عبد الفتاح في الولايات المتحدة: لا تحل القضية بدون حقوق كافة تجمعات الشعب الفلسطيني

أمين عام التجمع يختتم جولته في الولايات المتحدة، ويؤكد: إسرائيل لا تستطيع أن تمضي في العيش في أكبر جيتو في تاريخ اليهود على حساب حقوق وحاضر ومستقبل 11 مليون فلسطيني"

عبد الفتاح في الولايات المتحدة: لا تحل القضية بدون حقوق كافة تجمعات الشعب الفلسطيني
يختتم أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح،  بعد غد السبت، جولته في عدد من الولايات المتحدة الأمريكية بعد سلسلة لقاءات ومحاضرات أمام الجاليات الفلسطينية، التي أحيت ذكرى النكبة الفلسطينية بنشاطات سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة. كما التقى عددا من مناصري القضية الفلسطينية من الأمريكيين.
 
وشارك في ندوات عن انعكاس الثورات العربية على النضال الفلسطيني وعلى واقع الفلسطينيين في منطقة عام 1948 نظمها صندوق القدس Jerusalem Fund، ومركز الحوار العربي في واشنطن، ومؤسسات أخرى في مدينة نيويورك وفي مدينة هيوستن في ولاية تكساس، وفي ولاية أوهايو، ميتشغن وشيكاغو.
 
وكان النشاط الأكبر الذي نظمته شبكة الجاليات الفلسطينية في مدينة دترويت (ولاية ميتشغن)، حيث حضر الاجتماع الحاشد العديد من الأصدقاء الأمريكان وممثلون عن منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام ( Jewish voice for Peace ) والذي حضرته الصحفية السابقة في البيت الأبيض هيلين توما (Helen Thomas ) وألقت كلمة أكدت فيها على حق الفلسطينيين بالعودة، ووجهت نقدًا حادًا للسياسة الإسرائيلية والأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
 
وكان عبد الفتاح المتحدث الرئيس في الاجتماع، حيث قدم محاضرة شاملة عن واقع الصراع العربي-الصهيوني. واستعرض جذور الصراع وبداية المشروع الصهيوني وتعامله مع الواقع الديمغرافي في فلسطين بصورة وحشية واقتلاعية من خلال اعتماد سياسة "الجدار الحديدي" (جابوتنسكي) والتطهير العرقي وتشريد الشعب الفلسطيني.
 
وقال: "لقد أرادت إسرائيل منذ البداية إقصاء واقتلاع أهالي البلد الأصليين وليس التعايش معهم، وأوصلت وتواصل هذه السياسة بأشكال مختلفة مثل فك الارتباط من قطاع غزة، وإقامة الجدار العنصري الفاصل، وطرد أهالي القدس وإلغاء الأقليات، والحصار الاقتصادي وتقطيع البلاد لفصل العرب عن بعضهم البعض وعن التجمعات اليهودية وبذلك حوّلت إسرائيل نفسها الى نموذج الأبارتهايد الأكثر وحشية".
 
 
وخاض عبد الفتاح بالتفصيل في طبيعة النظام الاسرائيلي باعتباره مصدر الاحتلال الكولونيالي في الأراضي المحتلة عام 67، بما فيها القدس والجولان المحتل، ومصدر العنصرية المقوننة والمنهجية تجاه 1,350,000 فلسطيني يحملون المواطنة الاسرائيلية.
 
وربط بين نوع المواطنة في إسرائيل وحق العودة المثبّت في قرارات الأمم المتحدة. وقال: "يوجد نوعان من المواطنة؛ واحدة لليهود وأخرى للعرب. هناك قانون العودة الإسرائيلي الذي يمنح المواطنة لليهودي أينما كان بعد هجرته الى إسرائيل-فلسطين. وهناك قانون المواطنة للعرب الذي ينكر حق الفلسطيني حامل الهوية الاسرائيلية استقدام قريبه/فريبها من الشتات". واستعرض مجمل القوانين والممارسات الكولونيالية والعنصرية الموجهة للفلسطينيين والتي تـُكوّن بمجملها نظام الأبارتهايد الاسرائيلي الخاص.
 
وقال: "إن قضية فلسطين لن تجد لها حلاً عادلاً دون الإجابة عن حقوق كافة تجمعات الشعب الفلسطيني، وإن إسرائيل لا تستطيع أن تمضي في العيش في أكبر جيتو في تاريخ اليهود على حساب حقوق وحاضر ومستقبل 11 مليون فلسطيني". ودعا كل محبي السلام والعدالة الى التعامل مع القضية الفلسطينية بكل جوانبها باعتبارها آخر قضية كولونيالية، والى تصعيد الدعم والمساندة لنضال الفلسطينيين.
 
يذكر أن قضية عرب الداخل؛ موقعهم ودورهم في الصراع وفي رسم مستقبل الشعب الفلسطيني، حظي بقسط كبير من مداخلات عبد الفتاح، نظرًا للتحول في النظرة الاسرائيلية تجاههم، من اعتبارهم "عرب إسرائيل" يمكن احتواؤهم وإبقاؤهم ضعفاء بدون هوية، الى نظرة تقول لا بدّ من التعامل معهم كأعداء واتخاذ الإجراءات وفقًا لذلك، ونظرًا لموقعهم الاستراتيجي في الصراع ضد النظام العنصري الصهيوني.
 
وقد كان افتتح الاجتماع الناشط الفلسطيني حسن نعواش، مدير المركز الثقافي في ولاية ميتشغن، والذي تحدث عن أهمية إحياء ذكرى النكبة في الشتات، وعن أهمية تنظيم الجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية. وتلاه عامر عادي، ممثل شبكة الجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي قدّم عبد الفتاح مذكرًا بدوره وبدور التجمع الوطني الديمقراطي في النضال داخل الخط الأخضر، قبل أن يتطرق إلى الثورات العربية وما يمكن أن تعكسه على كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال والعودة. وأكـّد على وحدة الشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة جعل واقع ومستقبل فلسطينيي الـ48 في أولويات الاستراتيجية الفلسطينية.

التعليقات