النّاصرة: التجمع الوطني يحتفل بإنجاز الثورتين المصرية والتونسية

ترددت الهتافات التي تمجد الثورة المصرية وشهداءها، والثورة التونسية، وتكيل أشد العبارات للنظام المخلوع والأنظمة القمعية، وفي الوقت نفسه تشيد بدور الشعب المصري ودورقناة "الجزيرة" ودور المفكر د. عزمي بشارة.

النّاصرة: التجمع الوطني يحتفل بإنجاز الثورتين المصرية والتونسية

* محمد ميعاري: اليوم انتصرت مصر، وانتصرت العروبة، وانتصر التجمع الوطني الديموقراطي

* واصل طه: لقد غيب نظام كامب ديفيد مصر عن الساحة العربية، وسلمها للامبريالية، وها هو المارد يستيقظ بعد طول سبات.

* الدكتور جمال زحالقة: الناس في ميدان التحرير داست كل الصفقات التصفوية للقضية الفلسطينية، وإرادة الشعوب قنبلة نووية لا يمكن أن تهزم.

* حمدين صباحي، مؤسس حزب الكرامة، من قلب القاهرة: "لقد قالها عبد النّاصر: إن الطريق إلى القدس يبدأ من القاهرة".

* عوض عبد الفتاح: شكرا لشعب مصر الذي أراح نفسه من الاستبداد، وأراح فلسطين والعالم العربيّ من أهم حليف لإسرائيل والامبرياليّة.

* حنين زعبي: لقد صنعت الثورتان المصرية والتونسية شرقا أوسطيا جديدا كيفما نريده، لا كما تريده الامبريالية، وخلقت مفاهيم وقيما سياسية واخلاقية جديدة.

* ممدوح اغباريّة: لقد انتصر الفكر الشاب الذي يتميز بقطرته النقدية وبعدم المساومة على كرامته الوطنية، ولا بدّ وأن تكون المرحلة القادمة تعبوية للانتفاض على الرجعيات والتفريطات والقمع لدى كل الشعوب العربية.

لبى الآلاف من الفلسطينيين في الداخل دعوة التجمع الوطني الديمقراطي، اليوم السبت، للمشاركة في المسيرة الاحتفالية بمناسبة انتصار الثورة المصرية.

وتحركت الجماهير من عين الناصرة في أجواء احتفالية وهي تلوح بالأعلام المصرية والتونسية والفلسطينية، وترددت الهتافات التي تمجد الثورة المصرية وشهداءها، والثورة التونسية، وتكيل أشد العبارات للنظام المخلوع والأنظمة القمعية، وفي الوقت نفسه تشيد بدور الشعب المصري ودورقناة "الجزيرة" ودور المفكر د. عزمي بشارة.

وشقت المسيرة شوارع الناصرة بمشاركة بارزة من الشباب وفي أجواء تعبر عن الفرح والاحتفال، وكان الجميع يتبادل التبريكات بمناسبة انتصار الثورة.

 وتوجت المسيرة بمهرجان خطابي حاشد، حيث غصت القاعة بالحضور، واضطر غالبية الحضور إلى الوقوف في جنبات القاعة ومداخلها.

بدأ المهرجان، الذي تولت عرافته هبة يزبك بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء مصر وتونس، ورحبت بكل من لبى دعوة الاحتفال بانتصار ثورة الشعب المصري، ووجهت التحية من الناصرة إلى المناضلين الأحرار والذين صمدوا 18 يوما.

* واصل طه: لقد غيب نظام كامب ديفيد مصر عن الساحة العربية، وسلمها للامبريالية، وها هو المارد يستيقظ بعد طول سبات

أما السيد واصل طه، رئيس التجمع الوطني الديموقراطي، فقد افتتح كلمته بالحديث عن تغييب مصر عن الساحة العربية واختطافها: "لقد تم تغييب مصر عقودا عن الساحة العربية، غيبها مبارك، وغيبها السادات، غيبتها كامب ديفيد..  أبعدوا هذا المارد كي يبقى الجسم العربي معتاشا على الهبات والمساعدات الامريكية، لكن الثورة فاجأت وقد أبرقت في تونس وأمطرت في مصر، وها هو المارد يستيقظ بعد طول سبات."

وتطرق إلى محطات مهمة من التاريخ المصري، ودورها الكبير في  الدفاع عن الأمة، انتهاء بعصر جمال عبد الناصر وجيشه: "الشعوب ترفض الهوان، النظام المصري والتونسي داسوا كرامة الناس، وأهانوا الأمة، وجعلوا منهم تابعين وعبيدا، جعلوا منهم خانعين للهيمنة الامريكية الاسرائيلية، ولكن شعب مصر لا يخيب الظن، شعب مصر دائما هو الأمل، ومصر هي الأمل، مصر التي هزمت الهكسوس، وهزمت لويس التاسع في المنصورة، ولولا مصر لما هزم نابليون، ولما هزم التتار في عين جالوت، فهي دائما هي الأمل، ودائما هي روح الأمة، ولذلك نرى الأمة تحتفل من محيطها لخليجا بثورة شعبية احتضنها الجيش الباسل، جيش عبد الناصر.. وإن أحدا من أجهزة العالم العظيمة ومخابراتها كانت تتوقع أن تحصل تلك الثورة في مصر."

ووجه طه كلماته إلى الشباب العربي، داعيا إياهم للنهوض من أجل التحرر: "يا شباب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، يا شباب مصر، هذه هي ساعتكم، هذا هو زمان التحرر، فهبوا وأفيقوا وأسقطوا الطغاة الذين سرقوا شعوبهم وأهانوهم وأذلوهم."

وأضاف: "كتبوا الكثير من الأبحاث وقالوا الكثير من المقولات، حول أن الأمة العربية جثة هامدة، فجاء المارد وانتفض ليقول لا لكل الغزاة وكل الغاصبين."

طه: إن لم تنه القيادات الفلسطينية الانقسام، فشعبنا سيخرج إلى الشوارع لإنهائه وإسقاط دعاته

ووجه طه رسالة إلى القيادات الفلسطينية في غزة ورام الله، لإنهاء الانقسام، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ليست للمساومة: "ومن هنا من الناصرة، نبعث إلى شعبنا الفلسطيني رسالة أن اتقوا شعبكم، الشعوب تمهل ولا تهمل، أرضنا ليست للمساومة، وشعبنا ليس للبيع، وتعلموا مما حدث في قاهرة المعز، تعلموا من تونس الزيتونة والقيروان، ومما سيحدث غدا أيضا في الجزائر، والحبل على الجرار دونما استثناء."

وأضاف: "صوت العرب اليوم عاد لينشد لناصر، وعادة إذاعات العرب تغني أغاني الثورة، ثورة الضباط الأحرار، التي ناصرها الشعب المصري.. والتغير قادم لا ريب، هذه الأجيال الشابة لن ترضى بالهوان والذل، لذلك عسى أن يتعلم الإخوة الفلسطينيون في غزة ورام الله، وأن ينهوا الانقسام، وإلا ستخرج إلى الشوارع جماهير شعبنا الفلسطيني لإسقاط دعاة الانقسام."

* ممدوح اغباريّة: لقد انتصر الفكر الشاب الذي يتميز بقطرته النقدية وبعدم المساومة على كرامته الوطنية، ولا بدّ وأن تكون المرحلة القادمة تعبوية للانتفاض على الرجعيات والتفريطات والقمع لدى كل الشعوب العربية

وكانت الكلمة التالية للسيد ممدوح اغبارية، مركز الحركة الطلابيّة في التجمع الوطني الديموقراطي: "لقد انتصر الفكر الشاب المتميز، والذي يتميز بقدرته النقدية وعدم المساومة على كرامته الوطنية وجديته وصلابته، وإن انتصار الإرداة الشابة في مصر، تمثل ناقوس خطر يدق ليسمعه الطغاة الذين قتلوا الحقيقة، والسلطة، والوطن رغم إرادة الشعوب.. وإنه ناقوس خطر وتحذير للسياسات الامريكية في المنطقة، وهي ثورة ضد الطغيان والاستبداد، أصبحت اليوم لسان الأمة العربية في كل مكان: تونس، مصر، العراق، فلسطين، سوريا، وكل مكان."

وأضاف اغبارية: "لقد أثبتت الثورتان التونسية والمصرية، وعلى عكس ما ظن البعض، أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، فلطالما بقيت الحرية على مر العصور والأزمنة مطلب الشعوب، وهي لا تأتي إلا بالصبر والتضحية، ونحن من بقينا في أرضنا، يجب أن نعي جيدا، أن نضالنا لا يختزل على قضايانا المطلبية فقط، رغم أهميتها، لكن القضية الأساسية هي الحرية وحق تقرير مصيرنا."

اغبارية: انتصار الثورات العربية يجب أن يكون انتصارا تعبويا، يدفعنا نحن الفلسطينيون خصوصا للانتفاض ضد التنازلات والرجعية والفساد

هذا وحذر اغبارية من أن تنتشي الشعوب بثورتي تونس فمصر فتنسى ما عليها القيام بها من واجبات تجاه أنفسها، داعيا إلى أن تكون دافعة لمسيرة تعبوية: "حذارِ من أن تنتشي الأمة العربي بإنجازات الشعب المصري، وتعتبره إنجازا لها، فتنسى ما هي عليه في سكرة فرح، ولا بد ومنذ صباح يوم غد، أن ننظر إلى هذا الانتصار على أنه انتصار تعبوي لإكمال المسيرة، وليس انتصارا تفريغيا يسكن المسيرة، وقد جاء انتصار الثورة المصرية بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون، ليدفعنا نحو الثورة والانتفاض ضد الرجعية والقمع والفساد والتنازل."

وأضاف: "لقد أثبتت الثورة أن الانسان العربي ليس متخلفا وليس غرائزيا وليس أنانيا، ونجحت بإعاة اعتبارنا لأنفسنا، وإعادة بناء وعينا لذاتنا العربية، على أنها قادرة على الفعل وليس فقط رد الفعل."

وتحدث اغبارية عن الثورات على أنها المحطة الأهم في تاريخ الشعوب المحطات التاريخية في مسارات الشعوب تصنع هويات الشعوب، وأعظم محطات في صناعة هويات الشعوب هي الثورات.. والشعب الفلسطيني يريد إنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال.. آن الأوان لأن يخرج الآلاف ومئات الألوف والملايين، أينما تواجد الجرح افللسطيني ولم يندمل.. آن الأوان لنسمع كلمة حق بحق سلطة رام الله وفريق السلطة، وأن نقول للمؤسسة الصهيونية ارحلوا وحرروا شعبنا."

* حنين زعبي: لقد صنعت الثورتان المصرية والتونسية شرقا أوسطيا جديدا كيفما نريده، لا كما تريده الامبريالية، وخلقت مفاهيم وقيما سياسية واخلاقية جديدة

تلت حنين زعبي، القيادية في التجمع، وعضوة البرلمان، نص البيان الثالث للجيش المصري الذي أعلن فيه تنحي مبارك، وقالت: "أجمل جملة سمعناها وستحفظ في ذاكرتنا، عندما ذكر المجلس العسكري أن مبارك تنحى، وأن مبارك أعلن ((تخليه عن منصب رئيس الجمهورية))، لكن الأجمل من ذلك، أن مبارك لم يقرر أن يتنحى، بل قرر الشعب المصري أن يتنحى مبارك."

واعتبرت زعبي الثورة المصرية كاملة الروعة والنظافة وأنها منحت الشعوب وعيا سياسيا جديدا: "بثورة مصر وثورة تونس، وثورة ميدان التحرير، استعدنا الروح، وقد قدم لنا الشعب المصري، وميدان التحرير، ثورة مصريّة كاملة الروعة والنظافة، وأعطانا ثقافة سياسية جديدة، ووعيا سياسا جديدا."

وأضافت: "لقد قررت مصر أن تصحو بعد طول سبات، وقررت أن تكون صحوتها عاصفة، والآن نشعر كم أن شكلنا مختلف، وكم أن الشعوب العربية شكلها اليوم مختلف، مع مصر الجديدة، لقد استعدنا شعوبا عربية العزة والثقة بالنفس."

زعبي: الثورة أعادت للشباب دوره، وللسياسة دورها، وللمساواة بين الرجل والمرأة قيمتها في كل الميادين

وتحدثت زعبي عن القيم والمفاهيم التي حركتها الثورة، وأعادت لها قيمتها، قالت: "بالثورة أعيد للشباب في مصر دوره، وللسياسية دورها، وللمساواة بين المرأة والرجل في كل ميادين النضال صورتها الجميلة، وميدان التحرير، وخلال 18 يومًا كان للشعوب العربية درسًا في الديموقراطية."

وأضافت متطرقة إلى مراحل الثورة ومطالبها: "بدأ الأمر بغضب الشباب، لكن هذا الغضب حكمته مطالب واضحة منذ ما قبل الـ 2005، مطالب أوضحت مصيرهم وطريقهم.. إن الغضب لهم قيمة عندما تكون هناك بوصلة تحدد وجهته، ومشروع سياسيّ واضح يقوده، لذا يجب عدم الاستهتار بالغضب، وما ينقص العالم العربي، هو هذا الغضب الذي شهدناه في ميدان التحرير."

زعبي: الثورة لم تكن ضد النظام فقط، بل ثورة في الاخلاقيات السياسية ووعينا لأنفسنا، وعما نستطيع أن نفعل

وأشارت زعبي إلى أن للثورة المصرية مستويات مختلفة، تمس الوعي العربي بذاته وقدراته، وأن فيها من الملامح ما يجعلها ثورة مفاهيمية وقيمية، قالت: "الثورة لم تكن ضد النظام فقط، بل ثورة في الأخلاقيات السياسية، وفي صورتنا عن أنفسنا وعما نستطيع أن نفعل، وقد أعاد لنا الشعب المصري ما احتجناه من كلّ ذلك عندما مارسوا الديموقراطية والعناد والتّصميم عوضا عن ثقافة التردد، وأظهروا الاهتمام بالحيز العام والمسؤولية، نظفوا الشوارع، حموا المحف، طببوا الجراح، نظفوا، حموا أنفسهم وأحياءهم، وأعلوا ثقافة أن بلدي هي بيتي، وليست ملكًا خاصّا لأسياد وقامعين."

وأضافت: "لقد هلكت الثقافة العربية من ازدواجية القول والفعل، الممارسة والتطبيق، وفي مصر لم نجد ازدواجية في ذلك، بل تطابقًا، وهذا مكمن من مكامن الثورة."

وعن الاحباط العربي الذي دحرته الثورات العربية الحديثة، والازدواجية التي قضت عليها، قالت زعبي: "لقد عشنا عقودا في حالة من الإحباط بائسة ورديئة، وكدنا نتعامل مع هذا البؤس كأنه جزء متأصل فينا نحن أبناء الشعوب العربية.. وقد وصلنا إلى مرحلة نعاني فيها من الخنوع والخوف، ورأينا أن الازواجية والانتهازية جزء من ثقافة لاصقة بالشعوب العربية، لكن ميدان التحرير نفض ذلك، لا عن مصر، بل عن كل الشعوب العربية."

زعبي: لقد قالت الثورة إن الوطن لا يساوي شيئًا دون كرامة الإنسان، وعصر الاستهتار بالشعوب ومطالبها انتهى

وتناولت زعبي أثر الثورات على الأنظمة العربية، معتبرة ان الأنظمة لن تستهر بالشعوب وإراداتها بعد الآن: "الثورة قالت: الوطن لا يساوي شيئا دون كرامة الإنسان، وهي ثورة ليست ضد احتلال أجنبي، وهي أول ثورة ربما ضد استبداد داخلي في العالم العربي، وليست ثورة آيدولوجية، مع أنها ستدمر التبعية المصرية والهيمنة الغربية على العرب، لقد أسقطت الثورة طاغية، لكنها هزت سكينة واستقرار كل أنظمة الطغاة في العالم العربي.. لا يوجد نظام بعد الآن سيستهر بشعبه، لا نظام سيستمر بالتهاون نفسه مع السياسات الاسرائيلية، ومع الاملاءات الامريكية."

زعبي: سلطة أوسلو حولت حركة التحرر الفلسطينية إلى حركة عاجزة، واتهمت شعبها بالفوضى والانفلات، وحتما ستغير حساباتها الآن

وعن حرف حركة التحرر الفلسطينية عن مسارها الصحيح على يد قيادات السلطة الفلسطينية قالت زعبي: "هناك حركات تحرر حولت نفسها إلى حركات عاجزة، خانعة ومتنازلة، كما فعلت سلطة أوسلو، كما أنها حولت شعبها من مصدر قوة إلى مصدر ضعف، واتهمته بالانفلات والضعف والفوضى، وهذه الأنظمة ستغير حساباتها، كما الأنظمة العربية، وكما اسرائيل التي تعرف الىن أن هناك شعوبا عربية ستقف متابعة ومدافعة عن قضية فلسطين."

واعتبرت زعبي أن الثورتين المصرية والتونسية قد صنعتا شؤقا أوسطيا جديدا وفقا ما نحن نريد: "اليوم نعيش شرق أوسط جديد، لكنه ليس جديدا كما أرادوه لنا في الغرب، وهناك عالم عربي جديد،  وهو نتاج نضالات وثورات الشعوب الجديدة.. شباب ميدان التحرير أحضروا لكم النصر الجديد والشرق الأوسط الجديد."

واختتمت زعبي كلمتها قائلة: "واليوم نعلنها أن الشعب المصري هو أجمل شعب لعام 2011، ونعرف أنه سيدير دفة التاريخ خلال العقد القادم، وأكثر من عليه أن يخاف هو الأنظمة العربية."

* المناضل حمدين صباحي من قلب ميدان التحرير: "تحيّة من القاهرة للناصريين في النّاصرة"

وفي كلمة من القاهرة، من قلب ميدان التحرير، وجهها المناضل الناصري، مؤسس حزب الكرامة، إلى الاحتفال الشعبي بالثورة، قال: "من القاهرة المحررة، من مصر الحرة، من الشعب المصري، بشهدائه، ومعتقيله، وجرحاه، وبقيادة شبابه، وقواه السياسية، أحييكم يا أهلنا في فلسطين الحبيبة، فلسطين التي هي حلمنا وقضيتنا وهدفنا.. اليوم مصر بشعبها العظيم، أنجزت ثورة مواطنية رائعة، وأهنئ باسم إخوتكم في مصر كل عربي وفلسطيني، وكل المستضعفين في الأرض، وكل الطامحين إلى غد عادل، أهنؤكم بانتصار ثورة الشعب المصري على الاستبداد والتبعية."

صباحي: "لقد قالها عبد النّاصر: إن الطريق إلى القدس يبدأ من القاهرة"

نحن نستذكر في هذه اللحظة، مقولة ابن مصر البار، وزعيم الأمة العربية، المناضل جمال عبد الناصر، الذي شارك في حرب 1948، وجرح وحوصر في الفلوجة، قال: "إن الطريق إلى القدس يبدأ من القاهرة"، وإنا بانتظار نصر قريب، في فلسطين وكل الأمة العربية.

وأضاف: "هي ثورة من أجل إقامة نظام يحقق الحرية والعدل واستقلال الإرادة الوطنية، ويحقق للمواطن كرامته، ثورة ديموقراطية تقوم على المساواة، وتحقق وحدة وطنية بين المسلم والمسيحي، وكل التيارات السياسية. ومصر الآن تستمد نبضها من عروبتها، وتسترد موقعها في قلب أمتها العربية.. هذا الانجاز الوطني، والقومي العربي، الذي ألهم الشعب العربي، بعد تونس ثم مصر، يعتبر تغييرا سيتسع من المحيط للخليج، باتجاه وطن عربي يتحرر من التابعين الخاضعين الراكعين."

صباحي: "ستسعى الثورة لبناء مصر الجديدة حتى تحرير فلسطين، كلّ فلسطين"

وحول أهداف الثورة ومساعيها قال صباحي: "ستسعى الثورة لبناء مصر من جديد، حتى تسترد هيبتها وقيمتها، وتسترد كرامتها، وتسترد دورها في قلب الأمة العربية، حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر للبحر."

وختم صباحي كلمته بمجموعة تحيات للشعب الفلسطيني ونضالاته ومقاومته، قال: "أحيي الشعب العربي الفلسطيني العظيم بكل فصائله وتياراته السياسية، من أجل الحق المشروع في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطينية على كل أرض فلسطين، تحية لفلسطين العظيمة، وفلسطين الكرامة، وتحية إلى المقاومة، وإلى أهلنا في غزة، تحية لكم من القاهرة يا أيها الناصريون في الناصرة، ونحن هنا في ميدان التحرير صامدون حتى تحرير فلسطين."

* عوض عبد الفتاح: شكرا لشعب مصر الذي أراح نفسه من الاستبداد، وأراح فلسطين والعالم العربيّ من أهم حليف لإسرائيل والامبرياليّة

وكان من بين المتحدثين، أمين عام التجمع، السيد عوض عبد الفتاح، الذي افتتح كلمته مباركا وشاكرا للشعبين المصري والتونسي، قال: "الذي سقط في مصر أمس هو العار، وأسقطه شعب مصر العظيم، لقد كانت مصر مخطوفة على يد عصابة، وعلى يد الاسرائيليين والامريكان."

وأضاف: "ونحن اليوم نبارك ثورة الشعب المصري، ونقدر أهميتها الكبرى، لأن الشعب سيتحرر من الاستبداد، وسيفتح الطريق إلى الحياة الحرة الكريمة، ولأنه سيريح الفلسطينيين أيضا والشعوب العربية من أهم حليف لإسرائيل في المنطقة، ولذلك شكرا لشعب مصر الذي هدم أعتى قواعد الامبريالية الامريكية في المنطقة."

عبد الفتاح: اختطاف مصر سمح لإسرائيل بشن أكثر من عدوان على الشعوب العربية، وإسرائيل لا يمكن أن تستمر بما هي عليه من عنصرية وفاشية

وتحدث عبد الفتاح عن دور مصر التاريخي وعن عودتها بعد اختطافها إلى الأمة العربية: "قد اختطفت مصر وتم إقصاؤها بعد كامب ديفيد ومشاريع التسوية، وقد سمح ذلك لإسرائيل شن أكثر من عدوان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وبطشت بهذه العشوب.. أما الآن فتعود مصر للعرب والتاريخ، وتفتح الباب أمام فجر جديد."

وقال أيضًا: "إن النظام العنصري في إسرائيل حتما سيزول، إذ لا يعقل أن تكون هناك دولة تزرع في قلب الوطن العربي مخالفة لتاريخ المنطقة، ولا تريد أيضا أن تكون جزءا من هذه المنطقة، وهي تدرك ذلك، قيادتها تدرك ذلك، ولهذا فهي الأكثر حزنا على سقوك مبارك.. وإنا نقول للقيادة الاسرائيلية، احزنوا، ولتشربوا البحر، ها نحن نستعيد مصر وأهلها والكرامة، ونحن أمام مشوار طويل مع الأمة العربية."

عبد الفتاح: سقط عار مصر، ويجب أن يسقط العار في فلسطين.

وعبر عبد الفتاح عن رغبة الشعوب العربية في أن تحقق الثورة المصرية أهدافها، وتستمر: "نريد لهذه الثورة أن تنجح وتحقق أهدافها، ولسنا أنانيين، لا نريد أن نحصر اهتمامنا بقضية فلسطين وفقط، ومن الأمور المهمة التي سامهت في نجاح الثورة أنهم أيضا اهتموا بقضايا الناس اليومية المهمة."

وتساءل حول الفائدة العائدة على القضية الفلسطينية من الثورات العربية: "لكن لا بد من التساؤل: ماذا يمكن أن نستفيد نحن أبناء الشعب الفلسطيني من الثورات العربية في مكافتحتنا نظام القهر والاستيطان والامبرياليّة، والطائفية، والعنصرية، والتمييز والاحتلال."

وأضاف: "الحركة الوطنية الفلسطينية ممزقة، وكما كان هناك عار في مصر وقد سقط، فهناك عارٌ في فلسطين أيضًا يجب أن يسقط، إذا أن من يتعامل مع الاحتلال على أعلى المستويات هو عار، ومن ينسقه معه هو عار، وإننا لم نر حركة وطنية تفعل ذلك، لذا حان الوقت لإسقاط هذا العار، وإعادة الوحدة وبناء منظمة التحرير على أساس الثوابت، ونحن في الداخل لنا دور في هذا النضال، ونريد مجتمعا حرا ومحررا من الاحتلال والفاسدين.

عبد الفتاح: هناك أمور في رام الله يجب أن تتغير، ولا منطق في دعم الثورة المصرية ودعم سلطة رام الله في آن

وقال في هذا السياق أيضا: " في رام الله هناك أمور يجب أن تتغير، ونحن يجب ألا نوازي بين منسق مع الاحتلال، وبين من هو محاصر، وإن كنا نختلف معه في أمور، فهناك أمر مخيف في رام الله، ولا يمكن أن نتضامن مع الشعب المصري، ولا يتسق مع المنطق أن ندعم الشعب المصري وندعم سلطة رام الله في آن."

وختم عبد الفتاح حديثه قائلا: "لا يمكن أن يتحرر أي شعب إلا إذا كرس القيم الانسانية الكونية في ثورته، وهذا ما طرحته الثورة المصرية، وهذا ما يجب أن تطرحه الثورة الفلسطينية."

* محمد ميعاري: اليوم انتصرت مصر، وانتصرت العروبة، وانتصر التجمع الوطني الديموقراطي الناصري القوميّ

هذا وتحدث السيد محمد ميعاري، رئيس المجلس العام للتجمع الوطني الديموقراطي، عن مشاعره بانتصار الثورة المصرية، خاصة وأنه عاصر حقبة القائد جمال عبد الناصر: "أي كلام يقال اليوم فوق أي منصة، لا يستطيع أن يرقى إلى المشاعر والأحسايس عند بعض الناس الذين انتظروا طويلا، وعانوا ما عانوه حتى الوصول إلى هذه اللحظة.

وأضاف "لقد كنت دوما متفائلا وآملا بالشعوب العربية، وأقول إن الشعوب العربية بخيؤ، وإن مصر ستتحول، وذلك لإيماني الداخلي والمطلق بالأمة العربية وبعروبتي، وبأن هذه العروبة قيمة حقيقية إنسانية أخلاقية."

وقال أيضا عن صفات عبد الناصر وإنجازاته وثقته بالعرب والعروبة: "لقد  عشت وواكبت وتمتعت بأيامي في فترة الرئيس جمال عبد الناصر.. لقد جلعنا نعرف طعم السرور والفرح والكبرياء، وكنا ننتظلا بعد أي حدث عالمي ردة الفعل التي ستكون في مصر، ومن عبد الناصر، الذي ارتفع بنا وبمشاعرنا إلى أعالي السماء.. لقد كان عبد الناصر رجلا لكن ممتلء الرجولة والعنفوان، وكان يمثل الأمة، وقد نادى بالتحرر والعدالة الاجتماعية، ولم يكتف بالأقوال وإنما طبق على أرض الواقع.. فبنى المدارس، ورفع من شأن الفلاحين، طارد الاقطاعيين المستغلين، بنى السد العالي، وأعطى لمصر دورا وموقعا على مستوى العالم كله، كان يفخر به كل عربي. واليوم انتصرت الثورة، ومصر والتجمع الوطني الديموقراطي."

* الدكتور جمال زحالقة: الناس في ميدان التحرير داست كل الصفقات التصفوية للقضية الفلسطينية، وإرادة الشعوب قنبلة نووية لا يمكن أن تهزم

وجه الدكتور جمال زحالقة، القيادي في حزب التجمع الوطني الديموقراطي، ورئيس كتلته البرلمانية، تحية إلى شعب  مصر على منجزه الثوري، قال: "أحيي تحية خاصة نواطير مصر، الذين وصفهم أبو الطيب المتنبي يوما قائلا: ((نامت نواطير مصر عن ثعالبها..))، فقد استيقظت تلك النواطير وكنست كل الثعالب، وأقول: ((السّلام عليك يا قاهرة، من النّاصرة))".

كما حيا دور الدكتور عزمي بشارة، مؤسس التجمع، على جهوده في دعم الثورة، وتشكيل رأي عام لدعمها وتحفيزها على الاستمرار: "لا نفاخر بأنفسنا، لكن لا بد من القول وبكل تواضع إن لنا حصّة في هذه الثّورة، وإن كانت متواضعةً أمام إنجاز مصر العظيم، حصّة صنعتها قيادة الداخل الفلسطيني القومية، من خلال الدور الذي قام به مؤسس الحزب، مؤسس التجمع الوطني الديموقراطي، الدكتور عزمي بشارة، ونحن نحييه"، ووجه تحياته أيضًا إلى قناة الجزيرة التي قامت بدور مهم وكبير في كشف الحقائق للعالم عما يحدث في مصر: "كما نحيي بكلمة حق قناة الجزيرة، لأننا نعيش عالما جديدا، وثورات جديدة، نصوصها مختلفة ولغتها مختلفة عما سبق، رغم أنها في جوهرها تبقى ثورة ضد الظلم ومن أجل العدالة، وهي الثورة التي نريدها، وقد قامت الجزيرة بدور مهم جدّا في كشف الحقيقة التي أراد الاعلام المصريّ والسلطات المصرية إخفاءها بغباء شديد."

زحالقة: لا بدّ وأن يمتحن الفلسطينيّون غباء إسرائيل كما فعل المصريون مع النظام البائد، وذلك يحتاج وحدة وطنية وطرح التحديات من دون مواربة

وأشار زحالقة إلى غباء النظام المصري البائد وإعلامه، معتبرًا أن ذلك كان واحدًا من عوامل انتصار الثورة: "لا بد من الإشارة إلى أن واحدا من أسباب انتصار الثورة المصرية، يكمن في غباء السلطة في مصر، وغباء حسني مبارك وحاشيته، كلهم كانوا أغبياء، وغباؤهم قد قارب العمى، لأن النظام المصري ارتكب خطيئة، وهو الاستهتار بالشعب، وظنوا أن الشعب نائم، وأن نواطير البلد نائمة، وها نحن في كلّ يومٍ نسمع أرقامًا رهيبة."

واعتبر زحالقة القيادات الاسرائيلية غبية أيضا في سياساتها وسلوكاتها: "حكام إسرائيل هم أغبياء أيضا، ولا بد من امتحان غباءهم يوما كما فعلت الثورة المصرية حين امتحنت غباء نظام مبارك، وهذا يتطلب وحدة الشعب الفلسطيني، وطرح التحديات من دون مواربة وألاعيب، ومن أي حرف لمسار الثورة الفلسطينية."

زحالقة: ثورة مصر كنز سياسيّ، وحديثنا عنها داخل في صلب هويّتنا، وليس عن أمر نراقبه، فكلنا مصريون في نهاية المطاف

وتطرق زحالقة إلى سبب فرحة الشعوب العربية بمصر وثورتها، وإلى احتمالات استلهام الشعوب لتجربتها: "من المبكر أن نستنتج استنتاجات سياسية كبيرة حول هذه الثورة، لكن بد وأن تقال بعض الأمور في لحظة البهجة والاحتفال هذه، وهي لحظاتٌ نادرةٌ جدّا في التاريخ، أن يثور شعبان شقيقان من الأمة نفسها خلال أيام، ويدخلان إلى قلوبنا الفرح.

وأضاف: "إن هذه الثورة كنز سياسي يلهم كل من يريد أن يثور على الطغيان، وليس فقط العرب، ولديّ ثقة كاملةٌ أنّ ثورة مصر ستلهم شعوبًا كثيرةً، فمصر العظيمة تشكل أكثر من ربع الأمة العربية، وهي مهد الحضارة، وكلنا مصرييو في نهاية المطاف، من خلال الموسيقى، والأدب، والفخر القومي، ونجد مصر ساكنة فينا جميعا، وبالتالي فنحن نتحدث عن أمر داخل في صلب هويتنا وليس عن أمر نراقبه، ومن هذا المنطلق فرحتنا عميقة."

زحالقة: لقد كنا أمام ثورة جماهيرية سلمية، شعارها الاستعداد للتّضحية الكاملة وكسر حواجز الخوف

وقال أيضًا: "لقد كنا أمام حالة ثورية سلمية جماهيرية، قوتها كامنة في الاستعداد للتضحية، وقد شهدنا مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وقد رأينا كيف أنه وبعد كل شهيد وجريح ومعتقل، لم تكن الناس تهرب، إنما تتقدم، لقد كسرت الجماهير حاجز الخوف بعد كل شهيد وجريح."

وتناول زحالقة إرادة الشعوب واصفا اياها على أنها "قنبلة نووية": "لا يمكن أن تهزم شعبا، يمكن أن تهزم جيوشا نظامية، لكن ليس شعبا وإرادة شعب، وهذا استنتاج مهم جدا بالنسبة لنا في فلسطين، لأن حكامها الاغبياء يظنون أنهم يمكنهم هزيمة الشعب الفلسطيني، وإرادة الشعوب قنبلة نووية، وقد رأينا كيف أن الناس في ميدان التحرير داست من حيث لا تدري على كل الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية، وأثبتت أنه لا يمكن إعدامها من خلال التسويات والتنازلات، وقد الصفقات بين دكتاتورٍ عميل وبين الامبريالية وإسرائيل."

وختم زحالقة حديثه قائلا: "إن الشعوب العربية تراقب، وهي كما الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن تقبل إلا بسلام عادل، والثورة المصرية المجيدة التي صنعها الشعب العظيم سيكون لها ما بعدها، ونحن نشهد هودة الروح، وعودة الوعي لمصر."

التعليقات