من يعوض اصحاب المحال التجارية من "وحش" الشارع الرئيسي في سخنين..؟

لم يعد الوضع يُحتمل".. هذا ما قاله كل من دخلنا الى محله التجاري المتواجد في الشارع الرئيسي في مدينة سخنين حيث اعمال ترميم الشارع قائمة منذ اكثر من عام، والأمر الملفت هو ان تذمرهم غير نابع من اعمال الترميم نفسها لكن من الوعود التي تلقوها من البلدية ومقاول البناء التابع لدائرة الاشغال العامة بسام شواهنة بانهاء العمل سريعا، الا ان العمل في الشارع انهى عمل بعض المحال التجارية التي اغلقت ابوابها وكاد يُنهي عمل محال اخرى.

العمل في الشارع الرئيسي يتم على النحو التالي: اغلاق الجهة اليسرى من الشارع الرئيسي بعد دوار الشهداء حتى اخره غربا لعدة اشهر بينما السيارات تمر ذهابا وايابا من الجهة اليمنى ما يؤدي الى ازمة سير، وبعد الانتهاء منه العملية ذاتها لكن هذه المرة الجهة اليمنى لعدة اشهر اضافية. فخلال الفترة التي يعملون بها في احدى الجهات كل المحال التجارية من هذه الجهة تضررت كون عدم قدرة السيارات واحيانا المارة الوصول اليها.. وهكذا كان الحال في العام الاخير.
وفي حديث مع بعض اصحاب المحال التجارية حول الضرر الذي تكبدوه يقول لنا يوسف ابو ريا، صاحب محل "رودوس للملابس الرجالية"، ان مدخولاته تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الاخيرة، مؤكدا "انه يتوجب على البلدية تعويضنا عن الاشهر التي تضررنا بها عن طريق اعفائنا ولو على الاقل من ضريبة الارنونا" على حد قوله معتبرا ان المشكلة الاساسية هو التباطؤ في العمل.

ويضيف ابو ريا: "لو تم العمل في الشارع الرئيسي كما يجب لأنتهى خلال ثلاثة او اربعة اشهر.. لكننا نراهم كيف يعملون وما هو عدد العاملين واسلوبهم البطيء في العمل".
اما في "معرض العرائس" بادراة خالد ابو ريا فتقول احدى العاملات: " تراجعت مدخولاتنا لاكثر من الثلث و"اكلناها" في موسم الاعراس، حيث من المفترض ان يكون هذا الموسم هو الافضل خلال السنة لكن كان الأسوأ.. هذا ناهيك عن الغبار اليومي جراء العمل بالشارع.. فنحن لدينا محل ملابس للعرائس ولكم ان تتخيلوا الوضع بسبب الغبار والضرر الذي سببه للملابس ولتنفير الزبائن القليلة اصلا من شراء ملبوساتنا".
وتقول عاملة اخرى لنا عن انها سمعت انه يوجد محال تجارية تم تعويضها في المدينة.

وفي محل "نعمان للادوات المنزلية والهدايا" يروي لنا رافت دوخي عن الاضرار في المحل، الامر الذي ادى الى جلب موظفة خاصة فقط لمسح الغبار الداخل الى المحل من اجل تنظيف الادوات المنزلية ويضيف: "لن يرغب احد بالشراء من عندك اذا رأى أمامه معروضاتك ممتلئة بالغبار.. هذا ما كنا نفعله طول النهار .. مسح الغبار".

اما في محل "احذية فهد عواد" فقد تحدثنا مع السيد مفيد غنطوس الذي وجدناه جالسا محبطا من الركود الذي يمر فيه محله، وقال: " اكثر من 50 في المئة من أرباح المحل تراجعت في الاشهر الاخيرة... كثيرا ما نقوم حتى بالدفع من جيبنا لتغطية مصروفات المحل.. هذا الوضع لا يحتمل اذ نشعر بخطر الاغلاق" على حد قوله خصوصا وان مطعماً بجواره اغلق قبل ثلاثة اشهر، ويضيف غنطوس "يجب تعويضنا عن الضرر اللاحق بنا.. هل يعقل ان يستمر العمل كل هذه المدة...؟".
رئيس بلدية سخنين مازن غنايم يؤكد في تعقيبه على التقرير تفهم معاناة اصحاب المحال التجارية لكن "يجب التحمل والصبر قليلا" على حد قوله، فبعد الانتهاء من التصليحات في الشارع الذي يخدم اكثر من 100 الف، سوف يصبح الشارع افضل وأوسع مما يعود على الجميع بالفائدة.

ويضيف غنايم حول الاعفاء من الارنونا: "بلدية سخنين في خطة اشفاء لا تستطيع ان تعفي احدا.. وقانونيا ليس لدينا الصلاحية باعفاء احد من ضريبة الارنونا".

ويختتم غنايم حديثه بالقول: " في بداية عام 2011 سوف يتم العمل في القسم الثالث والاخير في الشارع الرئيسي والسنوات المقبلة سوف تكون افضل وتعوض على الجميع إن شاء الله".