في مقر التجمع في سخنين: عبد الفتاح يكشف عن محاولات سابقة ومستمرة لأنظمة عربية لتهويل خطر الترانسفير وتشجيع عرب الداخل على الإندماج..

النائبة زعبي: إقرار القوانين العنصرية هو فشل للسياسات الإسرائيلية وتعبير عن إفلاس سياسي بعد محاولات محاصرة نشاطنا السياسي وخطابنا الوطني في فرض الخدمة المدنية وملاحقة الحركة الوطنية ومنع إحياء النكبة ومحو الأسماء العربية وخصخصة الأراضي..

في مقر التجمع في سخنين: عبد الفتاح يكشف عن محاولات سابقة ومستمرة لأنظمة عربية لتهويل خطر الترانسفير وتشجيع عرب الداخل على الإندماج..
كشف أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، عن محاولة لمسؤول في سفارة عربية في إسرائيل لإقناع ممثلي الجمهور العربي داخل الخط الأخضر للسعي الجدي للانضمام إلى الائتلاف الحكومي الحاكم، "بغية تجنّب خطر الترانسفير" الذي تفكر فيه إسرائيل جديًا حسب قول هذا المسؤول. كما كشف عن محاولة أخرى قامت بها شخصية من دولة عربية أخرى لإقامة حزب عربي- يهودي معتدل، يكون في قيادته موشي بوحبط، رئيس مجلس معالوت - ترشيحا ورئيس الحكم المحلي في إسرائيل و"معتدلون" عرب.

وأوضح عبد الفتاح الذي كان يتحدث في اجتماع خاص لجمهور المنتسبين الجدد لحزب التجمع في فرع مدينة سخنين، أن هذه المحاولات بدأت في العام الماضي، أثناء تولي حكومة إيهود أولمرت، عندما زاره هذا المسؤول في المقرّ المركزي لحزب التجمع في الناصرة، وذلك ضمن جولة قام بها على ممثلي الجمهور العربي في الداخل لنفس الغرض على ما يبدو.

وقال عبد الفتاح إنه من الواضح أن هذه المحاولة لم تكن من بنات أفكار المسؤول العربي ولا تعكس جهلاً بعدم قدرة التأثير العربي على القرار السياسي الإسرائيلي بخصوص القضايا الكبرى، بل تعكس الوجهة السياسية للنظام الذي يمثله، ويشاركه فيها أنظمة عربية أخرى إما مرتبطة بمعاهدات مع إسرائيل أو بعلاقات تنسيق من نوع آخر معها ومع الإدارة الأمريكية.

وفي ردّه على سؤال عن الدافع وراء الحديث عن هذا الموضوع الآن، قال، لأنه تبيّن أن هذه المحاولات مستمرة وطرحت مرة أخرى أمام رئيس لجنة المتابعة السيد محمد زيدان الشهر الماضي والتي نشرت عنها إحدى الصحف المحلية.

وقال عبد الفتاح: "أصبح من الأهمية بمكان التصدي لهذه المحاولات التي يُمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا بمصالح الجماهير العربية لأن عملية تهويل خطر الترانسفير تهدف إلى دفع عرب الداخل لتخفيض سقف مطالبهم السياسية واليومية والقومية، وذلك لتسهيل الطريق على هذه الأنظمة والسلطة الفلسطينية المضيّ في نهج التسوية القائم على المساومة على حقوق اللاجئين وحقوق عرب الـ48. وبالتالي فإن الخاسر هو الفلسطينيون أنفسهم.. وبطبيعة الحال الأمة العربية.

وقال: "نحن ندرك المخاطر المحدقة بهذا الجزء من شعبنا، المتمثلة بهجمة القوانين العنصرية والممارسات العدائية السافرة وفي اعتبار المواطنين العرب خطرًا أمنيًا، ولكن خطر الترانسفير غير وارد لأن ظروف اليوم غير ظروف عام 48، ولأن شعبنا تعلم التجربة ولن يرحل عن وطنه، مهما كلفه من ثمن، وأن تجربة اللجوء لن تتكرر. ولكن نقول لكل المعنيين حتى لو كان هناك خطر من هذا النوع، فإن ذلك لن يُخيفنا ولن يدفعنا إلى التراجع قيد أنملة عن المطالبة والنضال من أجل حقوقنا المشروعة. ونحن متأكدون أن شعبنا يفضل الدفاع عن وطنه بكل ثمن على الرحيل".

وتوجه عبد الفتاح لهذه الأنظمة قائلاً: "نحن نولي أهمية كبيرة للعلاقة مع العالم العربي والأمة العربية فنحن جزء منها ولكننا لا ننتظر من بعضكم أن تساهموا في إشاعة الرعب بين جماهيرنا، ربما عن غير قصد، فإن هذا بالضبط ما تريده إسرائيل وأجهزتها الأمنية، بل ننتظر منكم، وهذا حقنا عليكم، أن تدعموا نضالنا سياسيًا وماليًا وقوميًا، لدعم صمودنا وثباتنا على هذه الأرض".

إلى ذلك، أورد الأمين العام للتجمع في إطار مداخلته وكدليل على أهمية الصمود والمثابرة، إلى استقبال التجمع في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط مئات الانتسابات الجديدة لحزب التجمع. وقال: "لقد سعت المؤسسة الإسرائيلية مرة تلو المرة إلى شطب حزب التجمع، لإشاعة الخوف والإرهاب بين جمهوره لينفض عنه، ولكن النهج الصلب والمثابر والمبدئي والمسؤول الذي اختطه هذا الحزب، يُعزز الثقة الشعبية به وهو آخذ في التوسع والتجذر. لقد خاب أمل الأجهزة الأمنية وكذلك المتآمرون بسقوط التجمع.. بل أصيبوا بالإحباط الشديد لتمكنه من تحقيق نجاح مظفر على هذه المحاولات العدائية والمؤامرات".

ودعا في نهاية حديثه جموع الشباب إلى الانضمام إلى الحركة الوطنية لأنها سياج وجودنا وهويتنا ومستقبلنا.

ومن جهتها تحدثت النائبة حنين زعبي عن النشاط البرلماني في ظل الهجمة العنصرية المحمومة على الجماهير العربية وأعضاء الكنيست العرب.

وقال إن الجديد في النبرة والخطاب العنصري المتصاعد هو أن الحكومة أقدمت على تمرير أكبر عدد من القوانين العنصرية التي طالت عددا كبيرا من الميادين، وليس الميزانيات فحسب، بل أتت على المواصلات والتعليم والاقتصاد والبنى التحتية وغيرها، وأضافت أنه لأول مرة في تاريخ في تاريخ الكنيست يرفض وزير في الحكومة مقابلة عضو كنيست بادعاء أنه مؤيد لحماس، مشيرة إلى أن المشكلة ليست هذا الوزير أو ذاك، بل الحكومة الذي هو جزء منها وبالتالي فهي سياسة مؤسسة.

ونوهت النائبة زعبي إلى أن "إقرار القوانين العنصرية إنما هو فشل للسياسات الإسرائيلية وتعبير عن إفلاسهم السياسي، ويأتي بعد محاولاتهم لمحاصرة نشاطنا السياسي ومحاصرة خطابنا الوطني في فرض الخدمة المدنية وملاحقة الحركة الوطنية ومنع إحياء النكبة ومحو الأسماء العربية وخصخصة الأراضي، وبالتالي فإن سن القوانين العنصرية والتصريحات العنصرية تأتي كردود فعل على الإفلاس السياسي، ومن هنا فإننا نقرأ في ذلك نجاحا لمشروعنا الوطني".

وأكدت أن "الشرعية والذاكرة وتربيتنا الوطنية ليست من إبداع المدرسة ووزارة المعارف، وعلى الوزير" ساعار" أن يعلم أننا نحن من شكل الوعي الوطني وليست وزارته، و بذلك هو يسعى لمحو الذاكرة من ذهنية اليهود التي تبحث عن شرعيتها وإلغاء مما فعلوه عام 48 من ذاكرتهم".

ودعت النائبة زعبي كوادر وقيادات الفروع لمتابعة ومواكبة القضايا المحلية والحارقة من المشاكل التي تعانيها البلدات العربية، وتحويلها إلى جدول أعمال الكتلة البرلمانية والحفاظ على التواصل بين الحزب والناس.

وكان قد افتتح الاجتماع المحامي إياد خلايلة، الثلاثاء، بحضور العشرات من المهتمين وعدد من الشخصيات الاعتبارية والأكاديمية، من بينهم الأستاذ د.غزال أبو ريا، والأستاذ حسن بشير ود.صبحي بدارنة، إلى جانب أعضاء البلدية حسام خلايلة ومدين أبو صالح وأمين طربيه، بحضور أمين عام التجمع والنائبة حنين زعبي..

وتحدث خلايلة سكرتير الفرع عن أهمية افتتاح النوادي في ظل التراجع الثقافي وما يعانيه الشباب من فراغ، مؤكدا على ضرورة الإسهام بالغدوات المتاحة في دفع العملية الثقافية، والسعي إلى تحويل هذه النوادي إلى صروح ثقافية وتعليمية للشباب والطلاب.

كما دعا خلايلة إلى العمل على توسيع الفرع ورفده بطاقات جديدة وخلاقة لاسيما في ظل تصاعد الهجمة السلطوية العنصرية على التجمع كرأس حربة للحركة الوطنية وعلى الجماهير العربية عامة...

التعليقات