استياء عربي في عكا من تصريحات رئيس البلدية التي حمل فيها مسؤولية الأحداث للعرب

لقيت تصريحات رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، التي جاءت في مؤتمر صحفي عقده اليوم حول أحداث عكا الأخيرة، استياء عارما في أوساط السكان العرب في المدينة.

استياء عربي في عكا من تصريحات رئيس البلدية التي حمل فيها مسؤولية الأحداث للعرب
لقيت تصريحات رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، التي جاءت في مؤتمر صحفي عقده اليوم حول أحداث عكا الأخيرة، استياء عارما في أوساط السكان العرب في المدينة. ووصفه البعض بأنه يعكس سياسة الكيل بمكيالين. وأدانوا اعتبار الشخص الذي وجه النداءات في المساجد لمساعدة العائلة المحاصرة في الحي الشرقي المتهم الرئيسي في الأحداث ومطلوبا للشرطة ومطاردا إلى جانب بعض الشبان العرب، بينما ينعم المعتدون بالأمان في بيوتهم.

وقال عدد من سكان عكا أن رئيس البلدية حمل مسؤولية الأحداث للعرب، وليس لمئات المستوطنين الذين تعرضوا للسائق العربي وللعائلة التي لجأ إليها في اليوم الأول للأحداث. وانتقدوا ملاحقة الشرطة للشخص الذي تحدث عبر مكبرات الصوت وأبلغ السكان العرب باعتداءات الحي الشرقي. وتوجيه الاتهامات للشبان العرب الذين توجهوا إلى الحي الشرقي لحماية المحاصرين الذين ناشدوا كل جهة ممكنة للتدخل لرفع الخطر الذي يتعرضون له.

وقال لانكري إن «الشخص الذي تحدث عبر مكبر الصوت في المساجد عن أحداث الحارة الشرقية(الاعتداء على السائق العربي والعائلة التي لجأ إليها مساء يوم الغفران) وأثار الاضطرابات هرب إلى الضفة الغربية. وما زال شخص آخر قام بنقل شبان من البلدة القديمة في حافلة صغيرة إلى الحي الشرقي هاربا من الشرطة». وقال قائد شرطة عكا في هذا الشأن إن «المشتبه به يعرف أننا نعرف من هو وهو هارب»، مضيفا: ما زال أمامنا الكثير من العمل». في حين قال أهالي عكا إن الشخص الذي يتحدث عنه لانكري وقائد الشرطة ليس له علاقة بالأحداث، وتهمته الوحيدة من وجهة نظر السلطة أنه من المناطق المحتلة عام 1967 ومتزوج من عكية ومقيم فيها. وأوضحوا أنه يقضي زيارة لعائلته في الضفة الغربية وتعرض للاعتداء من قبل الجنود على أحد الحواجز.

ودافع لانكري عن المنفلتين الذين تعرضوا للسائق وأشعلوا الاضطرابات في عكا، وقال: "ما أشعل الاضطرابات مساء يوم الغفران ليس السائق الذي دخل إلى الحي، فكل شخص آخر مكانه حتى لو كان يهوديا كان ستعرض لهجوم السكان. فقد كانت الحادثة مع السائق البداية ولكن ما أدى على تهييج الغرائز كانت النداءات في المساجد، والتي قيل فيها أن هناك مصابين كثيرين في الحي الشرقي. وفي أعقاب هذا النداء خرج الكثيرون وهم يحملون العصي للحي الشرقي".

هذه التصريحات اعتبرها عدد من أهالي عكا العرب تزييفا للحقائق، وقالوا إن المطلوب من لانكري إدانة اعتداءات المتطرفين اليهود لا الدفاع عنهم وتبرير جرائمهم بحق العائلات العربية. وأضافوا أنه لا يحق له بأي شكل من الأشكال أن يعفي المنفلتين الذي أشعلوا الاضطرابات من المسؤولية، ويلقي بها على من حاولوا الدفاع عن أنفسهم. وانتقد عدد من الأشخاص الذين تحدثنا معهم هاتفيا إغفال دور الحركات الاستيطانية المتطرفة في إشعال الأحداث في عكا وكشف مخططاتهم التي لا يخفونها ويصرحون بها علنا وهي نيتهم بتطهير عكا من سكانها العرب الأصلانيين. ولخصوا تصريحات لانكري بأنها تشير إلى أنه يعتبر نفسه«رئيس بلدية لليهود فقط» وليس للمدينة.


وقد أعلنت الشرطة أنها اعتقلت ثلاثة يهود من سكان عكا بشبهة إلحاق أضرار بعدد من السيارات العربية. وقد بلغ عدد المعتقلين منذ اندلاع الأحداث في عكا 78 شخصا، نصفهم يهود ونصفهم عرب. وقدمت 4 لوائح اتهام. وأوضحت الشرطة أن مزيدا من لوائح الاتهام ستقدم قريبا.

وتطالب بلدية عكا وزارة المالية بأن تمول إصلاح الأضرار التي لحقت بالممتلكات خلال الأحداث في المدينة عن طريق مديرية ضريبة الممتلكات. وهدد رئيس البلدية بالتوجه إلى القضاء إذا لم تعترف وزارة المالية بالأضرار كأضرار ناجمة عن عمليات عدائية. وقدر لانكري الأضرار في المدينة، المباشرة وغير المباشرة، بعشرة ملايين شيكل.

وأعلن في المؤتمر الصحفي عن تجنيد 200 ألف دولار من صندوق الصداقة برئاسة الرابي يحيئيل أكشتاين، والوكالة اليهودية. وقال إن الأموال ستخصص لتقديم مساعدة أولية للسكان الذين تضررت ممتلكاتهم في الأحداث.

يشار إلى أن المستوطنين أضرموا النار بخمسة منازل عربية في الحي الشرقي، وألحقوا اضرارا ب25 منزلا آخر، إلى جانب إلحاق الأضرار بعشرات المركبات. بينما قام شبان عرب في الليلة الأولى للاعتداءات بتكسير زجاج عدد من المحلات اليهودية وإلحاق الضرر بعدد من المركبات.

التعليقات