النقب يستغيث فهل من يلبي النداء

مواطن فلسطيني من النقب: "علينا التنبه الى انهم يلتهمون اطرافنا بالتقسيط، فتارة يشنون حملة المصادرات في المثلث والجليل وتارة يقومون بسطوهم المسلح على اراضي النقب

النقب يستغيث فهل من يلبي النداء
يواصل الاهالي في النقب الاعراب عن غضبهم للجريمة الجديدة التي اقترفتها السلطات الاسرائيلة هذا الاسبوع بهدم ثماني بيوت ومسجد في منطقة النقب بذريعة كونها غير مرخصة. في حديث ل" عرب 48" قال النائب طلب الصانع ان الهجمة العنصرية تستهدف ترحيل عرب النقب ،اصحابه الشرعيين، والاستيلاء على اراضيهم انطلاقا من مخططات تهويد البلاد ومحاصرة سكانها . واكد الصانع ان هدم البيوت لن يقوى على ارادة اصحاب الارض بالتشبث بها وعدم الرحيل عنها مهما غلا الثمن.

وكان النائبان عزمي بشارة وجمال زحالقة قد قاما بزيارة النقب وشاركا السكان في عملية التدارس لمواجهة الهجمة السلطوية الجديدة . في حديث لـ " عرب 48" دعا بشارة الى التصدي لجرائم الهدم والسطو المسلح على الارض العربية مؤكدا على ان الاستجوابات والخطابات في " الكنيست " وغيره من المنابر لا تكفي ولا تجدي في ضوء التصعيد الاخير. وافاد بشارة انه تم الاتفاق مع سكان النقب على اعادة بناء المسجد والبيوت المهدومة.

يذكر ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان قد اكد خلال استقباله وفدا من مشايخ النقب والنائب طلب الصانع في مكتبه في رام الله، قبل نحو الشهر، ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل تكاليف بناء ما تقوم بهدمه اسرائيل في منطقة النقب.الا ان اهالي النقب لا يعولون على ذلك نظرا لكون القانون الاسرائيلي يمنع ذلك اضافة الى الحساسية السياسية الناجمة عن مثل هذه المساعدة.

يشار الى ان رئيس حكومة اسرائيل كان قد صادق في مستهل شهر تشرين ثاني /نوفمبر الماضي على اقامة وحدة بوليسية خاصة تعرف ب " وحدة كبح الطوارىء " في النقب من اجل محاربة الجريمة المتزايدة على حد زعم السلطات الاسرائيلية لكنها شكلت في الواقع لمكافحة الوجود العربي هناك ومطاردته بحجة ان ارض النقب تتبع للدولة .!

وتبلغ مساحة النقب 14000 كيلومتر مربع مما يعادل 60% من اراضي فلسطين التاريخية ويسكن فيه اليوم نصف مليون نسمة منهم 150000 مواطن عربي ، كلهم من البدو ، يعيشون على الرعي والزراعة والعمل في البناء، ويقطنون في مدينة رهط حديثة العهد وفي ست قرى معترف بها وفي 37 قرية غير معترف بها من قبل السلطات الاسرائيلية وجراء ذلك يحرم سكانها من ادنى الخدمات الحياتية الاساسية كالماء والكهرباء والمدارس والعيادات والشوارع وغيرها الامر الذي يراه سكان النقب وسيلة ضغط عليهم للرحيل كما هو الحال مع هدم البيوت كما افادنا رئيس "الطاقم النضالي ضد هدم البيوت العربية" فارس أبو عبيد . واوضح أبو عبيد ان السكان اليهود في النقب يعيشون في 123 مدينة وقرية خاصة بهم، اضافة الى 100مزرعة خاصة يديرها مزارع واحد بعد ان اجرت اسرائيل كل واحد منهم عشرة الاف دونم لفترات طويلة جدا، وذلك بهدف وضع اليد على الارض العربية، وهذا ما يفسر قيامهم بهدم 250 بيت عربي في العام 2003، وشارون نفسه يقيم في واحدة من هذه المزارع .

وردا على سؤال حول امكانيات تمويل بناء ما يهدم قال ابو عبيد انه "حتى الان يقوم الطاقم النضالي بجمع التبرعات من الناس مساهمة في تثبيت صمود اصحاب البيوت المهدومة ولكننا نواجه معضلة مالية فالتبرعات غير كافية ولا نعرف لمن نشكو همنا والى اين نولى وجهنا في لحظة يواصل فيها غول المصادرة التقدم فاتحا فيه لاتهام المزيد من ارض ابائنا واجداد اجدادنا."

واضاف ابو عبيد:" علينا التنبه الى انهم يلتهمون اطرافنا بالتقسيط، فتارة يشنون حملة المصادرات في المثلث والجليل وتارة اخرى يقومون بسطوهم المسلح على اراضي النقب. في صحرائه الفريدة ولدنا وعلى محبتها ترعرعنا وفيها نعرف كل ذرة رمل في كثبانها ونحفظ عن ظهر قلب مكان كل حصوة في وهادها ثم ياتوننا في دورياتهم الخضراء والسوداء موجهين لنا تهمة غزو ارض " الغير " .وحتى بناء الماوى لاولادنا تحت سماء وطننا باتت تهمة لا تغتفر.."

يذكر انه اعلن في اسرائيل مؤخرا عن اتفاق بين الحكومة وبين الوكالة اليهودية لتولي مشروع استيطاني كبير يقضي بتوطين 50000 قادم جديد في النقب على الاراضي التي تسعى اسرائيل لاخلائها من العرب.

ردا على سؤالنا حول الخطوات التي من الممكن ان تقوم بها لجنة المتابعة العليا لقضايا المواطنين العرب، لنصرة اهالي النقب قال رئيس لجنة المتابعة، المهندس شوقي خطيب، ان اللجنة لم تتخذ قرارا بهذا الشان بعد . وفيما اذا كانت هناك نية للقيام باي خطوة احتجاجية او تضامنية اكد خطيب "ان الامر وارد في الحسبان " .

التعليقات