الرئيس اللبناني إميل لحود يستقبل د. بشارة في قصر بعبدا..

كان صوت المقاومة في قلب رام الله وحيفا والناصرة وكل المدن الفلسطينية المختلفة. لم يتحمل النواب الاسرائيليون حضوره لأنه كان يقارعهم بالحجج وصوت العقل والضمير الذي لم يتعوده هؤلاء

الرئيس اللبناني إميل لحود يستقبل د. بشارة في قصر بعبدا..
استقبل فخامة الرئيس إميل لحود، رئيس الجمهورية اللبنانية، ظهر أمس، الكاتب والمفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، في قصر بعبدا. واستمر اللقاء زهاء الساعة ونصف تم فيها استعراض القضايا العربية واللبنانية، وأعرب الرئيس لحود في اللقاء عن تضامنه مع د. بشارة والحركة الوطنية في الداخل إزاء الحملة التي تتعرض لها، وحيا د. بشارة على مواقفه ونضاله.

واعتبر بشارة الذي يزور لبنان في ذكرى عدوان تموز اللقاء طبيعيا مع رئيس وطني وشجاع كما عبر عن امتنانه وتقديره للتضامن الذي عبر عنه الرئيس في اللقاء.

وشارك د. بشارة خلال زيارته للبنان في عدة نشاطات واهمها الفعاليات الافتتاحية لندوة المنتدى القومي ووصفت صحيفة النهار بشارة في تلك الندوة أنه كان نجمها.

وألقى بشارة محاضرة جماهيرية في مسرح بيروت حضرها العديد من النواب والوزراء إضافة إلى نخبة من المثقفين اللبنانيين والكتاب وجمهور غفير غصت به القاعة.

والتقى بشارة مع قيادات لبنانية، منها لقاء سياسي تشاوري هام ومطول عقد بعد ظهر امس مع قيادة الحزب الشيوعي اللبناني وأمينه العام خالد حدادة وعضو المكتب السياسي سعد الله مزرعاني. تم فيه التشاور على جملة من القضايا الفكرية والسياسية.

ويصف الصحفي رضوان عقي د. بشارة في ندوة المنتدى القومي بأنه كان نجم الندوة. وكتب في صحيفة النهار تحت عنوان "عزمي بشارة نجم الندوة" يقول: يتقن عزمي بشارة فن الحفاظ على "نجوميته" دون تصنع، ويبدو ان تخصصه في حقل الفلسفة يساعده على جذب الجمهور اليه في أي موقع كان. أصبح اسمه رمزا للمناضل الفلسطيني الحقيقي الذي يعرف كيف يخدم قضية وطنه على طريقته، سواء كان في الكنيست الاسرائيلية او خارجها، يتحمل المهمات ويواجه الصعوبات بإرادته الصلبة وعقله النيّر، في زمن الهرولة نحو المصالح والتسليم بالواقع المرّ في عالمنا العربي.

ومضى قائلا: كان صوت المقاومة في قلب رام الله وحيفا والناصرة وكل المدن الفلسطينية المختلفة. لم يتحمل النواب الاسرائيليون حضوره لأنه كان يقارعهم بالحجج وصوت العقل والضمير الذي لم يتعوده هؤلاء، إذ لا يحلو لهم إلا التلذذ بمشاهد الدم والقمع في غزة والضفة واخواتهما الجريحات. ولا يزال اللبنانيون يتألمون من ضروب الاجرام الاسرائيلي وهم يحيون الذكرى الاولى من عدوان تموز الذي سقط ضحية 1200 شهيد بفعل القنابل الذكية والعنقودية التي تحصد أطفال الجنوب ومزارعيه.

حضر بشارة الى بيروت وهو الذي غادر القدس مكرها وطيف "الموساد" يطارده أينما حل، لكن الرجل اختار هذه الطريق وهو يعلم سلفا انها مليئة بالكثير من الاشواك والافخاخ لأنه "ارتكب" جريمة الدفاع عن الانتفاضة وأبناء شعبه، فضلا عن تأييده المقاومة في لبنان، وهي تهمة تلاحقه ويعتزّ بها أينما حل.

قبيل افتتاح ندوة "المنتدى القومي العربي" في بيروت امس، وقبل أن يعتلي بشارة المنصة الرسمية، دخل القاعة بهدوئه المعتاد ومن دون استعراض، وعندما لمحته شخصيات لبنانية وعربية سارعت الى مصافحته لتشم فيه أريج فلسطين الحقيقية التي لا تزال تحافظ على صفائها وما تبدلها كل "مساحيق" السياسة التجميلية والترغيبية.

في جعبة بشارة الكثير من الكلام على الانتصار اللبناني في عدوان تموز وما أحدثه هذا الامر في المجتمع الاسرائيلي، علما ان الرجل لا يحبّذ، بحسب قوله ل"النهار"، الخوض في تفاصيل الملف اللبناني والمناخ السائد بين الموالاة والمعارضة ونظرة كل طرف الى العدوان الاسرائيلي.

ويعتبر ان واحدة من رزمة التهم التي يواجهها في المحاكم الاسرائيلية هي معارضته للعدوان على لبنان ووقوفه بجانب شعبه والمقاومة.

ويتحدث باعتزاز عن تجاوز لبنان هذه المحنة بقوة أثارت في رأيه "اعجاب العالم بهذا البلد وكيف انتصر في الدفاع عن نفسه".

ويعتبر ان النقاشات الدائرة في لبنان حول هذا الموضوع هي نفسها التي دارت بين أطراف عرب في نظرتهم الى المقاومة اللبنانية.

ومن يسأله عن حقيقة احراز لبنان انتصارا في عدوان تموز، يحيله بأسلوبه السلس، وفلسفته غير المعقدة على ما يحصل من تداعيات في اسرائيل والاسقاطات التي حدثت في هذا الشأن، "وأنا أعرف ان المجتمع الاسرائيلي يتصرف كأنه خسر هذه الحرب، ونرى العامل النفسي لدى أبنائه كأنهم مهزومون".

ويعتقد أن ما أنجزه اللبنانيون في عدوان تموز كبير جدا مقارنة باجتياح عام 1982 ، وأن "رجال المقاومة خاضوا مواجهات شبه نظامية". ويصف صمود اللبنانيين في تموز 2006 ب"الانجاز العسكري ." المهم والثاني بعد حرب عام 1973كان عزمي بشارة نجم لقاء المنتدى القومي العربي رغم كلمته القصيرة، لانه كان على موعد مع أحبته في "مسرح المدينة".

وكان لافتا وكبيرا مشهد انحناء رأسه عند الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا عدوان تموز وشهداء وكان لافتا وكبيرا مشهد انحناء رأسه عند الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا عدوان تموز وشهداء الجيش.

التعليقات