"عيميك يزراعيل" تلغي نتائج الانتخابات بعد إرغام الطالبة شحادة على الاستقالة

قررت لجنة الانتخابات في كلية "عيميك يزراعيل"، وبشكل مفاجئ إلغاء نتائج انتخابات النقابة، وإجراء انتخابات معادة بين نفس المرشحين باستثناء الطالبة العربية رزان شحادة التي ضغطت عليها في وقت سابق وأرغمتها على التنازل عن منصبها.

على أثر النشر في صحيفة "فصل المقال"، قررت لجنة الانتخابات في كلية "عيميك يزراعيل"، وبشكل مفاجئ إلغاء نتائج انتخابات النقابة، وإجراء انتخابات معادة بين نفس المرشحين باستثناء الطالبة العربية رزان شحادة التي ضغطت عليها في وقت سابق وأرغمتها على التنازل عن منصبها.

وقد استدعت لجنة الانتخابات للنقابة العامة في كلية "عيميك يزراعيل" في العفولة، يوم الثلاثاء الماضي 14.06.2011، الطالبة رزان شحادة، عضو النقابة ومركزة الشؤون الداخلية للنقابة العامة في الكلية، إلى اجتماع عاجل وطارئ مارست اللجنة خلاله ضغوطًا شديدة لإرغامها على توقيع ورقة تنازل عن منصبها الذي وصلت إليه بعد حصولها على 757 صوتًا في انتخابات النقابة، التي أجريت أوائل حزيران الجاري، وذلك على أثر نشر خبر في صحيفة "فصل المقال"، يوم الجمعة، حول نجاح شحادة وحول احتياجات الطلاب العرب في الكلية وقضاياهم، وتأثير انتخابها على لجنة الطلاب العرب، وذكر في سياقه الملاحقة التي واجهتها بسبب مواقفها وانتماءاتها.

خلال الاجتماع، تبيّن أنّ لجنة الانتخابات حصلت على نسخة مترجمة إلى العبرية من الخبر الذي نشر في "فصل المقال"، وأنها تعترض بشدّة على مضمون الخبر، وضغطت اللجنة على الطالبة رزان شحادة لتوقيع ورقة تنازل عن منصبها مهدّدة إياها أنّه في حال عدم توقيعها من الممكن أن تتعرّض لمساءلات من قبل إدارة الكلية، بحجة أنّها وقّعت على مستندٍ قبل ترشيحها تقرّ فيه أنّها لم تستدع في السابق إلى لجنة طاعة مع وصمة عار رغم أنّها استدعيت في سنة تعليمها الأولى إلى لجنة طاعة بسبب إشكالية متعلقة بوظيفة أكاديمية، وشرحت لها اللجنة أنّ توقيعها على هذا المستند قد يورطها في مشكلة قانونية كبيرة مع الكلية. ورفضت اللجنة طلب شحادة بأنّ تستشير زملاءها الذين أمنّوها على أصواتهم ودعموها، أو مع محامٍ، إلا أنّ اللجنة رفضت إمهالها ربع ساعة للاستشارة، وشعرت رزان بالخوف والبلبلة بسبب ادعاءات المستشار القانوني للجنة وبسبب نصيحة المستشار الأكاديمي للطلاب العرب، نزار بيطار، بأن تقبل التنازل، وأملت اللجنة عليها نصّ التنازل حرفيًا.

بعد خروجها من "التحقيق"، أبلغت رزان زملاءها بتوقيعها على ورقة التنازل في أجواء التخويف، مما أثار غضبهم الشديد، فكتبت على الفور رسالة تطالب فيها بسحب التنازل إلا أنّ اللجنة لم تقبل استلام الرسالة. وسرعان ما اكتشفت شحادة بعد مشاورة محامين أنّها لم تتجاوز دستور الكلية حين وقعت على المستند لأن لجنة الطاعة التي استدعيت إليها بسبب الوظيفة الأكاديمية لا تحمل وصمة عار بأي شكلٍ من الأشكال.

كلية عيمق يزراعيل: لا يوجد شيء اسمه لجنة طلاب عرب

وكانت المتحدّثة باسم الكلية الأكاديمية "عيمق يزراعيل" قد أرسلت ردًا لصحيفة "فصل المقال" حول الخبر الذي نشر الأسبوع الماضي، جاء فيه: "في الكلية الأكاديمية عيمق يزراعيل لا يوجد شيءٌ اسمه لجنة طلاب عرب، لذلك فإن ما صرّحت فيه الطالبة رزان شحادة، كما ورد في الخبر، بأنّ فوزها في عضوية نقابة الطلاب هو فوز للجنة الطلاب هي تصريحات غير صحيحة"، كما جاء في الردّ "كما أنّه لا يوجد تنظيم على أساس قومي للطلاب العرب، حيث أنّ النقابة غير سياسية ولا يوجد أي تهميش للطلاب العرب".

وأضاف الردّ "لم تستدع إدارة الكلية الطالبة رزان شحادة إلى لجنة طاعة بسبب التحريض، لقد استدعيت في السنة الماضية وعوقبت بسبب الإخلال في قواعد السلوك الأكاديمي، اما في سياق الانتخابات فقد استدعيت من خلال لجنة الانتخابات. في الكلية الأكاديمية عيمق يزراعيل توجد لجنة واحدة تمثّل جمهور الطلاب على مختلف شرائحه، وكلّ طالب معني بأخذ دوره والعمل من أجل مصلحة الطلاب في الحرم الجامعي يمكنه أن يفعل ذلك ويملك الجميع الفرص المتساوية لذلك".

برانسي: يبدو أننا غير مرئيين بالنسبة لإدارة الكلية

من جهته، صرّح الطالب سمير برانسي، الرئيس السابق للجنة الطلاب العرب في الكلية، حول عدم اعتراف الكلية في اللجنة: "يعلم الجميع داخل وخارج الكلية بلجنتنا ونشاطنا إلا أننا لا نستغرب موقف إدارة الكلية والتي تدعي بان لا وجود للجنتنا داخل الكلية فكما يبدو يعيش هؤلاء في الماضي السحيق وكما يبدو بالنسبة لهم نحن جميعا غير مرئيين وكذلك خصوصيتنا وهمومنا ومشاكلنا".

"في منتصف الشهر الماضي جرت انتخابات للجنة الطلاب العرب ، أيضا بظروف غير اعتيادية حيث لم يسمح لنا بوضع صندوق الانتخابات داخل الحرم الجامعي فوضعناه خارج بوابات الكلية على قارعة الطريق وكان إقبال طلابنا على التصويت منقطع النظير إذ وصلت نسبة التصويت إلى أكثر من 50% وتم انتخاب لجنة جديدة باشرت عملها مطلع الشهر الحالي".

اختلفت التسميات والملاحقة واحدة

يذكر أنّ "فصل المقال" قد سمّت اللجنة التي استدعيت إليها الطالبة رزان شحادة خلال فترة الانتخابات بلجنة طاعة، مع أنّ اللجنة التي استدعتها كانت لجنة الانتخابات، إلا أنّ التفاصيل التي وردت حول الاستدعاء كانت صحيحة تمامًا، حيث استدعت لجنة الانتخابات في حينه الطالبة شحادة وطلبت منها تفسيرات وتوضيحات حول صور نشرتها على صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" متعلقة بتأييدها للتجمع الطلابي الديمقراطي في جامعة حيفا وصورًا أخرى تدلّ على انتمائها الوطنيّ، وقد أوضحت للجنة أنّها ليست عضوة في حزب التجمع وهي حرّة بأفكارها السياسية وأنّ الإشاعات التي تطلق ضدها تحرّ الطلاب اليهود عليها.

إلغاء نتائج الانتخابات

هذا، وتوجّهت "فصل المقال" إلى المتحدثة باسم كلية عيمق يزراعيل طلبًا لردّها حول عدّة أسئلة ذات صلة بالقضية، وقد تلقينا ردًا منها باسم لجنة الانتخابات جاء فيه: "قرّرت لجنة الانتخابات إلغاء الانتخابات بسبب اعتبارات موضوعها طهارة الانتخابات"!

وردّت لجنة الانتخابات على أسئلتنا بردودٍ مختصرة جدًا، حيث أجابت عن سؤالنا حول سبب استدعاء لجنة الانتخابات للطالبة رزان شحادة خلال فترة الانتخابات بأنّ السبب كان تقديم شكوى ضدها، وحول سؤالنا عن كون الاستدعاء للجنة طاعة حول الإخلال بقواعد السلوك الأكاديمي مخالفة مع وصمة عار أجابت اللجنة أنّ ليس كلّ مخالفة طاعة هي مخالفة مع وصمة عار، أما بالنسبة لمنع اللجنة لرزان شحادة التشاور مع محامٍ أو مع الزملاء أجابت لجنة الانتخابات أنّ الطالبة قرّرت بنفسها مع من تتشاور وأنّ اللجنة أوضحت لها ذلك.

وحول سؤالنا إن كان اعتراف الطالبة بلجنة الطلاب العرب التي انتخبت من قبل مئات الطلاب في الكلية يشكّل مخالفة طاعة، أجابت اللجنة أنّه لم يكن أيّ توجّه للجنة في السابق من أجل الاعتراف بهذا الجسم، وأنّه لم تنسب أيّ مخالفة للطالبة بسبب اعترافها في لجنة الطلاب العرب.

التعليقات