المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) تلاحق أعضاء التجمع في الطيبة وتستعمل معهم اساليب الترهيب والرشوى

* تقوم المخابرات الإسرائيلية منذ عدة شهور بالتحقيق مع أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي في الطيبة حول نشاطات التجمع في محاولة لتخويفهم وثنيهم عن طريق الحركة الوطنية

المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) تلاحق أعضاء التجمع في الطيبة وتستعمل معهم اساليب الترهيب والرشوى

قامت المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) بالتحقيق مع أربعة شبان من قيادات وكوادر فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الطيبة حول نشاطات الحزب وأعضاء التجمع. وحاول محقق الشاباك المدعو "درور" التحقيق معهم حول نشاطات النائب عزمي بشارة وحياته الشخصية. كما قامت قوات كبيرة من الشرطة بمداهمة بيت أحد أعضاء التجمع في ساعات متأخرة من الليل وبعد تفتيش البيت تمت مصادرة العديد من الكتب والأشرطة والرسومات وهاتفه الخليوي. ويتضح من المقابلة التي اجراها موقع "عرب48" مع الشبان بان التحقيق تمحور أساسا حاول قضايا سياسية وحول أمور شخصية تتعلق بحياة وعمل هؤلاء الشبان وحالتهم الاقتصادية والعائلية.

ففي يوم 15 أيار تم التحقيق مع عضو التجمع سامي ناشف (22 عاما) في مركز الشرطة في الطيبة لمدة ساعتين من قبل رجل المخابرات المدعو دورون وبحضور شخص آخر قال ان اسمه "مارك" وانه يعمل مساعدا لدورون. وحول مجريات ومضامين التحقيق قال لنا سامي ناشف: "تم التحقيق معي في غرفة جانبية داخل مركز شرطة الطيبة من قبل رجل المخابرات دورون ومساعدة مارك. ودار التحقيق حول عضويتي في التجمع ونوع العمل الذي أمارسه والمعاش الذي أحصل عليه". وقال لنا سامي ناشف ان رجل المخابرات سأله عن علاقاته الشخصية مع أعضاء التجمع من الطيبة وحاول الحصول على معلومات حول نشاط هؤلاء الأعضاء وحياتهم الشخصية لكن سامي رفض الاجابة على هذه الأسئلة.

وخلال التحقيق معه سأله رجل المخابرات عن سبب انتمائه للتجمع ولماذا لم يختر الانتماء الى الجبهة أو الحركة الاسلامية. كما حاول رجل المخابرات تهديد سامي بانه سيتم التحقيق معه في المستقبل وانه يملك معلومات موثقة حول مشاركة سامي في مظاهرات "غير قانونية" ولديه صور تثبت ذلك. لكن سامي رفض هذا الاسلوب وقال: "نحن نعرف هذه الاساليب ومحاولات الترهيب. أنا عضو في حزب شرعي وأمارس نشاطاتي السياسية ضمن القانون. لهذا فان جميع هذه الاساليب لن تستطيع ان تخيفني أو تمنعني من مواصلة عملي ضمن الحركة الوطنية".


وقد حاول رجل المخابرات الاستفتسار عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء الشبان واقترح على بعضهم ترتيب عمل لهم في محاولة لاقناعهم بالتعاون مع المخابرات وحين لم ينفع اسلوب الترغيب قام رجل المخابرات باللجوء الى التهديد حيث هدد عضو التجمع بسام الشيخ المتزوج من سيدة من الضفة الغربية المحتلة بطرد زوجته وعدم السماح لها بالسكنى في الطيبة.

وكان التحقيق مع بسام الشيخ قد تم قبل نحو شهر في نفس المكان ومن قبل نفس رجل المخابرات "درور". وقال لنا بسام الشيخ ان التحقيق معه دار حول نشاطات التجمع وعدد أعضاء التجمع في الطيبة. ونذكر ان بسام الشيخ كان سجينا أمنيا وقد تم التحقيق معه حول هذه الفترة. وخلال التحقيق حاول رجل المخابرات اقناع بسام الشيخ بالعمل مع المخابرات والتعاون معهم، وحين رفض بسام الشيخ هذا العرض حاول رجل المخابرات تهديده بطرد زوجته وتذكيره بسنوات السجن.

ويوم الأربعاء الماضي قامت المخابرات الإسرائيلية العامة بالتحقيق مع أحد أعضاء التجمع وعمره 20 عاما (الاسم محفوظ لدى موقع "عرب48") والذي طلب عدم ذكر أسمه بسبب الأوضاع الاجتماعية الخاصة التي تعيشها أسرته. وخلال التحقيق معه سؤل عن علاقاته مع النائب عزمي بشارة وحاول رجل المخابرات "دورون" استدراجه للحصول على معلومات شخصية حول النائب بشارة، كما تم التحقيق معه مطولا حول أوضاعه الاقتصادية والمشاكل العائلية داخل أسرته. كما قام رجل المخابرات بعرض "مساعدته" على هذا الشاب واعدا اياه بترتيب عمل له في أية شركة حواسيب يختارها مقابل التعاون مع المخابرات، وهو الأمر الذي رفضه هذا الشاب.

وقال لنا الشاب ان المحقق تحدث مطولا عن الأوضاع الاقتصادية لاسرته وعن المشاكل الاجتماعية داخل العائلة محاولا اغراءه بشتى الطرق والوسائل. كما تم التحقيق معه حول كيفية انتسابه الى حزب التجمع وعن أعضاء التجمع في الطيبة. وقد حاول رجل المخابرات تهديد هذا الشاب حيث قام بابراز صورة له خلال مظاهرة وهو يرفع العلم الفلسطيني. كما تم التحقيق معه حول مواقفه السياسية مثل موقفه من الدولة اليهودية وحق إسرائيل بالوجود ولماذا لا يرفع العلم الإسرائيلي. واصر الشاب خلال التحقيق على حقه بممارسة النشاط السياسي المشروع وحقه برفع العلم الفلسطيني رافضا اعتبار ذلك مخالفة أو سببا للتهديد.

وأضاف هذا الشاب ان رجل المخابرات حاول خلال التحقيق معه التشكيك ببعض أعضاء التجمع في الطيبة مشيرا الى حالة الاقتصادية وحصولهم على عمل ثابت وسيارة خصوصية هي ملك لهم. وقال له رجل المخابرات: "اعرف انك تقدمت بعدة طلبات لشركات حواسيب للحصول على عمل ولكنك لم تحصل على رد. وأنا استطيع ان اساعدك واحصل لك على عمل خلال 48 ساعة في أية شركة تختارها". وحين سأله الشاب عن الثمن قال له رجل المخابرات: "اريدك ان تحضر لي حاسوب فرع التجمع لساعتين فقط" وعندها حاول الشاب مغادرة المكان رافضا هذا الاسلوب من التحقيق الا ان مساعد رجل المخابرات منعه من ذلك وأغلق الباب.
وقبل انتهاء التحقيق قام رجل المخابرات بتهديد هذا الشاب وقال له بانه مراقب كما قال له: "نحن نراقب حزبكم ولقد منحناكم حرية التعبير والكلام لأننا دولة ديمقراطية ولكن سوف يأتي الوقت، ووقتكم قصير".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استدعاء والدته الى مركز الشرطة بعد يومين من التحقيق معه، حيث تم التحقيق معها وتهديدها بضرورة ابتعاد ابنها عن التجمع.

وفي نهابة المقابلة قال لنا هذا الشاب: "لن اتخلى عن هذا الطريق الذي اخترته عن قناعة تامة مهما هددونا، فنحن نمارس حقنا في الدفاع عن حقوقنا وشعبنا والتجمع هو أفضل من يمثلنا ويمثل مطالبنا وحقوقنا".

وضمن عملية ملاحقة أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي قامت قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية في بداية الشهر الماضي بمداهمة بيت عضو التجمع في الطيبة رشيد برانسي. حيث قام نحو 30 من أفراد الشرطة باقتحام بيت برانسي نحو الساعة الثانية والنصف من فجر الأول من الشهر الماضي وقاموا بتفتيش غرفته ومصادرة العديد من أموره الشخصية. حيث تم مصادرة العديد من الكتب الشخصية والملصقات والأشرطة والهاتف النقال. وبعد فترة تم اعادة بعض هذه الأغراض بينما ما زالت الشرطة تحتجز الباقي وقيل له بانه سيحصل عليها بعد نحو شهر. كما قامت المخابرات بعد ذلك بيوم باستدعاء شقيقه محمد برانسي والتحقيق معه حول عضويته في حزب التجمع وعلاقاته مع أعضاء التجمع وكذلك حول شقيقه رشيد. وتم تهديده بالابتعاد عن التجمع ونشاطاته.

التعليقات