التجمّع الطلابيّ الديمقراطي يختتم معسكره: نحو حركة طلابيّة طلائعيّة

اختتم هذا الاسبوع معسكر التجمع الطلابي الديمقراطي في فندق الروكي في مدينة رام الله بمشاركة أكثر من مائة مشارك ومشاركة من أعضاء وأصدقاء التجمع الوطني الديمقراطي

التجمّع الطلابيّ الديمقراطي  يختتم معسكره: نحو حركة طلابيّة طلائعيّة

 

 

 

أقل من ثلاثة أسابيع ويعود الطلاب العرب إلى الجامعات والكليات الاسرائيلية في سنة دراسية جديدة مملوءة بالتحديات على أكثر من صعيد، خصوصا وأن العنصرية الاسرائيلية أصبحت مُشرعنة ومُقوننة. وهذا لم يكن يوما من الأيام بعيدا عن الأكاديميا الاسرائيلية، إلا أنه في تصاعد وتزايد حاد مؤخرا، ما يستوجب على الحركة الوطنية في الجامعات الارتقاء لمستوى التحديات المقبلة كبناء لجان الطلاب العرب " هذا ما قرره المشاركون في اختتام معسكر الطلاب الجامعيين العرب الذي نظمه التجمع الطلابي الديمقراطي في مدينة رام الله. 

 اختتم الأحد الماضي معسكر التجمع الطلابي الديمقراطي في فندق الروكي في مدينة رام الله بمشاركة أكثر من مائة مشارك ومشاركة من أعضاء وأصدقاء التجمع الوطني الديمقراطي، حيث افتتحه مسؤول الدائرة الطلابية وعضو المكتب السياسي للتجمع، مراد حداد، بالترحيب بالمشاركين مشددا على نوعية كوادر التجمع الطلابي في الجامعات والكليات والدور الهام الذي يقومون به في تنظيم الطلاب العرب في على أساس قومي وديمقراطي.

هذا وشكر حداد كل من مسؤولة الدائرة الطلابية السابقة وعضو المكتب السياسي للتجمع، د.روضة عطالله، ومركز التجمع الطلابي السابق، عوني بنا، على عملهم خلال السنوات السابقة والدور المميز الذي قاما به في توسيع صفوف الحركة الطلابية الوطنية في الجامعات الاسرائيلية.

وأضاف حداد: " إن التفوق في التعليم من أهم أولوياتنا فنحن نريد بناء مجتمع حرّ وعصري يواكب التطورات، ولا ينسى هموم شعبه، كما أنه أثبتنا خلال السنة الدراسية المنصرمة أن بوصلتنا الأخلاقية من أهم مميزاتنا في التجمع الطلابي ".

واختتم حداد بنقله تحيات د.عزمي بشارة الذي اتصل صباحا ليعبر عن تحياته للطلاب المشاركين في المعسكر.

ومن ثم استعرض ممدوح اغبارية مركز التجمع الطلابي الديمقراطي برنامج وأهداف المعسكر كتعزيز قيم الانتماء الفلسطيني والعروبي، وشدد على أهمية نشاط الطلاب العرب في الحركة الطلابية، ووجوب أخذ دورهم في قضايا مجتمعهم، وضرورة نجاح الطلاب بتعليمهم وبناء رأس مال بشري للمجتمع العربي.

واختتم اغبارية حديثه بالإشارة إلى ضرورة " خلق موروث تنظيمي للعمل الطلابي واكتساب أدوات تنظيمية خلال المعسكر من أجل استغلالها للعمل مع بداية السنة الحالية، خصوصا وأن التجمع الطلابي سوف يقوم بفرض بناء وتشكيل لجان الطلاب العرب في كافة الجامعات ". 
 

 

عبد الفتاح: القوميّة ليست شعارًا بل هي مرتبطة بفكرة التقدم والحداثة

 

  وكانت المحاضرة الأولى في المعسكر لأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، السيد عوض عبد الفتاح، تحت عنوان " التيار القومي في الداخل الفلسطيني: نشأته، وجذوره، وروافده الفكرية "، تطرق فيها إلى أهمية الحفاظ على الهوية القومية العربية في ظل الهويات التفتيتية في سبيل الحفاظ على وحدة الشعب العربي.

كما وتطرق عبد الفتاح إلى علاقة التيار القومي بالديمقراطية والحداثة وكيفية تطبيق هذه المعادلة لدى عرب الداخل من خلال المشروع السياسي والديمقراطي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.

 

 

وانتقل عبد الفتاح للحديث عن مرحلة تأسيس التيارات القومية المنظمة، مشيرًا إلى حزب البعث كأول حزب (عام 1947) وأول محاولة حزبية منظمة بمضمون اجتماعي (الاشتراكية)، وأول محاولة للانتقال من دوائر النخبة إلى الدائرة الشعبية.

وجاء بعدها التيار الناصري؛ وقال " إن هذه التيارات القومية حققت إنجازات رسمية وشعبية عبر وصولها إلى الحكم، وكان هدفها مواجهة التجزئة الاستعمارية لبلاد العرب، وإعادة الاعتبار للهوية العربية ووحدة الوطن العربي، بمضامين اقتصادية وصناعية حديثة."

وأضاف: " أخفقت هذه الأنظمة إخفاقات كبيرة في استكمال المهام القومية والديمقراطية، يتحمل المسؤولية عنها العدوان الخارجي والقصورات الداخلية الذاتية.. ورغم ذلك، فإنّ القوميين العرب منكبّين، ومنذ فترة، على مراجعتها وإعادة طرح التوجهات القومية والمداخل إلى الوحدة بمفاهيم حديثة ومعقولة."

وأنهى حديثه: " لقد قام التجمع الوطني الديمقراطي داخل الخط الأخضر، في ظروف المراجعات الكبيرة للتجربة القومية، ومن منطلق أن لا بديل عن العروبة والوحدة القومية.. إن البديل عن القومية هو العائلية والعشائرية والطائفية والتخلف. إن الاستعمار والصهيونية يواصلان تأجيج النعرات الطائفية، وإحياء الانتماءات ما قبل القومية لأن واقع التجزئة أسهل لهم لهم في فرض سيطرتهم على المنطقة العربية.

وبالتالي فإن عرب الداخل الذين يتعرّضون يوميًا لسياسات التفرقة ورفض الاعتراف بهم كجزء من شعب، ليس لديهم بديل عن وحدة هويتهم القومية في مواجهة الصهيونية وفي مواجهة التخلف الداخلي."

وحدّد بعض مهام التيار القومي العربي داخل الخط الأخضر: أولاً - الدفع باتجاه إعادة بناء لجنة المتابعة كهيئة قومية عربية منتخبة، وإقامة المؤسسات الحديثة المختصة لبناء المجتمع العربي في الداخل ومواجهة مخططات الدولة العبرية ضدهم.

ثانيًا - تعزيز صفوفه، وتوسيع قواعده، ونشر الثقافة القومية الحديثة وذات البعد الإنساني.

ثالثًا: تطوير مساندته لنضال الشعب الفلسطيني في دحر الاحتلال والاستيطان.

أما المحور الثاني للمحاضرات فكان تحت عنوان "القضية الفلسطينية في ظل الوضع السياسي الراهن "، فقدم د. باسل غطاس في إطاره محاضرة بعنوان " السّياسات الاسرائيلية الرّاهنة تجاه الفلسطينيين عموما، وإسقاطاتها على المستوى الثقافي والاقتصادي " ، كما قدم الباحث مطانس شحادة محاضرة بعنوان " اتّفاقيّة أوسلو وإفرازاتها، وسقوط حلول التّسوية "، سيعمل الحزب على نشرها قريبًا.

سعدات والبرغوثي

وكان الحدث الأبرز خلال اليوم الأول للمعسكر، مشاركة  عبلة سعدات زوجة المناضل الأسير أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفدوى البرغوثي زوجة المناضل الأسير مروان البرغوثي، القيادي في في حركة التحرير الفلسطيني – فتح، في إطار وضع قضية الأسرى الفلسطينيين على أجندة العمل الطلابي للتجمع الوطني الديمقراطي.

وفي كلمة السيدة عبلة سعدات، قالت: " كلنا نعيش تحت الاحتلال نفسه، ويتوجب علينا جميعا النضال ضد هذا الاحتلال، وأن لا نمل لأن النضال لا  تقاعد فيه، وللشباب والطلاب الدور الأساسي في رفع راية النضال وخصوصا أننا أصحاب الحق، وصاحب الحق هو الذي يملك القوة الأخلاقية".

أما السيدة فدوى البرغوثي فبدأت مداخلتها بالقول: " نتعلم منكم الصمود والثبات والبقاء لإخراس أي صوت يتحدث عن الدولة اليهودية، ففي الذكرى العاشرة للانتفاضة الثانية نحيي بداية شهداء الانتفاضة وخصوصا شهداء الداخل الفلسطيني الذين كان باستشهادهم الدور في مدنا بالصمود والمعنويات بأن الشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده ما زال قابضا على حقوقه التاريخية".

وقالت البرغوثي عن التحديات التي تقف أمامنا كفلسطينيين " يجب عدم التسليم بالواقع الذي تحاول فرضه إسرائيل علينا، يجب علينا مواصلة النضال حتى تحقيق ثوابتنا الفلسطينية المتمثلة بعودة اللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية.. دولة الشراكة وحقوق والإنسان والكرامة والتعددية وحقوق المرأة".

واختتم اليوم الأول بأمسية مواهب فنية من إبداعات الطلاب.

 

اليوم الثاني..

وفي صباح اليوم الثاني للمعسكر، خرج المشاركون إلى جولة ميدانية في مدينة رام الله، شملت بداية جولة استطلاعية لمعقتل عوفر وجدار الفصل العنصري، حيث اطلع المشاركون عن كثب على آثار الجدار على الأرض وعلى حياة الفلسطينيين.

درويش عرفات وابو علي مصطفى

ومن ثم تمت زيارة الضريح المؤقت للشاعر محمود درويش بجانب القصر الثقافي، حيث وقف المشاركون دقيقة صمت على روح الشاعر ووضعوا إكليلا من الزهور باسم طلاب التجمع الوطني الديمقراطي.

وبعدها تمت زيارة الضريح المؤقت للرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، حيث كان في استقبال المشاركين أمين عام الشبيبة الفتحاوية – مسؤول الطلبة عبد المنعم وهدان، والذي رحب بوفد التجمع الوطني الديمقراطي، وأكد على وحدة النضال والشراكة والمصير بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، داعيا التجمع الطلابي لمشاريع تواصل وتنسيق في المستقبل القريب.

وكانت المحطة الأخيرة في الجولة، زيارة ضريح الشهيد أبو علي مصطفى، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث تمت قراءة الفاتحة على روحه ووضع إكليل من الزهور ضريحه.

وفي هذا اليوم كان للمحور الاجتماعي والثقافي حيزا خاصا تحت عنوان "الخطاب الوطني الديمقراطي التقدمي، الوضع القائم وسبل النهوض "، إذ قدمت الناشطة النسوية وعضوة التجمع، عرين هواري، محاضرة بعنوان " الطرح الاجتماعي الديمقراطي التقدمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي "، وهو موضوع أثار نقاشا واسعا في صفوف المشاركين.

أما المحاضرة الثانية في هذا المحور فكانت لـ د.عبد الرحيم الشيخ، المحاضر في جامعة بيرزيت، تحت عنوان " الرقابة الفلسطينية: الوعي والوعي المضاد  عن صناعة الفلسطيني الجديد ".

أما المحور الأخير للمحاضرات فكان تحت عنوان " التعليم العالي الفلسطيني – الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية "، إذ قدم د.محمود محارب محاضرة بعنوان " تاريخ الحركة الطّلاّبيّة والموروث النضالي لها ودور لجان الطّلاّب العرب ".

ومن ثم تبعه د.عمر البرغوثي، الناشط في الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، ليقدم محاضرة عن " حملة المقاطعة الثّقافيّة والأكاديميّة لإسرائيل ودور الطلاب العرب ".

واختتم اليوم الثاني للمعسكر في سهرة طلابية خارج الفندق.

اليوم الثالث..

أما اليوم الثالث للمعسكر، والذي كان مخصصا للعمل التنظيمي في فروع التجمع الطلابي في الجامعات، فقد افتتح بعرض تقارير عن نشاط فرع التجمع الطلابي خلال السنة واستخلاص العبر، ومن بعدها قدم مركز الحركة الطلابية في التجمع، ممدوح اغبارية، تشخيصا للتحديات ورؤية عامة للحركة الطلابية في التجمع.

وبعد أن توزع المشاركون كل حسب فرعه، بدأت الورشات التنظيمية التي يسّرها المستشار التنظيمي، عروة سويطات، مع المجموعات وسكرتيري الفروع،فاشتمل التخطيط الاستراتيجي للحركة الطلابية على تشخيص نقاط القوة والتحديات للعام الماضي والتأكيد على رؤية التّجمّع الطّلاّبي الاستراتيجيّة و الخروج بجماهير الهدف الأساسيّة والعينيّة لكلّ فرع.

ومن بعدها تمّ تحديد الأهداف العينية والأساسية للعام 2012 و2011 والفصل الأول لكل فرع، و الخروج بأفكار لمشاريع عملية لجماهير الهدف وفق الأهداف المحدّدة والقدرات.

وختاما تمت كتابة مشاريع عمليّة ومفصّلة للفصل الأول وفق كافة احتياجاتها ومراحلها، بما فيها إدارة الموارد والمهام والتنفيذ والمخاطر والجدولة الزمنية والنتائج المرجوّة.

وكان الحفل الختامي عبارة عن أمسية ملتزمة تم فيها تكريم سكرتيري الفروع وخريجي الحركة الطلابية ومعتقلي الحركة الطلابية في أحداث أسطول الحرية الأخيرة.

ومن بعدها قدمت الطالبة سماح مصطفى وصلة غنائية ملتزمة، رافقها فيها الفنان أكرم عبد الفتاح عزفا على العود، فألهبا الجمهور.

وتمت مغادرة الفندق يوم الأحد صباحا بعد تقييم المعسكر والإدارة من المشاركين، ومن بعدها تم عرض أفلام قصيرة عن هبة القدس والأقصى عام 2000، والتشديد على إنجاح الاضراب العام والمشاركة في المظاهرة المركزية في كفركنا وكافة أنشطة وفعاليات إحياء الذكرى العاشرة للانتفاضة الثانية.

 

 

التعليقات