التجمع يحيي ذكرى راشد حسين: رائد شعر المقاومة الذي لا يغيب

في أمسية ثقافيّة ووطنيّة، وبحضور حشد من أهالي مدينة أم الفحم والمنطقة، قام التجمّع الوطنيّ الدّيموقراطيّ - فرع مصمص، بإحياء ذكرى استشهاد رائد شعر المقاومة الفلسطينيّة، راشد حسين، في قاعة مركز العلوم والفنون بمدينة أم الفحم.

التجمع يحيي ذكرى راشد حسين: رائد شعر المقاومة الذي لا يغيب

في أمسية ثقافيّة ووطنيّة، وبحضور حشد من أهالي مدينة أم الفحم والمنطقة، قام التجمّع الوطنيّ الدّيموقراطيّ - فرع مصمص، بإحياء ذكرى استشهاد رائد شعر المقاومة الفلسطينيّة، راشد حسين،  في قاعة مركز العلوم والفنون بمدينة أم الفحم.

ويأتي هذا التّكريم للسّنة الثّانية على التّوالي، والّذي ينظّمه التجمّع إيمانًا منه بضرورة تكريم مبدعينا وروّادنا الوطنيّين، الّذين ساهموا في الحركة الثّقافيّة والنّضاليّة كلّ في مجاله.

 المفتتح: تحية للثورات العربية، ودقيقة حداد واحترام، ونشيد موطني

تولّى عرافة الأمسية سكرتير فرع مصمص، الشّاب محّمد فوزي إغباريّة، والشّابة شاهيناز محاجنة من فرع أم الفحم، واللّذان قاما بتحيّة إكبار للشّعوب العربيّة الثّائرة في وجه الطّغيان والقمع؛ فوقف الحضور دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء الثّورات العربيّة، وواصلوا وقوفهم لينشدوا النّشيد الوطنيّ الفلسطينيّ "موطني".. كما وتخلّل برنامجُ العرافة أبيات شعر عديدة للشّاعر الرّاحل راشد حسين، وتمّ عرض صور للرّاحل عبر شاشة تم نصبها على المنصّة، فرافق الشّاعر راشد حسين الحضور في أمسيته من خلال كلماته وصوره.

كما حضر الأمسية عدد كبير من أهالي قرية مصمص، وهي القرية الّتي وُلد فيها راشد حسين عام 1936، ودُفن فيها عام 1977، وكان لافتًا حضور أشقّائه وأبناء عائلته.

وشارك في الأمسية  د. جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانيّة، والّذي ألقى كلمة باسم التّجمّع، تطرّق فيها إلى دور الأحزاب والحركات الوطنيّة في تخليد ذكرى المبدعين، وعلى رأسهم راشد حسين، الّذي لم يلقَ اهتمامًا يستحقّه طيلة سنوات غيابه الـ 34.

 جمال زحالقة: للأدباء والفنانين أكبر الأدوار في صناعة الثورات

 هذا وتحدّث د. جمال عن ثورات الوطن العربيّ في تونس ومصر وليبيا، مشدّدًا على دور الأدباء والفنّانين في هذه الثّورات، مشيرًا إلى دور راشد حسين في انتفاضة الحجارة الّتي تنبّأ بها قبل حدوثها بسنوات طويلة، مشدّدًا على بيت الشّعر الخالد للشّاعر:

 سنُفهمُ الصَّخرَ إنْ لم يفهمِ البَشَرُ                       أنّ الشُّعوبَ إذا هبَّتْ ستنتَصِرُ


وتحدّث باسم عائلة الشّاعر، شقيقه الشّاعر كمال حسين، الّذي تطرّق إلى الأمّة العربيّة الّتي وصفها بأنّها: أمّة لا تُفهم بالمنطق، وعن ضرورة أن يثور الشّعب الفلسطينيّ الّذي "حسبناه بركانًا"، ليكون كثورة الفينيق في مصر على حدّ تعبيره. وألقى كمال حسين قصيدة توجّه بها إلى أخيه راشد كان ختامها:

لا تصوني يا فلسطين دُمى        لم تصن هواكِ لا تصوني

كما وشكر في ختام كلمته التجمّع باسم عائلة الشّاعر راشد حسين.

فقرة مسرحية عن الراحل، قراءات شعرية، وأصدقاء الراحل يستذكرونه

بعد كلمة الأستاذ كمال حسين، صعدت المسرح الفنانة الملتزمة هديل محاجنة لتقدّم فقرة مسرحيّة تدور حول فلسطين وسيرة حياة الشّاعر الرّاحل، لاقت استحسانًا من الحضور الّذي لم يخفِ دموعه تأثّرًا بكلمات هديل الممزوجة مع موسيقى وأغانٍ من التّراث الفلسطينيّ.

الفقرة الأخرى كانت للشّاعر والأديب أحمد كيوان ابن أم الفحم، وهو أحد معارف ورفاق الرّاحل راشد حسين، حيث ألقى قصيدة "القدس في عينين"، وهي قصيدة لراشد حسين، وتحدّث أحمد كيوان عن علاقته براشد حسين وعن مشاركته في تأبينه قبل 34 عامًا في قرية مصمص، كما وطالب أحمد كيوان في كلمته بلدية أم الفحم، والبلديات العربيّة، بإطلاق اسم راشد حسين على شوارع ومراكز ثقافيّة فيها.

 

محمّد ميعاري: تخليد راشد حسين يجب أن يكون في كلّ عام لدوره الكبير في الثورة الفلسطينية

بعد أحمد كيوان، تحدّث صديق الشّاعر راشد حسين، المحامي والمناضل محمّد ميعاري، تطرّق في كلمته إلى علاقته والرّاحل، وعن دور راشد حسين الصّحفيّ في المجلات والصّحف، الّتي كان الفلسطينيّون ينتظرونها كلّ صباح.

محمّد ميعاري، تحدّث عن زيارته إلى ليبيا ضمن وفد قيادات الـ 48، وأبدى تنكّره لهذه الزّيارة الّتي وصفها بأنها زيارة إلى بلد عربيّ، وليست إلى القذّاقي، مُدينًا المجزرة بحقّ الشّعب الليبيّ؛ وكالّذين سبقوه من المشاركين في الأمسية، أشاد ميعاري بدور راشد حسين في الثّورة الفلسطينيّة والأدب العربيّ المقاوم، مطالبًا بتخليد ذكرى راشد حسين كلّ عام.

 

"القدر الفلسطيني": فيلم عن حياة الشاعر، وفقرة فنية ملتزمة

الفقرة الّتي تلت محمد ميعاري، كانت عبارة عن عرض مقتطفات من فيلم "القدر الفلسطينيّ"، والّذي يتناول سيرة حياة الشّاعر راشد حسين، وهو من إخراج الشّاب طاهر مسلماني.

 ومع أغنية "هدّي يا بحر"، غنّى الحضور بصوت عالٍ مع الفنّان الشّاب أحمد ناطور من قرية عرعرة، ليصعد إلى المسرح بعده رأفت آمنة جمال، ابن شقيق راشد حسين.

الشاعر رأفت آمنة جمال: بم أعايش راشد، لكنّي أنتمي إليهثورة على سفر"، وتحدّث عن علاقة بين محمّد الماغوط وراشد حسين، وقال إنهما أكثر مَن حضروه من المبدعين خلال متابعته لثورات الوطن العربيّ؛ كما قرأ نصوصًا من كتابته، منوّهًا إلى أنه ليس شاعرًا كما قُدّم في الأمسية بقدر ما هو شخص يعبّر عمّا يفكّر فيه بالكتابة.

وشكر رأفت التجمّع الّذي قال إنه يتشرّف بتكريمه للمرّة الثانية على التّوالي لعمّه، وعن فخره بالوقوف إلى جانب محمد ميعاري وأحمد كيوان، ود. زحالقة وكمال حسين في حَدَث كهذا؛ مشدّدًا على أنّه "ثمّة أصدقاء لم ترُق لهم فكرة أن يُكرّم حزب سياسي راشد حسين، ولكنّي أقول بأنّ التجمّع آمن براشد حسين غير التجمّعيّ، إيمانًا نعتقد به نحن أيضًا".

الفقرة الأخيرة كانت للتكريمات، فقد تمّ تكريم المشاركين في الأمسية، والّذي تولّى أعضاء من شباب كوادر التجمّع تكريمهم.. إلى جانب تكريم مخرج فيلم القدر الفلسطينيّ، الشّاب طاهر مسلماني، الّذي تحدّث عن إيمانه بعمله وعن مشاريع قادمة، وكُرّم كذلك الشّاب محمد خضر جبارين لدوره الفعّال مع الشّباب، والّذي تحدّث عن دور الشّباب في تكريم المبدعين والقضايا الوطنيّة، كما وكُرّم في الأمسية الشّاب فادي برانسي، نجل المناضل الرّاحل صالح برانسي، والّذي كان يرأس لجنة إحياء تراث راشد حسين.

التعليقات