات التي قد نهملها هي علاقتنا بأنفسنا.

يمكن تعريف حب الذات على أنه تقدير الفرد لقيمته أو ميزاته، ويتضمن ذلك قبول نفسك كما أنت وتحديد احتياجاتك كأولوية ووضع حدود صحية ومسامحة نفسك عند الحاجة.

لذا، إن معاملة نفسك بلطف واحترام يعني تخصيص الوقت للعناية بصحتك العامة، إذ أن هذا الحب هو الخطوة الأولى في رحلة "مدى الحياة" لتعزيز نموك الشخصي وتعلم كيفية إدارة امورك في الأوقات العصيبة.

الفوائد العقلية لحب الذات

الفوائد العقلية لحب الذات

حب الذات يعلمك أهمية وضع نفسك في المقام الأول، فكل شخص لديه كمية محدودة من الطاقة للتعامل مع العلاقات السلبية أو المستنزِفة عاطفيًا، ولكن عندما تعامل نفسك بشكل أفضل فمن المرجح أن تشارك في الأنشطة التي تجعلك سعيدًا بدلا من استنفاد طاقتك في العلاقات والمواقف التي لا تثير سعادتك، ما يعني بناء ثقتك بنفسك وتعلم كيفية قول لا للأشياء التي لا تفي باحتياجاتك أو لا تجلب لك السعادة وتمكّنِك من وضع حدود في علاقاتك.

إن حبك لذاتك يرتبط بانخفاض أعراض التوتر والقلق والاكتئاب وذلك بدوره يؤدي إلى:

  • السعادة.
  • قبول الذات.
  • احترام الذات.
  • الوعي الذاتي.
  • المغفرة للنفس.

لا يؤدي حب الذات إلى تحسين علاقتك مع نفسك فحسب بل مع الآخرين أيضًا، فعندما تنخرط في هذه الممارسات ستشعر بالتحسن بشكل عام ويكون تفاعلك مع الآخرين تجربة أكثر إيجابية.

في الواقع تشير الأبحاث إلى أن الاعتناء بنفسك يجعلك أكثر تعاطفا مع الآخرين، ولكن من الصعب القيام بذلك عندما يكون لديك القليل من التعاطف مع نفسك وهذا ينعكس على كيفية تعاملك مع الآخرين، لذلك تُعلمك العديد من ممارسات حب الذات كيف تجعل ردة فعلك هادئة نحو الضغوطات المزعجة فتُظهر مرونة متزايدة لديك عندما لا تسير الأمور كما ترغب.

الفوائد الجسدية لحب الذات

الفوائد الجسدية لحب الذات

حب الذات يعني إعطاء الأولوية لنفسك واحتياجاتك وهذا يشمل حاجة جسمك إلى الحركة والتمدد، لذلك فإن تخصيص وقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو القيام بنزهة في الحديقة سيحسن من تفكيرك وتعلمك وقدرتك على اتخاذ قرارات عقلانية.

كما يمكن أن يقلل من مشاعر القلق قصيرة المدى، فعلى المدى الطويل تؤدي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إلى تحسين صحة الدماغ وإدارة الوزن وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وغيرها من الأمراض، ويمكن أن يمتد حب الذات إلى الطعام الذي تتناوله، إذ أن الاعتناء بنفسك يشمل ما تضعه داخل جسمك لأنه يمكن أن يؤثر على شعورك وتفاعلك مع المواقف غير السارة، لذلك ستتعلم ألا تلوم نفسك على كل سعر حراري تتناوله وتسمح لنفسك أيضًا بالاستمتاع بأطعمتك المفضلة.

كيف تتعلم ممارسة حب الذات؟

  • تخلى عن فكرة أنك يجب أن تكون مثاليًا

ابدأ بالتخلي عن فكرة الكمال أي أن تكون مثاليا في كل شيء مثل الجسم والحياة ومعدل الذكاء، ففكرة الكمال خاطئة وعندما تراها على وسائل التواصل الاجتماعي فإنها غالبًا ما تخفي مشاكل خطيرة تتعلق بالصحة العقلية، فلا تتوقع أبدًا أن تكون خاليًا من العيوب فكل شخص لديه صفاته وشخصيته المميزة.

  • افهم أنه في بعض الأحيان تُقدم التوقعات المجتمعية معايير غير واقعية

أنت فريد على هذه الأرض ولا يمكن مقارنتك بأي شخص آخر، لذا أنت الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك مع نفسك، لأنك إن لم تقم بذلك فستكون دائمًا غير راضٍ، لذلك تجنب مقارنة نفسك بشخص ما أو مثلك الأعلى طوال الوقت لأنه أمر سلبي، فعند القيام بذلك سيجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك وسيصيبك بالاكتئاب وتذَكّر أنه كلما قارنا أكثر كلما خسرنا أنفسنا أكثر.

  • عِش اللحظة "كل يوم بيومه"

توقف عن بحثك الذي لا ينتهي عن أي شيء أفضل لبعض الوقت، وأدرك كم أنت محظوظ لأن تكون إنسانًا حيًا يتنفس ويعمل، فوفقًا لعلم النفس اليوم يميل الأشخاص الواعيين إلى التمتع بتقدير أعلى لذاتهم ويكونون أكثر تعاطفًا مع كل ما هو حولهم.

  • تحدث مع نفسك كأنك تتحدث مع صديق

الحديث السلبي مع النفس هو شيء ننخرط فيه جميعًا ومع ذلك، إذا كنت تلوم نفسك باستمرار على عيوبك فإن ذلك يمكن أن يجعلك تشعر بالعجز وعدم القيمة وأقل تحفيزًا لتسليط الضوء على نفسك، لا أحد كامل لذا حاول أن تتخيل صديقك يرتكب نفس الخطأ أو الفشل وفكر في ما ستقوله له.

جزء كبير من حب الذات هو العثور على هذا الصوت الصغير داخل رؤوسنا، فمن خلال ملاحظة الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا يمكننا أن نظهر تعاطفنا عندما لا يسير التفاعل أو المهمة التي نريد فعلها كما هو مخطط لها، لذا قم بمراجعة ما تقوله أو فكّر فيه داخليًا طوال اليوم، سيقوم الانخراط في الحديث الذاتي الإيجابي على التحرك نحو القبول، وفي النهاية حب نفسك.

  • احتفل بالانتصارات الصغيرة

يُنصح الناس بالاحتفال بالانتصارات مهما كانت صغيرة، وذلك لأنهم عادة ما يضعون توقعات قاسية لأنفسهم أو ينشغلوا بما يتطلبه المجتمع منهم، فالجميع يعمل بجد لتحقيق هذه المعايير ويلومون أنفسهم عندما لا يفعلون ذلك.

إن وجود أحلام نبيلة ليس أمرًا سيئًا، لكن يُنصح بوضع توقعات واقعية تتماشى مع احتياجاتنا ورغباتنا وقيمنا، فمن المرجح أن نكمل هذه المهام ونشعر بمزيد من الإنجاز والتحفيز لإكمال المهمة التالية مما يساهم في مشاعر حب الذات، لذا تتراكم الإنجازات البسيطة وتخلق زخمًا للوصول إلى الهدف النهائي، لذلك توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين وركز على نفسك.

  • قلل وقت استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي

أحد الأسباب الأساسية لحب الذات هو الامتناع عن الحكم على الذات ومقارنة نفسك بالآخرين، وهو فخ يسهل الوقوع فيه إذا كنت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، إذ وجدت الأبحاث أن العديد من الأشخاص يقومون بإجراء مقارنات اجتماعية بناءً على ما يرونه على هذه التطبيقات، وأن هناك علاقة قوية بين استخدام هذه الوسائل واحترام الذات، لذا فإن تقليل الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي قد يخفف من مشاعر الوحدة والقلق والاكتئاب والخوف من تفويت الأشياء.

  • كن مميزا

افتخر باختلافاتك وتعلم أن تحبها إذا كنت ترغب في تنمية حب الذات لأن هذا ما يميزك، فإذا فكرت في كيفية حب نفسك بشكل أفضل فحاول أن تكون فريدًا.

  • سامح نفسك

هل تتذكر المرات التي قمت فيها بشيء جعلك تشعر بالندم أو الإذلال أو الخجل؟ حان الوقت للتخلي عن ذلك، فعلى الرغم من أنه لا يمكنك تغيير الأشياء التي قمت بها في الماضي، إلا أنه يمكنك التأثير على ما سيحدث في المستقبل.

إذا لم تكن قد تعلمت حب الذات بعد فقد تبدو ممارسة ذلك أمرًا غير طبيعي في البداية، لذا فالحل هو البدء بخطوات بسيطة إذ يمكنك العمل على زيادة الوعي باحتياجات جسمك وإجراء تغييرات إيجابية في نمط حياتك أو يمكن للأشخاص الذين تثق بهم وتشعر بالراحة معهم في حياتك أن يساعدوك في رحلة حب الذات، لذلك اعتبرها لحظة تعليمية وآمن بقدرتك على التغيير وامنح نفسك نفس النعمة التي قد تمنحها لشخص آخر إذا كان ناقصًا.

التعليقات