رجال شرطة يعتدون بالضرب على شاب عربي من النقب وحالته حرجة جدا..

صبري الجرجاوي، من قرية وادي النعم في النقب، يرقد في المستشفى في غيبوبة تامة، منذ الخميس الماضي، وذلك اثر اعتداء رجلي استخبارات عليه في منطقة شاطئ عسقلان..

رجال شرطة يعتدون بالضرب على شاب عربي من النقب وحالته حرجة جدا..
ما زال الشاب صبري عطوة الجرجاوي ( 26 عاما)، أب لطفلة، من قرية وادي النعم، يرقد في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع وهو في حالة غيبوبة كاملة، منذ ساعات مساء يوم الخميس من الأسبوع الماضي، وذلك اثر اعتداء رجلي استخبارات ( تابعة للشرطة) عليه في منطقة شاطئ عسقلان.

ونظرا لخطورة وضعه الصحي فقد تم تحويله في ذات ليلة الاعتداء من مستشفى "برزيلاي" في اشكلون إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.

تجدر الإشارة إلى أن الشاب سليمان العتايقة من نفس سكان قرية وادي النعم، قد توفي دهسا بعد أن صدمته سيارة للشرطة به أثناء مطاردة بوليسية الشهر الماضي.

وفي حديث خاص مع إبراهيم الجرجاوي، شقيق صبري، حول ما حدث لشقيقه، قال:" خرج أخي صبري برفقة شاب من اللقيه يدعى إسماعيل أبو محارب ( 21 عاما) إلى نزهه إلى شاطئ عسقلان، وبينما كانا يجلسان في المكان وإذا برجلي استخبارات يقتربان منهما، ويشرعان بضربهما.

واعتقل الشاب إسماعيل على الفور، بينما استمر الرجلان بضرب صبري بأعقاب المصابيح المحمولة التي كانت بحوزتهم، وبقبضاتهم وأرجلهم على منطقة الرأس والوجه، واستمر الضرب حتى وقع صبري أرضا مغشيا عليه.

ويتابع شقيقه "استمرت عملية الضرب بعنف في منطقة الصدر... وجراء الضرب المبرح أصابت صبري إغماءة، وسكت قلبية، وفق تقرير الأطباء، واستدعى رجلا الاستخبارات قوة إضافية من الشرطة، بدلا من الإسعاف، ولم يقدم الإسعاف لأخي في اللحظات التي كان بأمس الحاجة للإسعاف فيها، علما أن عدم تقديم الإسعاف في الوقت المناسب ضاعف من مخلفات الإصابة وفق أقوال الأطباء، الأمر الذي زاد من حالة أخي الصحية سوءا. وكما علمنا فقد تم نقل أخي للمستشفى بسيارة الإسعاف بعد أن كان ملقى على الأرض لمدة تزيد عن 20 دقيقه، وما أن وصل صبري مستشفى برزيلاي حتى بدأ الأطباء بصعقه بالضربات الكهربائية لأنه كان في حالة موت، وقاموا بإجراء عمليات إحياء لصبري".

وأضاف أنه تم تحويله إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع لخطورة حالته الصحية، وكون مستشفى سوروكا أكثر تخصصا في مثل هذه الحالات، وما زال يرقد في قسم العناية المكثفة وهو في غيبوبة كاملة حتى بعد أن تم تنزيل التخدير عنه منذ ثلاثة أيام".

وعلم أن الإصابات تتركز الإصابات في الأجزاء العلوية من الجسم؛ الرأس، القلب والرئتين. وعن ذلك يقول شقيقه إبراهيم إن "هناك إصابات عديدة تركزت في منطقة الرأس والصدر، حيث يعاني صبري من عدة كسور في الجمجمة، وعظام الوجه، وكسور في أضلاع الصدر، وإصابة في الرئة، ويتنفس من خلال جهاز التنفس الاصطناعي، وهناك إصابة في المخ، كما يقول الأطباء نظرا لعدم وصول الأكسجين إلى المخ لمدة طويلة، لذلك أخي في غيبوبة كاملة، ووضعه صعب،علما أن أخي منصور هو طبيب، وقد أكد انه لم يُقدَّم العلاج لصبري في الوقت المناسب".

وأضاف إبراهيم: "كانت النية من ضرب أخي صبري هي قتله، ولهذا الكلام أدلة كثيرة، أولا: عدم وجود أي خدوش في منطقة الأيدي أو الجسم السفلي، وهذا يعني انه لم تكن محاولة لاعتقاله. ثانيا: جميع الضربات والإصابات في منطقة الوجه، والرأس والصدر أي القلب، الرئتين،والمخ، وهذا خير دليل على حقد هؤلاء المجرمين، الذين قاموا بفعلتهم هذه لمجرد كرههم للعرب ليس إلّا. ثالثا: من يحافظ على القانون يعمل وفق القانون علما أن للاعتقال قوانين وأسس، ولم يعمل بها. فهم أرادوا قتله لا غير".

وبخصوص الإجابة عن السؤال هل تم الاتصال بالعائلة من قبل الشرطة؟، قال إبراهيم:" على الإطلاق لم يتوجه لنا أي إنسان، ولم يتصل بنا أحد".

وفي حديث مع الحاج عطوه الجرجاوي والد الشاب صبري، قال : "إن ما أقدمت عليه الشرطة هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا يوجد في الدنيا أي مبرر يؤدي إلى للاعتداء بهذه الوحشية على ابني. واعتقد أن هناك مسلسلا لاستهداف كل ما هو عربي في النقب فقبل شهر قاموا بقتل الشاب سلمان العتايقة من نفس القرية ".

يقول إبراهيم:" لم نسمع إلا ادعاءات الشرطة الباطلة، المتناقضة، وفي كل مناسبة يدعون ادعاء آخر. فقد قالوا للصحافة إن صبري رفض الانصياع للأوامر بالتفتيش، نظرا لوجود شك بحيازة المخدرات، ومن ثم ادعوا أن صبري وزميله اعتديا على رجال الاستخبارات. وبعدها قالوا إن صبري وقع على الأرض مما سبب له الإصابات، والسؤال هل يعقل أن تكسر جمجمة إنسان عدة كسور، وان تكسر عظام وجهه، وان تكسر أضلاعه لمجرد وقوعه على الأرض؟!! هذا هراء وكذب وتغطية على الجريمة من قبل الشرطة".

وفي حديث للمحامي الذي تولى قضية الشابين قال :"إن ما قام به أفراد الشرطة من اعتداء على صبري هو مخالف للقانون ولا يوجد أي مبرر له وبالنسبة لادعاء الشرطة بوجود سموم نحن ننفي هذا الادعاء، ولم تقدم لائحة اتهام ضد إسماعيل وهذا يدعم توجهنا، ومن خلال التحقيق الذي أجريته عدة مرات مع إسماعيل ابو محارب تبين انه لم يتم أبدا الاعتداء على أفراد الشرطة، وان الإصابة التي أصيب بها الشرطي ناتجة من شدة الاعتداء على صبري، وليس من صبري".

تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد لصبري الجرجاوي، أو لرفيقه إسماعيل أبو محارب أية سوابق جنائية لدى الشرطة. ويقول إبراهيم الجرجاوي شقيق صبري:" لقد تمت تبرئة أخي وصديقه من جميع التهم والادعاءات التي تدعيها الشرطة، والدليل أن الاثنين لم تكن لهما أية سوابق جنائية، وتم إطلاق سراح إسماعيل من الاعتقال بدون تقدم لائحة اتهام ضده".

التعليقات