حنين زعبي تقدم شهادتها الأحد: محكمة راسل حول فلسطين تفتتح أعمالها بكيب تاون الجنوب أفريقية

افتتحت محكمة راسل تريبونال، اليوم السّبت، 05.011.2011، الدّورة الثّالثة من أعمالها حول فلسطين، في مدينة كيب تاون، العاصمة التّشريعية لدولة جنوب أفريقيا، وتحاول في هذه الدّورة أن تجيب على مسألة "هل الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تمثل اختراقًا للحظر المفروض على أشكال التمييز العنصري بموجب القانون الدولي؟"

حنين زعبي تقدم شهادتها الأحد: محكمة راسل حول فلسطين تفتتح أعمالها بكيب تاون الجنوب أفريقية

افتتحت محكمة راسل (راسل تريبونال)، اليوم السّبت، 05.011.2011، الدّورة الثّالثة من أعمالها حول فلسطين، في مدينة كيب تاون، العاصمة التّشريعية لدولة جنوب أفريقيا، وتحاول في هذه الدّورة أن تجيب على مسألة "هل الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تمثل اختراقًا للحظر المفروض على أشكال التمييز العنصري بموجب القانون الدولي؟"

تستمرّ أعمال المحكمة ومداخلاتها لثلاثة أيّام، من 5 وحتّى 7 نوفمبر / تشرين ثانٍ، وتضمّ هيئة قضاتها مجموعةً من فقهاء القانون، والخبراء الدوليين، والباحثين في مجال حقوق الانسان والعلوم الاجتماعيّة، وحملة جائزة نوبل، وعلى رأسهم ستيفان هيسيل (94 عامًا)، اليهوديّ النّاجي من الهولوكوست، والّذي ساهم في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك الكاتبة والشاعرة الأمريكية المعروفة، أليس وولكر، والإيرلندية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، ميريد ماغواير.

وتعقد جلسات المحكمة في مبنى المتحف التاريخي في الحي "6"، والذي كان يعتبر منطقة للفصل العنصري بين البيض والسود في ظل حكم نظام الأبرتهايد الذي أسقط عام 1994، بعد نضال طويل من سكان جنوب أفريقيا الأصليين والأحرار في العالم.

وقد افتتح أعمال المحكمة اليوم السبت، المطران الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، المعروف بنضاله الطويل ضد نظام الأبرتهايد، وهو حاصل على جازة نوبل للسلام 1984، وجائزة غاندي للسلام 2007.

حنين زعبي تقدم شهادتها أمام المحكمة: مقارنة بين العرب واليهود في فلسطين، الواقع، والقانون، والحقوق.

وتشارك في جلسات المحكمة، عضوة البرلمان عن التجمع الوطني الديموقراطي، حنين زعبي، والتي ستقدم شهادة حول النظام العنصري في إسرائيل، وسياسات الاضطهاد والتمييز العنصري التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين المواطنين في دولة إسرائيل، وذلك يوم غدٍ الأحد.

وستتطرق زعبي في شهادتها إلى عدد من القضايا المتعلقة بهذه المسألة، وستبين عددا من مظاهر الاضطهاد والتمييز، وقد سلمت للمحكمة قبل انعقادها ورقة من 5500 كلمة، ستكون أساس شهادتها، عنونتها بـ "العرب واليهود في فلسطين: واقع مختلف، قانون مختلف، ومجموعة حقوق مختلفة في المنطقة والدولة نفسيهما".

ومن القضايا التي ستتطرق إليها: التطهير العرقي عام 1948 والسيطرة على أملاك الفلسطينيين، وتعريف إسرائيل دولة يهودية، والتفرقة في الهويات بين العرب واليهود، والتفرقة فيما يتعلق بالأراضي وملكيتها من خلال قوانين محددة، كقانون إدارة الأراضي الاسرائيلية (2009)، وكذلك صياغة فضاء أو حيز يهودي على حساب العربي، وتطهير الوعي، ومثال ذلك وضعية اللغة العربية في إسرائيل وأسماء الأماكن فيها، إضافة إلى سياسات استبعاد العرب من حقول التعليم العالي، والاضطهاد السياسي، واللجوء إلى العنف كوسيلة لنزع الشرعية عن النضال السياسي العربي، ومثال ذلك أحداث أكتوبر 2000، وغيرها من القضايا.

القانوني راجي صوراني: الحق في تقرير المصير وارتكاب جريمة الاضطهاد بحق الانسانية

القانوني راجي صوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان "المركز"، سيقف أمام المحكمة بصفته شاهدًا خبيرًا؛ وسيركز في شهادته على "الحق في تقرير المصير"، وارتكاب جريمة الاضطهاد بحق الانسانية.

ويعتقد المركز الذي يمثله صوراني، أن هناك هناك أدلة وقرائن كافية تشير إلى أن هناك سياسات تقوم بها إسرائيل تعتبر جريمة اضطهاد بحق الانسانية، وهي جريمة تعتبر من أخطر الجرائم، وتثير قلق المجتمع الدولي.

ومما يثير القلق بشكل خاص هو إغلاق قطاع غزة، والحرمان من الوصول إلى العدالة ، وسياسات الاضطهاد التي نفذت ضد السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

ومن تلك الجرائم التي تثير قلقًا لدى المجتمع الدولي، الحصار المفروض على قطاع غزة، والحرمان من الحصول على العدالة، وسياسات الاضطهاد التي نفذت ولا تزال بحق الفلسطينيين الذين يسكنون القدس الشرقية المحتلة.

المحكمة الأولى أنشئت بمبادرة الفيلسوفين راسل وسارتر حول جرائم حرب فيتنام

وتعتبر محمكة راسل (راسل تريبونال) محكمة شعبية مدنية، وهي من بنات أفكار الفيلسوف البريطاني، برتراند راسل، وقد تم تشكيلها لأول مرة في نوفمبر / تشرين ثانٍ عام 1966، بمبادرة الفيسلوفين، البريطاني راسل والفرنسي جون بول سارتر، وذلك كردّ فعلٍ على الجرائم التي ارتكبت خلال حرب فيتنام ولم تعالجها المؤسسات الدولية قانونيا، ولم تحاسب في حينها مرتكبيها.

وقد تألفت لجنة تحكيم محكمة راسل الأولى من 25 شخصية مرموقة، كثير منها من الحاصلين على جائزة نوبل، وعدد آخر من الجوائز العالمية في الحقول الانسانية والاجتماعية.

ردّا على تقاعس المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الاسرائيلية

أما محكمة راسل حول فلسطين، فقد تم إنشاؤها حديثا من مجموعة كبيرة من المواطنين والمدنيين، الذين يسعون إلى تحقيق العدالة والسلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، ويقومون بحملة توعية عالمية لخذا الغرض.

كما جاء إنشاء المحكمة ردّا على تقاعس المجتمع الدولي فيما يتعلق بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني، إنسانا وأرضا، وتتألف لجنة التحكيم في هذه الدورة من: ستيفان هيسيل، وجيزيل حليمي، وروني كاسريلز، ومايكل مانسفيلد، وأنطونيو مارتين، وسينيثيا ماكيني، وأميناتا تراوري، وياسمين سوكا، وأليس وولكر.

أليس وولكر: الظلم الذي يحصل في فلسطين يذكرني بالفصل العنصري والتمييز بجورجيا

وحول مشاركتها في المحكمة عضوا تحكيميا، قالت الشاعرة الامريكية، أليس وولكر، إن لديها اهتماما طبيعيا بالشعب الفلسطيني وقضيته، ذلك أنها ولدت وترعرعت في مكان شهد فصلا عنصرا وتمييزا، وقالت: "زرت فلسطين ثلاث مرات هذا العام، ويذكرني الظلم الذي يحصل هناك  بما عرفته كطفلة نشأت في جورجيا".

وبينت أيضا أنها وزملاءها المحكمين، سيستمعون خلال المحكمة إلى أناس لديهم خبرة بقضايا ومظاهر الفصل العنصري بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وكذلك إلى أناس من جنوب أفريقيا عاشوا تجربة الفصل العنصري وعانوا منها، وستتم المقارنة بين الوضعين.

ريتشارد غولدستون يهاجم المحكمة: لا يوجد فصل عنصري في إسرائيل

هذا وقد أبدى عدد من المؤسسات والأجسام اليهودية استنكارها للمحكمة، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي الصهيوني.

وفي محاولة من دايفيد ساكس، مساعد مدير مجلس النواب اليهود "س. إيه"، للتقليل من شأن المحكمة، قال: يمكن القول باطمئنان إن أحدًا لا ينتظر بفارغ الصبر معرفة نتائج (المحكمة)".

أما القاضي ريتشارد غولدتسون، مؤلف تقرير غولدستون حول الحرب على غزة 2008-2009، فقد هاجم المحكمة عبر صحيفة "نيو يورك تايمز"، مدّعيًا أنه لا وجود لفصل عنصري في إسرائيل.. وأنه ليس ثمة ما يرقى إلى تعريف الوضع في إسرائيل على أنه فصل عنصري.

التعليقات