وفد الداخل من السياسيين والأكاديميين إلى جنوب أفريقيا يستمع لعدة محاضرات ويلتقي السفير الفلسطيني..

تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي زيارة وفد سكرتيري الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست والنشطاء السياسيين والأكاديميين إلى جنوب أفريقيا المشاركين في الدورة التعليمية المكثفة حول تجربة جنوب أفريقيا في مناهضة الابارتهايد والنضال من أجل تحقيق المساواة للمواطنين السود وتحويل جنوب أفريقيا إلى دولة ديمقراطية.

واستمع الوفد في اليوم الأول لمحاضرة وزير الثقافة والفنون، باولو جوردان، وهو من قياديي المؤتمر الوطني الأفريقي خلال فترة الأبرتهايد، والذي كان مسؤولا عن الإعلام في المؤتمر. وكان عنوان محاضرته "من بداية الكولونيالية وحتى إقامة المؤتمر الوطني الإفريقي"، حيث تناول في محاضرته الخلفية التاريخية السياسية والاجتماعية للسود والبيض في جنوب أفريقيا منذ بداية الكولونيالية وحتى سنة 1906.

أما المحاضرة الثانية فقد كانت محاضرة مفصلة من السيد إبراهيم إبراهيم القيادي في الحزب الوطني الأفريقي حول إقامة الحزب وتطوره بين السنوات 1912-1960، وحول انزلاق النظام في جنوب أفريقيا من نظام يميز ضد السود إلى نظام ابارتهايد رسمي.

أما الوزير السابق روني كاسرلس فقد تطرق في محاضرته إلى الطرق المختلفة للنضال ضد الابارتهايد، حيث قال النضال ضد الابارتهايد تكّون من أربع مركبات أساسية وهي النضال الجماهيري والكفاح المسلح ونضال النقابات المهنية ونضال حركة التضامن العلمية. وتركزت المحاضرة على الفترة من سنوات الستين حتى انهيار الابارتهايد في سنوات التسعين.

ومن المحاضرات الهامة أيضاُ التي استمع إليها الوفد كانت للسيد فريد الشيخ وهو بروفيسور في علوم الدين الإسلامي، وهو قيادي في الحركة الإسلامية المشاركة في الجبهة الديمقراطية الموحدة في جنوب أفريقيا، وهو معروف كناشط نسوي. وبعد انتهاء الابارتهايد أشغل منصب مندوب المساواة بين الجنسين في حكومة جنوب أفريقيا. وتطرق السيد فريد الشيخ في محاضرته إلى دور المسلمين في النضال ضد الابارتهايد والى تشكيل جبهة مشتركة من ذوي وجهات نظر وتوجهات سياسية مختلفة للنضال ضد الابارتهايد.

أما حول نضال النقابات المهنية والنضال الجماهيري فقد استمع الوفد إلى محاضرة من السيد فيلي مديشه الناشط في الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا وفي النقابات المهنية هناك في فترة الابارتهايد ورئيس اتحاد النقابات المهنية بعد انهيار الابارتهايد. وتطرق السيد مديشه إلى سبل تنظيم النضال الجماهيري بمشاركة حشود غفيرة وذالك في ظل الابارتهاد وسياسة القمع القومي والطبقي.

وقد حل الوفد ضيفاً على السفير الفلسطيني في جنوب أفريقيا السيد علي حليمة الذي دعا الوفد إلى تناول الغداء في منزله الخاص. وناقش الوفد مع الوزير الظروف السياسية في المنطقة والأزمة الفلسطينية الداخلية وأمورا أخرى محلية وإقليمية.

هذا وقد تخللت الدورة زيارة يومية إلى مواقع ذات أهمية تعكس تاريخ النضال ضد الأبرتهايد مثل المحكمة الدستورية والتي بنيت على أنقاض أحد سجون الأبرتهايد، ومتحف الأبرتهايد وحي سويتو المشهور في نضاله ضد الأبرتهايد، وكذلك جولة في مدينة بريتوريا في الساحة المركزية لمدينه بريتوريا والتي سميّت باسم دوار كروجر على اسم مهندس الأبرتهايد كروجر، الساحة التي أقيمت عليها في السابق المحكمة العليا والتي حوكم بها قادة المؤتمر الأفريقي وفرضت عليهم أحكام مؤبدة، وكذلك زيارة في مباني الأمم والتي استخدمت في السابق كمكاتب لحكومة الأبرتهايد واليوم تستعمل مكاتب الحكومة الجديدة.
..