زحالقة وزعبي في طوبا: المؤسسة الإسرائيلية مسؤولة بما لا يقل عن المنفذين

"الوزراء الذين يزورون القرية لامتصاص الغضب هم من منع أهالي القرية من التظاهر الاحتجاحي السلمي وهم من يمارسون التحريض ويتسامحون مع حملات التحريض"

زحالقة وزعبي في طوبا: المؤسسة الإسرائيلية مسؤولة بما لا يقل عن المنفذين
"المشكلة ليست في مرتكبي الجريمة النكراء في مسجد النور في قرية طوبا زنغرية، وإنما الأجواء العنصرية التي تتحمل مسؤوليتها المؤسسة الإسرائيلية من خلال التصريحات والقوانين العنصرية، والحماية التي توفرها المؤسسة لمثل هؤلاء الزعران في الاعتداء على المقدسات الأمر الذي يعتبر اعتداء على شعب بأكلمه".
 
بهذه الكلمات وصف النائبان د. جمال زحالقة وحنين زعبي إقدام عناصر اليمين المتطرف على حرق مسجد النور في قرية طوبا، وذلك خلال زيارة قاما إلى القرية.
 
وكان في استقبال النائبين زحالقة وزعبي المئات من أهالي القرية ووجهائها بينهم إمام المسجد فؤاد زنغرية. وتزامن اللقاء بحضور وفد من القضاة يترأسه القاضي أحمد ناطور، كما حضر وفد من الحزب القومي العربي برئاسة محمد حسن كنعان.
 
يذكر أن رئيس مجلس محلي عيلبون سابقا السيد سليمان زريق قد رافق الوفد في الزيارة التضامنية مع أهالي طوبا.
 
 
وعلم موقع عــ48ـرب أن أهالي القرية أكدوا أنهم حاولوا تنظيم مظاهرة في السابعة من صبيحة اليوم الذي أحرق فيه المسجد، إلا أن المئات من أفراد الشرطة، مسلحين بمركبات مزودة بخراطيم المياه لتفريق المظاهرات حضرت إلى القرية ومنعت إجراء المظاهرة السلمية الاحتجاجية.
 
كما تبين أن أهالي القرية حاولوا تنظيم مظاهرة في ساعات المساء من اليوم نفسه، إلا أن الشرطة منعتهم مرة ثانية من التظاهر السلمي. وعلم لاحقا أنه تم إحراق بناية المجلس المحلي في الليلة نفسها، وفي أعقاب ذلك قامت الشرطة باعتقال نحو 16 شابا من أبناء القرية.
 
وعقبت النائبة حنين زعبي على ذلك بالقول إن الوزراء الذين يزورون القرية في محاولة لامتصاص الغضب والتعبير عن إدانتهم لمثل هذه الأعمال هم أنفسهم الذين يمنعون أهالي القرية من التظاهر الاحتجاجي السلمي، وهم أنفسهم من يسمحون للحاخامات بالتحريض ضد العرب، وهم من يمارس سياسة التحريض السياسي، وليس فقط الديني، ضد العرب، وبالتالي فإنهم يتحملون المسؤولية بما لا يقل عن المنفذين الحقيقيين لجريمة حرق المسجد.
 
كما حملت الوزراء المسؤولية عن تربية أجيال من العنصريين الذين ينفذون شتى الاعتداءات على العرب بدءا بحرق المساجد واقتلاع أشجار الزيتون لتصل حد الاعتداء الجسدي وإطلاق النار كما حصل في كلية صفد.
 
واعتبرت النائبة زعبي جريمة حرق المسجد على أنه ليست موجهة للمصلين أو للمسلمين فقط، وإنما ضد شعب بأكمله من خلال إهانة رموزه ومقدساته.
 
من جهته لفت النائب زحالقة إلى ردود الفعل في الإعلام الإسرائيلي مشيرا إلى أنه لو كان الحديث عن حرق كنيس لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن حرق المساجد لا يثير الرأي العام الإسرائيلي، بل يجري طرح ادعاءات بعدم معرفة هوية المنفذين، ومزاعم بوجود خلافات في داخل القرية، ونشر ثقافة تتسامح مع المنفذين، وبالتالي تشجع على تنفيذ الجريمة القادمة.
 
كما لفت في هذا السياق إلى المظاهرة التي شارك فيه أكثر من 20 ألف تونسي احتجاجا على حرق كنيس في تونس، مؤكدا أن الرأي العام التونسي تجند ضد حرق المقدسات ودور العبادة، مقابل صمت الرأي العام الإسرائيلي حيال مثل هذه الجرائم التي تتكرر.
 
وبعد أن وقف النائبان على حالة الغضب الشديد التي تعم أهالي القرية، أكدا على أن المطلوب هو أن تقف الجماهير العربية بكاملها إلى جانب طوبا، وإلى جانب الشبان المعتقلين.
 
 
 
 
 
 

التعليقات