16/01/2011 - 11:44

500 عامل يعانون القهر والإذلال في معمل تكرير البترول

واصل طه: معاناتهم وصلت حد العبودية

   500 عامل يعانون القهر والإذلال في معمل تكرير البترول

يشهد مصنع تكرير البترول تحركات واحتجاجات عمالية لوضع حد لظروف الاستغلال والإهمال وانعدام الأمان في أخطر المصانع الكيماوية، بعد سنوات من الصمت على مضض. واصل طه يناصر قضية العمال ويساند مطالبهم ويرفض استمرار أوضاعهم التي وصفها بأنها تصل حدّ "العبودية".


توفيق عبد الفتاح

أشعلت مأساة وفاة ثلاثة عمال عرب من قرية يافة الناصرة في مصنع تكرير البترول في خليج حيفا (ريفاينري)، قبل شهرين، نار الاحتجاج في أوساط العمال المشغلين من خلال شركات "القوى البشرية" في ذلك المصنع الكيماوي الخطير، ودفعتهم نحو التنظيم النقابي من أجل وضع حدد للقهر والاستغلال الإهمال.
يعمل في مصنع تكرير البترول، وهو من أكبر وأهمّ المصانع في المنطقة، قرابة 500 عامل، ثلثهم من العمال العرب الذين يعملون بواسطة شركات "القوى البشرية"، في ظروف غير إنسانية، حيث يحظر عليهم دخول المنافع أو غرفة الطعام وتغيير الملابس، ويحرمون من وسائل الوقاية والأمان وخدمات الطوارئ الأساسية لمصنع كيماوي مثل وجود سيارة إسعاف، ومن انعدام السفريات المنظمة، ويتعرضون لاستغلال فاحش من قبل أرباب العمل. أما وضع زملائهم المنظمين في نقابة العمال العامة (الهستدروت) مختلف تمامًا.
فقد قرّر العمّال المنظمون في المصنع، هذا الأسبوع، فتح معركة ميدانية وبرلمانية لرفع الغبن عن زملائهم الذين يتعرضون للاستغلال والإهانة، وقاموا بتنظيم مظاهرتين في منطقة حيفا، وتوّجهوا لنواب في الكنيست من أجل طرح القضية على طاولة لجانها، كما قاموا بالاتصال برئيس حزب التجمع الوطني، واصل طه، وبالنائب د.جمال زحالقة الذين أكدوا بدورهم وقوفهم إلى جانب معركتهم.
وصرّح رئيس لجنة العمّال في المصنع، إيلي لوتاتي، ل"فصل المقال": "نحن نسعى لفتح معركة إعلامية لإعلاء صرخة العمال وتجنيد الرأي العام لصالحهم، والضغط على إدارة الشركة لتغيّير الوضع القائم وغير المقبول، خصوصًا أن زملاءنا عمال شركات "القوى البشرية" يخشون حتى الآن من تبعات النضال والمطالبة بحقوقهم، فهم لا يجرؤون على الحديث لوسائل الإعلام، أتفهمهم وأتفهم قلقهم على مصدر رزقهم في ظلّ أوضاع معيشية صعبة"، ولخّص لوتاتي: "الأمر لم يعد يحتمل".

من جهته، صرّح واصل طه، رئيس حزب التجمع الوطني، الذي يتواصل مع ممثلي العمال ويواكب قضيتهم أنّ: "الغبن والإجحاف في شروط وظروف العمل في هذا المصنع لا يرقى حتى إلى مستوى شروط العمل في دول العالم الثالث، بل يصل حتى إلى حدّ العبودية، الأمر الذي نرفضه ونرفض أي التفاف على حقوق هؤلاء العمال من عرب ويهود"، وأضاف طه: "يجب أن تدار معركة من أجل هؤلاء المسحوقين، ملقى علينا دور وواجب من أجل نصرة حقوقهم ورفع الغبن عنهم، ونحن نطالب الهستدروت بالتدخّل فورًا بالدخول والعمل على تنظيم هؤلاء العمال والدفاع عن حقوقهم وفق معايير وقوانين العمل في الدول الحديثة".
وأكّد طه: "علينا ألا ننتظر حتى تقع كارثة أخرى على غرار فاجعة العمال العرب الثلاثة من يافة الناصرة، وبالتالي نطالب إدارة المصنع منح العمال كامل حقوقهم بما فيها توفير كافة وسائل الأمن والأمان حفاظًا على حياة العمال الذين يكافحون بشرف من أجل خبز أطفالهم، ونحن ننّبه بأنه إن لم يتم علاج الأمر سريعًا فإن العمال معرضون لأذى ومخاطر جمة ستتحمل الإدارة مسؤوليتها.
وتوّجه طه للعمال طه " يجب أن تكونوا جريئين وألا تخافوا رفع صرختكم عاليًا، ونحن معكم شعبيًا وقانونيًا وبرلمانيًا من اجل حقوقكم المشروعة وارتزاقكم بشرف وكرامة".

 

التعليقات