مدينة اللد تحتضن قداس ابن المدينة المناضل د.جورج حبش..

النائب د.زحالقة: " قبل اللجوء سكن د.حبش في اللد، وبعدها سكنت اللد فيه.. سنعمل كل ما نستطيع حتى يتحقق حلم كل فلسطيني، وهو أن يعيش ويدفن في وطنه وبلده"..

مدينة اللد تحتضن قداس ابن المدينة المناضل د.جورج حبش..
نظمت اللجنة الشعبية الخاصة والجمعية الأروثوذوكسية في مدينة اللد وبالتعاون مع الفعاليات الوطنية في المدينة يوم أمس، السبت، قداسا في كنيسة القديس مار جريس راحة لنفس المناضل د.جورج حبش.

وقد شارك فيه المئات من أهالي مدينة اللد والرملة ويافا، وحضره عضوا الكنيست د.جمال زحالقة ومحمد بركة، كما شارك فيه عدد من الشخصيات الوطنية القيادية في المدينة، بينهم د.محمود محارب، وغابي طنوس سكرتير فرع التجمع الوطني الديمقراطي في المدينة.

وفي كلمته في القداس بعث غابي طنوس بالتعازي إلى أسرة المرحوم وأبنائه وأحفاده من مدينة اللد بوصفها مسقط رأس المناضل د.جورج حبش، وإلى الحركة الوطنية ورفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعموم أبناء الشعب الفلسطيني.

ووصف طنوس فقدان د.حبش بأنه من أكبر الخسارات للشعب الفلسطيني والأمة العربية، مؤكدا على رحلة نضاله الطويلة التي لازمها وهو يتفانى في العطاء ولم يتزحزح عن الثوابت الفلسطينية والعربية والإنسانية والأخلاقية في سيرته المشرفة".

وقال: "أقف أمامكم شموخاً وكبرياءً بانتمائي للدّ مدينةً احتضنت رفات القديس جوارجيوس الشهيد المقاوم في هذه الكنيسة، الذي حارب لأجل الضعفاء المسحوقين في الأرض. هي نفسها اللد التي أنجبت أبطالاً تفانوا لأجل الحق والقضية العادلة تكللوا بشخصية البطل الثوري جورج حبش.

أخواني وأخواتي، منذ النكبة يوم سقطت فلسطين بأيدي العصابات الصهيونية، عشنا مراراً هنا في البلاد وإخواننا في الشتات محنا وساعات عصيبة، ففقدان حكيمنا القائد جورج حبش أشدّها، فهو جذع الزيتونة الصامدة المنتصبة في الأرض، وإن غاب عنا بغيابه الجسدي فروحه معنا وفينا وللجذع أغصان وبراعم تنمو وتشتد وتقوى.

فمهما قُلنا لن نفي هذا الثوري حقّه، ولكن كلمة حقة قد تكون من إرثه لأهله وشعبه وأبناء بلده في خضم الحياة والصراع اليومي الذي نعيشه. لا تنسوا جذوركم ومن أنتم. فالانتماء هي وصية أوصاكم بها، لكم ولأولادكم وللأجيال القادة بعدكم، فأنتم ملح الأرض وأنتم الأصل فاحذروا الضياع والانصهار وعلى هذا تشهد أجراس الكنيسة ومئذنة المسجد.

"إن آخر ما رأت عيون الدكتور جورج حبش الشاب اليافع الطموح في مدينة اللد هو حجم الدمار والمجازر والجرائم التي أرتكبها الصهاينة بحق أبنائها، حين هُجّر وعائلته وغالبية أهالي اللد، ولكنه يوماً لم يتخل عن حلمه بالعودة والرجوع إليها. وأقل ما يمكن أن نعاهده أن يوماً يأتي ويُدفن رفاته في تربتها وثراها وهذا أضعف الإيمان.
لكم ولنا بعده العزاء وطول البقاء وعلى درب أخلاقه وسماته سائرون".



وبعد القداس عقد اجتماع شعبي عفوي في ساحة بين الكنيسة والمسجد الكبير في المدينة تحدث فيه إبن مدينة اللد د.محمود محارب، حيث أكد على أن د.حبش من أهم المناضلين وأحد أبرز وأهم قادة الحركة الفلسطينية في القرن العشرين، ثم تحدث عن دوره على الصعيد الوطني الفلسطيني والقومي العربي والدولي.

ونوه د.محارب إلى أنه في عام النكبة، 1948، عاد د.حبش إلى مدينة اللد من بيروت للدفاع عن مدينته، وشاهد بأم عينيه كيف قام الجيش الإسرائيلي بارتكاب المجازر في المدينة، وطرد أكثر من 30 ألفا من سكانها، وتهجير سكان 71 قرية عربية في منطقة اللد والرملة.

وقال إن د.حبش قد أدرك أن مهنة الطب ليست كل ما يحتاجه شعبه، وإنما هناك حاجة لحشد الشعب الفلسطيني والأمة العربية من أجل رد العدوان وعودة اللاجئين وتحرير الشعب والوطن. كما أشار إلى أنه آمن بالوحدة العربية وسعى إلى تحقيقها من خلال تأسيس "حركة القوميين العرب"، وبعد هزيمة 1967 قام بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأكد محارب على أن حبش آمن بالوحدة الوطنية الفلسطينية، بوصفها الضمانة الأساسية من أجل إحقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأشار إلى أنه سيتم تنظيم العديد من الفعاليات في مدينة اللد وفي داخل الخط الأخضر تخليدا لذكرى المناضل د.جورج حبش.

كما تحدث في الاجتماع النائب محمد بركة، حيث أكد على أن د.حبش كان أحد رموز النضال الوطني الفلسطيني، وأنه تمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكد بركة على حرص حبش على الوحدة وحبه للوطن وتمسكه بحق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن إلا أن يحظى بالاحترام حتى من قبل الذين يختلفون معه بالرأي.




ومن جهته استهل النائب د.جمال زحالقة كلمته بالقول "أي قلب توقف عن الخفقان.. إنه قلب كبير أحب شعبه وناسه ووطنه وأخلص لمبادئه وقيمه الإنسانية". وقال إن د.جورج حبش ينتمي إلى الرعيل الذي هزته النكبة، وبحث عن طريق لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي فقد وطنه وتشرد منه، فقام ورفاقه بتأسيس حركة القوميين العرب لبناء الحلم القومي العربي على أساس أن مبدأ تحرير الشعب والوطن يمر عبر الوحدة العربية، لكنه امتلك الشجاعة لتعديل موقفه بعد هزيمة 67، ليساهم في إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال تأسيس الجبهة الشعبة لتحرير فلسطين.

وأضاف د.زحالقة أن هناك ثلاثة أبعاد هامة في مواقف ومبادئ د.جورج حبش؛ أولها أن على الضحية الفلسطينية أن تتحدى مصيرها وتسير في درب النضال والمقاومة، وثانيها الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني الذي هو بالضرورة مناهض للاستعمار ببعديه الصهيوني والامبريالي، وثالثها الحفاظ على الوحدة الوطنية.

وتابع زحالقة أن د.حبش لم يكن حريصا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، بل ربطها دائما بالموقف السياسي الحازم والمشروع الوطني الواضح. وقد منع حبش شخصيا انشقاق منظمة التحرير الفلسطينية أكثر من مرة حتى في المحطات الوطنية والخلافات الحادة.

وأنهى حديثه بالقول "إننا نعتبر أن مرقد د.حبش في مقبرة سحاب في عمان هو أمر مؤقت، ومكانه الطبيعي في مدينة اللد التي نما وترعرع فيها، وشهد بأم عينه احتلالها وتشريد أهلها.. قبل اللجوء سكن حبش في اللد، وبعدها سكنت اللد فيه.. سنعمل كل ما نستطيع حتى يتحقق حلم كل فلسطيني، وهو أن يعيش ويدفن في وطنه وبلده".

وبعد الاجتماع الشعبي سار جميع الحضور في موكب مهيب في مسيرة رمزية وهم يحملون الشموع والاعلام الفلسطينية وصور د.حبش باتجاه المكان الذي كان يقوم عليه بيته في اللد قبل أن تقدم السلطات على هدمه قبل 4 سنوات، في إطار سياسة هدم البيوت، وفي إطار استهداف بيت د.حبش تحديدا، خاصة وأنه تم الإبقاء على عدد من البيوت القديمة في نفس الشارع، والتي يستوطنها اليهود.
.........

التعليقات