وسط ظروف سياسية محلية وإقليمية قاسية، ينعقد يوم الجمعة المؤتمر الخامس لحزب التجمع..

-

وسط ظروف سياسية محلية وإقليمية قاسية، ينعقد يوم الجمعة المؤتمر الخامس لحزب التجمع..
ينظر المراقبون بأهمية خاصة الى المؤتمر الخامس الذي يعقده التجمع الوطني الديمقراطي يومي الجمعة والسبت ، 22-23/06/2007، والى القرارات التي يمكن ان تصدر عنه في ظل المؤامرة الشاباكية ضد رئيسه الدكتور عزمي بشارة. هذه المؤامرة التي تأتي في سياق ظروف جديدة يمّر بها المواطنون العرب بعد الاعلان عنهم كخطر استراتيجي على الدولة العبرية. وينظم مهرجان شعبي حاشد، خطابي وفني، مساء الجمعة. من عناوينه التضامن مع عزمي بشارة.

هذا ويثور فضول الصحافة المحلية والكثير من المهتمين بمسيرة التجمع الوطني الديمقراطي، بخصوص الرؤية والاستراتيجية والخطوات التي قد تصدر عن الحزب لمواصلة مسيرته ومواجهة الأخطار التي تحدق بالحركة الوطنية والمواطنين العرب وبخصوص كيفية سدّ بعض من الفراغ الناجم عن غياب بشارة.

ويعترف قادة حزب التجمع بالتحديات التي تقف أمام الحزب وأمام العرب في الداخل في ظل التطورات العاصفة، ولكنهم يعبرون عن ثقتهم بقدرة التجمع على إسقاط أهداف المؤامرة ضد عزمي بشارة والحركة الوطنية.

وقال عوض عبد الفتاح سكرتير عام التجمع: " نحن نأتي الى المؤتمر الخامس ومعنا رصيد كبير من الانجازات الوطنية والثقافية لعرب الداخل صنعها مناضلون بالجهد والعرق. فقد وضع هذا الحزب مداميك ضخمة في مسيرة الصعود السياسي والكفاحي لهذا الجزء من شعبنا، ونحن اليوم منشغلون في كيفية الحفاظ على هذه الإنجازات وعلى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وبناتنا في وطننا".

وبخصوص المؤامرة "الشاباكية" قال "نحن تصدينا منذ اليوم الأول لمحاولة المؤسسة الاسرائيلية دب الرعب بين المواطنين العرب، وجمهور التجمع من خلال تلفيق ملف أمني ضد رئيس الحزب، ولكن ما شهدناه حتى الان هو التفاف جمهور الحركة الوطنية حول رمز نضالهم وما يمثله، ورفضهم ادعاءات الأجهزة الامنية الاسرائيلية".

وأضاف: " انه لأمر يثير الاعتزاز أن يظل جمهور الحركة الوطنية الواسع متمسكاً بهويته ومواقفه ومطالبة الشرعية - القومية والمدنية . وان يظل معتزاً بالموقف القومي العربي رغم هذه المؤامرة وحملة التحريض السافرة ".

وفيما يتعلق بالمؤتمر قال: " نحن ندرك ان الشعب الفلسطيني عموماً يمر الان بمحنة حقيقية نكتوي بها جميعاً هي محنة الإقتتال الداخلي وجريمة استمرار الإحتلال. وكذلك الأمة العربية التي تواجه طلائعها الوطنية المقاومة المزيد من الحصار والتآمر. ونحن نعقد مؤتمرنا في ظروف سياسية، واقتصادية واجتماعية صعبة يمر بها عرب الداخل. وعليه يصبح انجاح المؤتمر وقراراته مهمة وطنية كبيرة ".

وتحدث عن اهداف المؤتمر وخطته القادمة، فقال: " لدينا تصورات وخطط وردت في وثائق العمل، وهي تتعلق ليس فقط بالاوضاع الداخلية للحزب، بل أيضا تتصل برؤيتنا لمسيرة عرب الداخل وبكيفية المساهمة الفعلية والمنهجية في مسيرتهم ضد الصهيونية ونهوضهم الوطني الإجتماعي والثقافي، وفي تعزيز التمسك بالمواقف الوطنية والأخلاقية. ويتعلق برفع وتيرة مساهمتنا في إعادة تنظيم المواطنين العرب وهيئاتهم التمثيلية، وبناء المؤسسات والتهيئة لاقامة بنية تحتية لعرب الداخل، او للحركة الوطنية داخل الخط الاخضر لفتح الأفق نحو الإعتماد على الذات".
وفيما يتصل بالعلاقة مع الأحزاب أضاف: "موضوع رفع مستوى التنسيق والحوار بين الأحزاب بخصوص الاستراتيجية النضالية والذي كنا قد بدأنا فيه منذ نهاية العام الماضي، سيكون في صلب القضايا الرئيسية المطروحة على المؤتمر ويندرج في هذا الصدد تطوير آلية ثابتة للتنسيق، رغم مواقف بعض القيادات غير الودي بل المعادي إزاء قضية عزمي بشارة. كما يشمل طرح موضوع عرب الداخل بصورة جماعية على المستوى الدولي في ضوء تمادي الدولة العبرية في عدائها السافر للمواطنين العرب".

أما بخصوص الأوضاع الداخلية للحزب قال: "يُخصّص المؤتمر قسطاً كبيراً من الوقت للأوضاع الداخلية للحزب، لتجديد هيئاته وآليات العمل التنظيمي والجماهيري، عبر مراجعة نقدية جذرية وصريحة. وكذلك في كيفية تعزيز العلاقة مع كل شرائح المجتمع ومع الأصدقاء والأنصار وتحقيق المزيد من الإنفتاح على النخب المثقفة الوطنية التي استنفرت أوساط واسعة منها أثناء الحملة الأمنية على الدكتور بشارة".

وبخصوص الأوساط اليهودية المناهضة للصهيونية والتي تضامنت بصورة واضحة مع بشارة، قال إن لدى الحزب توجهاً بتعجيل تنظيم العلاقة بصورة أفضل مع هذه الأوساط التي رفعت صوتها بدون تردد ضد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وسياساتها التآمرية ضد عزمي بشارة والقوى الوطنية والمواطنين العرب، بل كان موقفهم أفضل ألف مرة من الكثير ممن يفترض أن يقفوا موقفاً مبدئياً لا انتهازياً".

ويرى عبد الفتاح أهمية لدور هؤلاء الإسرائيليين المناهضين للصهيونية ليس فقط على صعيد الداخل بل على صعيد الحملة الدولية ضد نظام الأبارتهايد الإسرائيلي في الأرض المحتلة عام 67 وداخل الخط الأخضر. خاصة إذا عرفنا أن من بين من يقف على رأس حملة مقاطعة المحاضرين البريطانيين للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية هو يهودي اسرائيلي..

التعليقات