"إعلام": هناك حاجة لاستراتيجية إعلامية موّحدة للفلسطينيين في الداخل

في ندوة لمركز "إعلام" حول الإستراتيجيات الإعلامية: الإعلام المحلي تطّور من حيث الأداء، وهنالك حاجة للتركيز على الرؤية العامة والتأثير..

عقد مركز "إعلام"، يوم الثلاثاء 22.12.2009، الحلقة الأولى من سلسلة ندوات تحت عنوان "الاحتياجات والإستراتيجيات الإعلامية للمجتمع الفلسطيني في الداخل" حيث تمت الدعوة تحت رعاية "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" التي استضافت الندوة في مقرها في مدينة الناصرة.

حضر الندوة العشرات من الناشطين والناشطات إضافة إلى صحافيين وصحفيات من الإعلام العربي المحلي، وتحدث في الندوة كل من الأستاذ عايد علي الصالح ود. أمل جمّال والسيدة عرين هواري والسيدة عايدة توما سليمان والسيد عبد عنبتاوي والدكتور منصور عباس والسيد أمير مخول والصحافي هشام نفاع فيما تعذر على كل من الصحافي زهير اندراوس والصحافي اسعد تلحمي الحضور والمشاركة.

بدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها عضو إدارة مركز إعلام الأستاذ عايد علي الصالح الذي رحب بالمشاركين والمشاركات مشددًا على أن هذا اللقاء هو الأول من سلسلة لقاءات سيتم عقدها في المستقبل.

مدير مركز إعلام، د. أمل جمّال، رحب هو الآخر بالمشاركين والمشاركات مشيرًا إلى أن إعلام مؤسسة وطنية تلعب دورًا هامًا في صياغة الوعي الإعلامي المتنور للمجتمع الفلسطيني في الداخل. وأشار د. جمّال إلى دور الإعلام العربي الريادي في بناء المجتمع الفلسطيني لا سيما وان الإعلام الإسرائيلي ينتهج مبدأ "الإبادة الرمزية" مع كل ما يتعلق بتغطية الفلسطيني بالداخل، حيث يظهر الأمر جليًا بسياسات التغريب والإقصاء والتجريم، وبالتالي هذا ما دعا مركز "إعلام" إلى العمل على التخطيط مع المجتمع لبناء إستراتيجية إعلامية تعمل على تحديد معالم جديدة للحيز العام الفلسطيني الذي يغذّي بدوره الخطاب الإعلامي.

وأوضح د. جمّال خلال كلمته على أن بناء حيز عام جديد يجب أن يتم بشكل جماهيري مشددًا على أن هنالك حاجة لتوعية جيل جديد يعيش في فضاء إعلامي مختلف عن هذا الذي اعتدنا عليه.

وأضاف أن مركز "إعلام" يؤكد على أهمية العمل المهني مع الصحافيين والصحافيات من خلال أطر عملية وبمشاركة كل قطاعات وقيادات المجتمع الفلسطيني في الداخل، وشدّد جمّال على أن هذا العمل سيتم بمشاركة منتدى الصحافيين، الذي أسسه "إعلام"، من أجل تطوير ثقافة إعلامية مبنية على أخلاقيات التفاهم والاحترام المتبادل والدفاع عن الصحافيين من أجل الارتقاء بالمجتمع وتحقيق الحقوق الإعلامية للمجتمع الفلسطيني في الداخل.

وأوضحت عرين هواري، المركزة الإعلامية في جمعية السوار، من خلال كلمتها على أننا طرقنا باب الإعلام المحلي لكن دون إستراتيجية تذكر. وأشارت هواري في كلمتها إلى أن الأداء الإعلامي الحالي أفضل مما كان عليه في السابق لكن بالمحصلة الإنتاج الإعلامي الحالي سيء والأمر يعود إلى كونه تجاري وربحي.

وأضافت أن المشكلة في الإعلام الحالي هي أنه كلما زادت رداءته زاد عدد القراء له والتحدي الأكبر لنا هو أن نطوّر شريحة مثقفة وغير سلبية من المتلقين لأن المتلقي المتوسط وفقًا لكل الأبحاث هو سلبي. وتساءلت هواري في نهاية كلمتها هل يمكن أن نقاطع الإعلام الرديء حتى لا نكرّسه مشيرة إلى أن هنالك صعوبة في الأمر.

السيد عبد عنبتاوي، مدير مكتب لجنة المتابعة، رحّب بالحضور في مكاتب لجنة المتابعة مشدّدًا على أن الأبواب مفتوحة لكافة الجمعيات الوطنية. وأضاف عنبتاوي أن لجنة المتابعة لا تتعامل مع المؤسسات الوطنية بمزاجية مشيرًا إلى أن لجنة المتابعة تعاملت في الماضي مع مركز "إعلام" وستواصل هذا التعامل بعيدًا عن كل الهرطقات، على حد تعبيره.

وأشار عنبتاوي من خلال كلمته إلى أن هنالك حالة وجودية وملحة لبناء إستراتيجية إعلامية وإلى أن تكون الإستراتيجية اقتصادية واجتماعية وغير محصورة بالحقوقية. وأضاف عنبتاوي على أن هذه الحاجة تنبع من أننا مجتمع مفكك بنيويًا وغير واعٍ لإدارة حياته. وأشار انه يطغى الصراع عليه –المجتمع الفلسطيني- وتنسحب أزمة الفضاء السياسي على الفضاء الإعلامي.

وشدّد عنبتاوي خلال كلمته على أن هنالك هيئات إعلامية مهنية ولها دورها الهام وهنالك في الآونة الأخيرة طفرة في الإعلام أدت إلى تقدّم نوعي، لكن بالمقابل هنالك محاولة لحصر الإعلام بالأداء وليس بالرؤية، حيث تنتهك حريتنا الجماعية يوميًا والإعلام يقف صامتًا أمام ذلك.

وقالت السيدة عايدة توما سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف، في مداخلتها على أن الإعلام المحلي وعلى نقوصه أتاح لنا فرصة التواصل كأبناء لهذا المجتمع، فأتاحت لنا راديو الشمس، على سبيل المثال، سماع أصوات لم نعهدها من قبل فيما أوصلت صوتنا إلى شرائح لم يكن بالحسبان أننا ممكن أن نصل اليها. بالمقابل أشارت توما- سليمان من خلال محاضرتها على أن هنالك أمور تحصل في الإعلام المحلي لا يمكن ترجمتها وفقًا للنظريات حتى النيولبرالية منها، مثال على ذلك أن يكون خبر يقابله إعلان يناقض مضمون الخبر تمامًا.

وأوضحت أن الإعلام المحلي تعامل مع الأخبار كحالات شخصية وتجاهل في قسم من الحالات القضية، لكن ومع محدوديته لا زال يقف أمام الغزو الإعلامي الإسرائيلي والفضائيات العربية وتبقى الحاجة لأن ينظم الموضوع بإستراتيجية إعلامية واضحة.

د. منصور عباس، رئيس الإدارة العامة في الحركة الإسلامية الشق الجنوبي شخّص بداية الأمر الإعلام، مشددًا على أن الإعلام الإسرائيلي وبالذات "العربي الإسرائيلي" فاقد للمصداقية، على الرغم من أن الأشخاص العاملين به لا يفكرون كما تفكر المؤسسة الإسرائيلية. أما الإعلام المحلي فبرأي د. منصور فإنه ينقسم إلى قسمين الحزبي والذي ينتهج سياسة إقصاء واضحة للآخر ويتصرف بصورة فصائلية، والخاص أو التجاري والذي يقف أمام تحد كبير حيث يطلب من الموازنة بين الربح وبين الثوابت الوطنية، مشيرًا إلى أن الأخير حسّن أدائه بصورة جيدة لكن نقص عنه التأثير.

وطالب د. منصور في نهاية مداخلته أن يكون مشروع إعلامي موحد للفلسطينيين في الداخل يرتكز بالأساس على المهنية وعدم الحيادية التي تحمل بالضرورة المسؤولية تجاه قضايا شعبنا.

وتحدث الصحافي هشام نفاع عن المساحة المعطاة للصحافي العربي حيث شدّد على أنها ضيقة، فالصحافي العربي يقوم بعدة أدوار منها التحرير والمراسلة ناهيك على أنه لا يوجد مراسلين كفاية في وسائل الإعلام المحلية، وطالب الصحافي نفاع بمساحة مهنية للصحافي وتسائل عن عدم وجود نقابة للصحافيين تجمعهم وتتحدث باسمهم.

واستذكر الصحافي نفاع أيامًا مضت في الإعلام عندما كان يقوم بدور مؤثر على القارئ مستغربًا عدم وجود حراك جماعي اليوم عندما يكتب عن منزل تعرض للهدم.

مدير "اتجاه"، السيد أمير مخول، شدّد من خلال كلمته على أن الأعلام مراقَب وليس فقط مُراقب وان هنالك علاقة تبادلية بين الاثنين. وشدّد مخول على أن الإعلام وصل لهذه لمرحلة من الأداء بعد أن قام المجتمع بها، فتدويل قضية المجتمع الفلسطيني لم تأت من الإعلام إنما من العمل الذي قامت به قيادات وجمعيات المجتمع الفلسطيني. وتعامل الإعلام مع قضايا معينة، مثل شرف العائلة والمشاركة السياسية للمرأة، كما يتعامل معها اليوم، يأت بعد المجهود الذي قامت به الجمعيات المختصة في المجال. وأنهى مخول حديثه مشددًا على انه لا يمكن أن تكون إستراتيجية إعلامية دون أن تكون إستراتيجية للمجتمع الفلسطيني.

كما شدّد مخول ايضًا على انه مقارنة مع الماضي فإن وضعنا الإعلامي أفضل مما كان عليه مشيرًا الى مثال عيني الأول محلي والثاني دولي وهما الجزيرة وراديو الشمس.

وأختتم د. أمل جمّال الندوة مشيرًا الى أن مركز إعلام ينوي الاستمرار بهذه السلسلة من الندوات حيث سيقوم بترتيب ندوات مختلفة منها ما يجمع أصحاب وسائل الإعلام ومنها ما يجمع محرري الصحف والمجلات المؤثرة وأخرى تجمع القيادة السياسية القطرية والحزبية والمحلية، ودعا الجمهور إلى المشاركة في فعاليات المركز.
...

التعليقات