ندوة حول دور المرأة في السياسة في كفر قرع

-

 ندوة حول دور المرأة في السياسة في كفر قرع
أقيمت في مركز الحوارنة في كفر قرع، ندوة بعنوان المرأة والسياسة تحت رعاية مجموعة من الجمعيات، بنت السلام، البيت الجماهيري للنساء، نساء وآفاق، من أجلك، المجلس النسائي واتحاد المرأة التقدمي.
افتتحت السيدة فوزية عزب الندوة لترحب بالحضور ولتدعو الفنانة الملتزمة بوران سعدة وفرقتها الموسيقية صوت فلسطين، لتقدم باقة من الأغاني الفولكلورية والوطنية.
تابع الحضور الندوة مع السيدة نجاة رابي زحالقة، من جمعية بنت السلام لتلقي كلمة الجمعيات، حيث تحدثت عن السياسة والمرأة من زاويتين هما، تأثير السياسة على المرأة وتأثير المرأة على السياسة، كما وذكرت كيف أن السياسة موجودة في حياتنا بكل نواحيها، من ميزانيات السلطات المحلية، البنية تحتية، الخدمات الصحية، الأرض، البرامج التلفزيونية وحتى تلقيط الزعتر، على حد قولها، ولذالك فلا بد لنا من الاهتمام بالسياسة ومحاولة التأثير فيها كنساء وكفلسطينيات في دولة إسرائيل، ذكرت بعدها رابي-زحالقة أن نسبة الإناث في الجامعات في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل تفوق ال 55% أي أن الفتيات أكثر من الشباب في الجامعات، مما يثبت قدراتهن وعدم تأخرهن بل حتى تفوقهن على الذكور.
وقد استضافت الندوة مساء أمس الأحد كل من عضوة البرلمان حنين زعبي والعضوة السابقة في مجلس كفر قرع المحلي، زهرية عزب، حاورتهما ميرفت عمري، مديرة جمعية البيت الجماهيري في كفر قرع، حيث تحدثت عزب عن الصعوبات في تجربتها لدخول المجلس المحلي، كونها امرأة خصوصا مع وجود الطابع العائلي للانتخابات، إذ يصعب على العائلة أن تختار امرأة لتمثلها في الانتخابات، كما وأن الانطباع السائد عن أن السياسة هي لعبة غير نظيفة يساهم بإبعاد النساء عنها اللاتي بطبعهن يفضلن الابتعاد عن المجالات الغير نظيفة، ذكرت عزب كذالك كيف أنها ركزت طوال مسيرتها على نقاط قوتها، ناسية نقاط ضعفها مما ساعدها على خوض التجربة بنجاح، نجاح ينقصه تحقيق حلمها بجذبها للمزيد من النساء في قريتها إلى الحقل السياسي.
من ثم تحدثت النائبة حنين زعبي من التجمع الوطني الديمقراطي وحول سؤال الصعوبات أوضحت أنها تمثل عشرات النساء في التجمع وخارج التجمع اللواتي يستطعن خوض كل تجربة مهنية وقيادية.
وبخصوص الصعوبات التي تواجهها النساء في دخول الحلبة السياسية، ومن ثم في خوضها، هي ليست صعوبات تتعلق بالمقدرات ومتطلبات المهنة أو السياسة، بقدر ما هي صعوبات تتعلق بثقافة هذا الحيز. فالقدرات القيادية أو المعرفية أو الخطابية للنساء ليست هي المشكلة، بل نوعية الثقافة السائدة في حيز ضيق، به موارد قليلة وحيز منافسة ضيق ومتنافسين كثر، وبه المنافسة لا تنحصر في منافسة الكفاءات والمقدرات، هي الصعبة، بالذات على النساء اللواتي أدت الحياة وتطورها وتقسيمها لحيزين شبه مختلفين بين الرجال ولانساء، لأن تخضن النساء تجربة اجتماعية مختلفة عن تجربة الرجال، طورن بها قدرات ومهارات اجتماعية-شخصية مختلفة، فهن أكثر ميلا للإصغاء، وللمشاركة وليس للانفرادية.
كما قد تواجه المرأة صعوبة، كونها حين تدخل بثقافتها السياسية تلك، لا تجد من يشاركها فيها، لأنها تكون محاطة بالرجال!
والسياسة هي حيز به السلطة خصمك في كل خطوة، به شربة الماء أصبحت تحتاج لنضال، وظاهرة قطع المياة الجماعية عن قرانا أصبحت تضاف لقائمة المشاكل والمعاناة السياسية اليومية لشعبنا.
والسياسة مترامية الأطراف، لا شيء يستطيع أن يعنون خارجها، حيث تبدأ من النووي ومن دور ايران، وتنتهي بعدد الطلاب في الحضانات.
كما أشارت إلى أن دور الأحزاب العربية أوسع بكثير من دور الأحزاب الصهيونية، حيث لا تدخل إلى الكنيست لتمثل مصالح ورؤى سياسية فقط، كما هو شأن الأحزاب الصهيونية، إنما أيضا لتمثل هوية، كوننا ندخل لبرلمان يمثل نقيض هويتنا.
من جهة أخرى أشارت النائبة زعبي إلى أن هذه التحديات، تتطلب أيضا شخصية حزبية وثقافة حزبية تستطيع أن تمثل وتحمل نقيض تهميش المرأة، ونقيض فرض الامتحانات القاسية عليها، ونقيض "القيم" التي هذا التهميش والتعجيزات.
وقالت أن النضال القومي المتسامح أو حتى غير العابئ بهدر حقوق المرأة والعبث بمكانتها، هو نضال متخلف، أما النضال النسوي دون البعد الوطني، فهو نضال غير وطني، ونحن وطنيون تقدميون، بالتالي لا مناص إلا أن نحمل مشروعا وطنيا وتقدميا.
وأضافت قائلة أنه فقط بفضل تشديد التجمع على حقوق المرأة ومكانتها، استحق التجمع لقب "حامل مشروع شامل"، فهو ليس مجرد حزب له قناعاته وبرنامجه السياسي، بل هو بالأساس مشروعا متكاملا وشاملا للنهضة السياسية-الاجتماعية، واحترامه للمرأة أعطى الحزب هذه المكانة، "تستطيع المرأة أن تجزي على الفور كل من يحترمها".
هذا واختتمت الندوة بفقرة فنية ثانية لفرقة صوت فلسطين وسط تصفيق الحضور على النغمات الوطنية والتراثية.

......

التعليقات