علم موقع عــ48ــرب أن المخرج والممثل الفلسطيني جوليانو خميس، اغتيل بالقرب من مسرح "الحرية" الذي يديره منذ عام 2006 في مخيم جنين، والذي أعاد تأسيه وبناءه بعد تدميره خلال الاجتياح الاسرائيلي للمخيم.
وكانت الإذاعة الاسرائيلية "ريشت بيت" قد ذكرت عصر اليوم، أن فنان من فلسطينيي الداخل قتل في مخيم جنين على يد مسلح ملثم دون ذكر تفاصيل إضافية.
ووفقا للشرطة الفلسطينية، فإن جوليانو كان في طريقه إلى سيارته قرب المسرح، وأن ملثما قام بالتوجه إليه وإطلاق 5 رصاصات عليه فقتل على الفور.
ويعرف جوليانو بمواقفه الوطنية المناهضة للاحتلال الاسرائيلي والصهيونية، وبأن تهديدات عديدة بالقتل وجهت إليه على خلفية نشاطه السياسي ونشاطه المسرحي في جنين.
وجوليانو (53 عاما) مخرج الفيلم الشهير "أولاد آرنا"، الذي يتناول قصص 10 أطفال من جنين كان يدرسهم المسرح هو وأمه في المسرح الذي أسسته داخل المخيم، ويقوم بعرض معاناتهم في ظل الاحتلال وخلال الاجتياح، وتحول البعض منهم إلى مقاومين عسكريين للاحتلال، واستشهد عدد منهم أيضا.
وجوليانو ابن لصليبا خميس، الذي كان قياديا سياسيا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي لسنوات عديدة قبل أن يتركه قبيل وفاته، وأمه آرنا مير - خميس، يهودية يسارية معروفة بمواقفها المناهضة للاحتلال والصهيونية، والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وخلف المغدور وراءه زوجة وابنة من زواجه الأول، وزوجة وابنًا طفلا من زوجته الثانية جيني، وهي حامل بتوأمين.
محافظ جنين: اغتيال جوليانو مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني، وقد شكلنا لجنة تحقيق لمعرفة القاتل ومحاسبته
وفي تعليق لمحافظ جنين، قدورة موسى حول الحادث، قال إن المسؤولين في المحافظة وفي السلطة الفلسطينية صدموا بالخبر، وإنهم يعتقدون أن هناك تقصيرا في وخللا في أداء الامن الفلسطيني، وأنهم قاموا في المحافظة بتشكيل لجنة تحقيق للحصول على خيوط تدل على القاتل، مؤكدا أن جوليانو معروف في جنين خاصة وفلسطين عموما بمواقفه الوطنية، وأنه وإن كان يحمل الجنسية الاسرائيلية، فهو فلسطيني، وقد قدم هو وأمه الكثير لأطفال جنين خلال سنوات عمله، مؤكدا أنه يقيم في جنين منذ 7 سنوات هو وأسرته.
ووصف قدورة اغتيال خميس بالـ "مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني."
كما قال رئيس بلدية جنين، حاتم رضا، عبر "صوت إسرائيل"، تعليقا على حادث القتل: "لقد قدم جوليانو لشعبه الفلسطيني الكثير، ونحن ندين عملية قتله بشدة."
عوض عبد الفتاح: صدمنا بالنبأ، والحركة الوطنية تنعى بحزن فنانا ضحى واهتم دوما بقضايا شعبه العادلة
وفي حديث مع عوض عبد الفتاح، الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، قال إن الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني ممثلة بالتجمع، تنعى بحزن الفقيد جوليانو خميس، وأن خبر مقتله بهذه الطريقة البشعة، وفي المكان الذي ضحى من أجله كثيرا، صدم الجميع، مبينا أن جوليانو كان صديقا ومقربا من الحركة الوطنية، وأن الأخيرة كانت تجله وتحترمه لمواقفه الوطنية ضد الاحتلال والصهيونية، ولاهتمامه الدائم والصادق بقضايا شعبه العادلة، وتعتبر فنه سلاحا مهما في مقاومة الاحتلال.
الحركة الثقافية الفلسطينية: جوليانو شهيد فلسطين
وأصدرت الحركة الثقافية الفلسطينية بيانا قالت فيه: "بصدمة بالغة وأسى كبير تلقت الحركة الثقافية في فلسطين نبأ استشهاد الفنان الفلسطيني جوليانو مير خميس، شهيد فلسطين، شهيد الحرية الذي اغتالته أيادٍ آثمة ومشبوهة وحاقدة أمام مسرح الحرية في جنين وهو برفقة ابنه الرضيع".
وقالت الحركة: "إن فقدان جوليانو مير خميس خسارة مؤلمة وكبيرة لفلسطين وثقافتها وصورتها التي طالما دافع عنها الفنان الفقيد، وساهم في بنائها وتوسيع معانيها وآفاقها الانسانية والحضارية، وخسارة كبيرة لعائلته وأصدقائه وزملائه وكل من عرفه في فلسطين والعالم".
وطالبت الحركة كل القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية إدانة هذه الجريمة النكراء، كما طالبت السلطة الفلسطينية بملاحقة الجناة القتلة، والقبض عليهم بأسرع وقت ممكن، وتقديمهم للمحاكمة، وإعلان كامل ملابسات هذه الجريمة البشعة.
سلام فياض: جريمة بشعة لا يمكن السكوت عنها إطلاقًا
وأدان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بشدة جريمة القتل، وقال إن " هذه الجريمة البشعة لا يمكن السكوت عنها إطلاقًا، وهي تشكل انتهاكًا خطيرًا يتجاوز كل المبادئ والقيم الانسانية، وتتناقض مع عادات شعبنا وأخلاقه."
وأكد فياض أنه أعطى تعليماته للأجهزة الأمنية للعمل الحثيث وعلى مدار الساعة من أجل إلقاء القبض على الجاني ومحاكمته، مشددًا على أنه "لا يمكن التهاون في التعامل مع هذه الجريمة أو غيرها، كما لا يمكن السماح ولا تحت أي ظرف من الظروف بالفلتان والعبث بالأمن."
جنازة المغدور تنطلق غدا في حيفا، وجنازتان رمزيتان في الضفة الغربية
يذكر أن مسرح "الميدان" دعا جميع الفنانات والفنانين إلى الوصول إلى المسرح ليلة الاثنين للالتئام حول ذكرى خميس، وستنبثق لجنة تحضيرية لمراسم الدفن التي من المخطط أن تنطلق من قاعة مسرح "الميدان" في حيفا يوم غد، حيث سيسجى جثمانه في المدينة.
كما دعت الحركة الثقافية إلى المشاركة في الجنازات الرمزية التي ستنطلق يوم الثلاثاء 5 نيسان في كل من جنين (مسرح الحرية)، ورام الله (ميدان المنارة) الساعة الحادية عشرة صباحًا.
التعليقات