تواجه النائبة عن التجمع الوطني الديموقراطي، حنين زعبي، هذه الأيام، حملة تحريضية شعواء، يقودها أعضاء كنيست اسرائيليون ينتمون لأحزاب متطرفة، وذلك إثر مشاركتها في "محكمة راسل حول فلسطين"، إلى الحد الذي دفع بالبعض إلى المطالبة بإقالتها من الكنيست، ومقاضاتها، وسحب مواطنتها.
وكانت محكمة راسل قد افتتحت أعمالها أمس السبت بمدينة كيب تاون، العاصمة التشريعية لجنوب أفريقيا، وتستمر حتى غد الاثنين (5 - 7 / 11 /2011)، وقد طرحت زعبي اليوم الأحد، أمام هيئتها التحكيمية والمشاركين، تصورها حول "نظام الحكم السياسي العنصري في إسرائيل".
عتنيئال شنلر يخير فلسطينيي الداخل بين حنين زعبي وجنسياتهم الاسرائيلية
فبعد النشر عن خبر مشاركة زعبي في محكمة راسل، قال عضو الكنيست عن حزب كاديما، عتنيئال شنلر: "لقد آن الأوان لإيجاد وسيلة لسحب مواطنة حنين زعبي منها. إنها لا توفر جهدا لقطع علاقتها مع الدولة، وعلى الدولة أن تستجيب لجهودها. يجب فحص السبل القانونية لسحب جنسيتها بسبب خيانتها للمصالح القومية الاسرائيلية".
وأضاف شنلر أنه على "عرب إسرائيل"، على حد تعبيره، شجب تصرفات حنين زعبي، لأنها بحسب أقواله تؤيد حزب الله وحماس، وقد وصفها "بالتفاحة الفاسدة" التي يمكن الاستغناء عنها.
ووجه شنلر كلامه لفلسطينيي الداخل، مواطني دولة إسرائيل بالقول حول زعبي: "من يدعم هذه المجرمة، يعلن بأنه يرغب بالاستغناء عن مواطنته الاسرائيلية، والانضمام إلى أعداء إسرائيل".
"زعبي لم تطلب موافقة لجنة الآداب على سفرها"
هذا وقدم شنلر شكوى للجنة الآداب في الكنيست ضد حنين زعبي، وذلك لادعائه بأنها لم تقدم طلبا من اللجنة للمصادقة على سفرها إلى جنوب أفريقيا لتقديم شهادتها، اليوم الأحد، خلال جلسات محكمة راسل حول فلسطين.
وكتب شنلر في رسالة شكواه، قبل أن تقوم زعبي بتقديم مداخلتها فعلا بالمحكمة، أن الأخيرة "ستدعي" خلال جلسات المحكمة بأن إسرائيل دولة أبرتهايد، ولذلك يجب أن تفرض عليها عقوبات دبلوماسية، وتجارية وثقافية.
وجاء في رسالة شنلر: "قمت بإجراء فحص وجدت من خلاله أن النائبة زعبي لم تطلب موافقة لجنة الآداب قبل سفرها إلى الخارج وفق ما يملي النظام الأساسي في الكنيست".
وطلب شنلر من اللجنة القيام بفحص خطوة حنين زعبي، وطبيعة الرحلة، ومن يمولها، وبيان الحماية التي يوفره لها القانون في الوقت الذي تسعى فيه ضد دولة إسرائيل، على حد تعبيره.
أكونيس: سأعمل على منع زعبي من الترشح في المرة القادمة
وانضم إلى حملة التحريض كذلك، عضو الكنيست عن حزب "الليكود"، أوفير أكونيس، الذي قال إثر خطاب زعبي أمام محكمة راسل: "إلى هذا الحدّ وكفى! لا يمكن لزعبي أن تستخدم ديموقراطيتنا حتى تغتالها. إنها الآن، وكما في مرمرة، تعمل بعكس ما يمليه قانون أساس الكنيست".
وحول الخطوات التي من الممكن أن تتخذ بحق زعبي، قال أكونيس: "سأعمل من أجل منعها من الترشح للكنيست القادمة".
برلمانيون أوروبيون ورئيس نقابات جنوب أفريقيا يعلنون دعمهم الكامل لزعبي
هذا وفي نهاية اليوم الثاني من مداولات محكمة راسل، أبدى رئيس الجمعيات والمؤسسات المهنية (النقابات) في جنوب أفريقيا، دعما سياسيا كاملة للنائبة حنين زعبي، وقال إنه سيطالب بالرد والدعم الفوريين من حكومة بلاده إثر الحملة التحريضية ضدها.
كما قال برلمانيون شاركوا في أعمال المحكمة، إنهم سيعملون في إطار "اتحاد البرلمانيين الأوروبي" لتقديم الدعم الفوري لحنين زعبي في حال احتاجت لأي مساعدة من أجل ذلك.
أنستاسيا ميخالي: يجب إقالة جمال زحالقة وحنين زعبي من الكنيست
في السياق ذاته، توجهت عضوة الكنيست أنستاسيا ميخالي، من حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يرأسه أفيغدور ليبيرمان، إلى المستشار القضائي لحكومة إسرائيل، المحامي يهودا فاينشطاين، وطلبت منه أن يقيلهما ويحيلهما إلى القضاء، وذلك على خلفية مشاركتهما مؤخرا في أعمال "منتدى إسطنبول الدولي"، حيث التقيا بوزير خارجية تركيا، أحمد داوود أوغلو.
وقالت: "إن مكان زعبي وزحالقة ليس في الكنيست الاسرائيلي، بل في برلمان حماس في غزة"، واصفة إياهم بـ "الطابور الخامس"، كما ادعت أن حنين زعبي "تقوم بأعمال ضد دولة إسرائيل".
وأضافت حول زحالقة: "لقد أبلغ زحالقة الأتراك بأن يفرضوا عقوبات على إسرائيل، و هو وغيره يعملون للقضاء عليها".
كما طالبت ميخالي بإقامة لجنة تحقيق برلمانية لفحص نشاطات أعضاء الكنيست العرب، وقالت: "هناك طابور خامس. هم أعداء الدولة الذين يعملون من داخلها، ويجب العمل على إبعادهما من الكنيست".
داوود أوغلو كان قد وصف زعبي وزحالقة بـ "الأبطال"
يذكر أن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، قال لكل من زحالقة وحنين خلال لقائهما به، إنهما "أبطال"، مضيفا: "وقفتكم الشجاعة في وجه السياسية الاسرائيلية، ومشاركة حنين زعبي في أسطول مرمرة أمور يشار لها بالبنان".
أما زحالقة، فقد قال في مداخلته خلال المنتدى معلقًا على بعض الاصوات التي نادت بترميم العلاقات التركية الاسرائيلية، إن تدهور هذه العلاقات هو تطور ايجابي، لأن الأسوأ هو تطبيع العلاقة مع إسرائيل مع استمرار الاحتلال، والاستيطان، وتهويد القدس، وحصار غزة، والتنكر لحقوق اللاجئين.
محكمة راسل ومنتدى إسطنبول الدولي
يذكر أن هذه هي الدورة الثالثة لمحكمة راسل، وتحاول فيها أن تجيب على مسألة "هل الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تمثل اختراقًا للحظر المفروض على أشكال التمييز العنصري بموجب القانون الدولي؟"
وتضمّ هيئة قضاة المحكمة مجموعةً من فقهاء القانون، والخبراء الدوليين، والباحثين في مجال حقوق الانسان والعلوم الاجتماعيّة، وحملة جائزة نوبل، وعلى رأسهم ستيفان هيسيل (94 عامًا)، اليهوديّ النّاجي من الهولوكوست، والّذي ساهم في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك الكاتبة والشاعرة الأمريكية المعروفة، أليس وولكر، والإيرلندية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، ميريد ماغواير.
أما "منتدى إسطنبول الدولي"، فقد ناقش التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وبضمنها الثورات العربية وعلاقات تركيا بجيرانها، والأزمة في العلاقة بين تركيا وإسرائيل، والإسلام السياسي وغيرها.
وقد اختتمت أعمال المنتدى في مدينة اسطنبول الأربعاء الماضي، 2.11.2011، وشارك فيه العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأكاديمية.
للمزيد حول الموضوع:
حنين زعبي تقدم شهادتها الأحد: محكمة راسل حول فلسطين تفتتح أعمالها بكيب تاون الجنوب أفريقية
http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=86523
داوود أوغلو لزحالقة وزعبي: "أنتم أبطال!"
التعليقات