جنود إسرائيليون يلصقون في قرية وادي النعم في النقب ملصقات تدعو "الفاطمات" إلى إقامة علاقات معهم..

النائبة حنين زعبي: عنصرية مقززة لا تثير سوى المزيد من الاحتقار لثقافة هذا الجيش التي تتحول إلى ثقافة مجتمع بأكمله..

جنود إسرائيليون يلصقون في قرية وادي النعم في النقب ملصقات تدعو
كشف سكان محليون في قرية وادي النعم في النقب، الثلاثاء 30/06/2009، أمر جندي تجول في ساعات الليل المتأخرة بين البيوت، وترك ملصقا على جدران أحد البيوت، يتضمن دعوة لصبايا من القرية بمواصفات معينة إلى علاقات جنسية مع شخص يدعي "فريدريك".

وكتب على الملصق، باللغة العبرية ما يلي:" إن كان اسمك فاطمة، أو قد يكون جنين، وأنت بطول 1.70، شقراء وعيناك زرقاوان، فقد وصلت إلى الصورة الصحيحة. الذي يظهر في الصورة هو الشخص الوحيد الذي ستقضين معه ليلة أفضل من أي رجل في القرية. الشاب الأنيق الموجود في الصورة اسمه فريدريخ، وفيه الصلابة، إذا تعالي فاطمه، واتصلي به... والبقية... ستأتي".

وقد أثار هذا الموضوع استهجان سكان القرية، خاصة بسبب ما اعتبر مسا بالأخلاقيات، والسماح لجندي باقتحام حرمة البيوت ليلا بدون إذن، والهدف من مثل هذا الملصقات.

وفي حادثة مماثلة اعتقد أفراد من عائلة الضبع التي تسكن جنوبي شقيب السلام في النقب أن المسلح الذي يتجول في ساحة البيت الخارجية هو لص، إلا أنه تبين أنه جندي، وطلب عدم الاقتراب منه.

كما اكتشف أطفال في نفس الليلة جنديا بنفس اللباس في منطقة وادي النعم. وقد اعتقد سكان القرية بداية أنه لص، إلا أنه هددهم بعدم الاقتراب منه، وقام بالاتصال بالقيادة وطلب إذنا بإطلاق النار، وحصل على الموافقة على مسمع الحضور، وعندما ترك وشأنه غاب عن الأنظار.

وفي حديث مع الشاب حسن الضبع، الذي تواجد الجندي في ساحة بيته، قال:" يوم الثلاثاء عند الساعة 10:30 ليلا تقريبا اكتشفنا شخصا داخل ساحة البيت الخارجية، أي داخل السياج المحيط بالبيت وتوجهنا نحوه، وخرج مسرعا، وقال بأنه جندي، وبعد لحظات آتت سيارة جيش فيها عدة أشخاص وأقلته من المكان، وبعد أن توجهنا إلى حيث كان تبين أنه ألصق ملصقا على جدار البيت يدعو فيه البنات إلى ربط علاقة مع شخص يظهر عاريا إلى أسفل البطن.

وكما هو متوقع، فقد نفى ناطق بلسان الجيش أن يكون له علم بما حصل.وعقبت النائبة حنين زعبي على الحادثة بالقول: "هؤلاء العنصريون الصغار، لم يستطيعوا إذلال شعبنا في النقب، فبحثوا عما يظنون أنه نقطة ضعف مجتمعنا، لكنهم لا يعرفون أنه حتى أكثر المجتمعات محافظة لا تستطيع أن ترى في هذه الأعمال سوى عنصرية مقززة، لا تثير سوى المزيد من الاحتقار لثقافة هذا الجيش التي تتحول إلى ثقافة مجتمع بأكمله".

وأضافت أن شعبا يواجه وحشية الجيش الإسرائيلي وانفلات غريزة القتل والتنكيل فيه، لن يهمه الشكل الذي تتخذه تلك العنصرية، ولن يهمه إذا ما خاطبت تلك العنصرية، النساء أو الرجال. ومثل تلك التعليقات لا تثير أيضا الشفقة على نساء هذا المجتمع الحربي، اللواتي سيكن هن أيضا ضحايا تلك الشوفينية.

وتابعت إن العنصرية في إسرائيل التي تخطت من زمن بعيد مستوى شعور الأفراد، وتحولت إلى جزء من ثقافة سائدة، نراها الآن تتحول لتعبيرات فنية. الآن الإسرائيليون في زمن "إبداعات عنصرية"، في زمن كاريكاتيرات ورسومات وتعليقات على ملابس الجنود، ملابس يلبسونها أثناء حياتهم "المدنية"، ورسومات وتعليقات كالتي نراها الآن.

وخلصت إلى القول: "يستطيع الجنود العنصريون والفاشيون أن يلتهوا بإبداعاتهم العنصرية، وعلينا نحن أن نبدع في مقاومتنا لهم".


التعليقات