زحالقة في هارفارد: إسرائيل أمام الخيار: إما يهودية وغير ديمقراطية أو ديمقراطية وغير يهودية

"إسرائيل مضطرة إلى أخذ الموقف الدولي بعين الاعتبار حين تخطط لارتكاب الجرائم، والتضامن الدولي يضع حدوداً لاستعمال القوة، خاصة وأن الكوابح الداخلية قد تضاءلت وضعفت"..

زحالقة في هارفارد: إسرائيل أمام الخيار: إما يهودية وغير ديمقراطية أو ديمقراطية وغير يهودية
دعا النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، إلى تكثيف حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن إسرائيل مضطرة إلى أخذ الموقف الدولي بعين الاعتبار حين تخطط لارتكاب الجرائم، وأن التضامن الدولي يضع حدوداً لاستعمال القوة، خاصة وأن الكوابح الداخلية قد تضاءلت وضعفت، ولم يعد لها تأثير جدي على متخذي القرار في إسرائيل.
 
جاءت أقوال زحالقة هذه خلال محاضرة في كلية الحقوق في جامعة هارفارد، في إطار جولة يقوم بها في الجامعات الأمريكية.
 
تولى العرافة خلال المحاضرة أستاذ القانون دانكين كندي، وحضرها مئات من الطلاب والمحاضرين ونشطاء حركة التضامن. وقد جرى تنظيم الأمسية من قبل منظمة "العدالة من أجل فلسطين" وبرنامج حقوق الإنسان ومنظمات طلابية أخرى في جامعة هارفارد نهاية الأسبوع الماضي.
 
في محاضرته، التي كان عنوانها "تفكيك أساطير الديمقراطية الإسرائيلية"، قال النائب إن السر القذر للديمقراطية الإسرائيلية هو أنها بنيت على أساس الترانسفير، فقد قامت إسرائيل بتهجير معظم الفلسطينيين من ديارهم لخلق أغلبية يهودية تمكن من إقامة "دولة يهودية وديمقراطية"، ولولا التهجير لكانت الأغلبية عربية، ولما كانت هناك دولة يهودية أصلاً، ولولا التهجير لما قامت الديمقراطية الإسرائيلية لأن إقامة دولة يهودية مع أغلبية عربية كانت ستفرض نظام أبرتهايد.
 
ودعا زحالقة في محاضرته إلى التعامل مع النظام الإسرائيلي ككتلة واحدة، فالنظام الذي يحكم اليهود الإسرائيليين وهو نظام "الدولة اليهودية والديمقراطية" ليس مفصولاً عن النظام المفروض على المواطنين العرب في الداخل، وهو نظام "التمييز العنصري"، وهو ليس معزولا عن الأنظمة الإسرائيلية المفروضة على الضفة الغربية وعلى القدس وعلى الجولان وعلى غزة، فكلها نظام واحد وموحد لا يمكن لأحد أن يدعي أنه نظام ديمقراطي.
 
كما استعرض زحالقة خلال كلمته القوانين العنصرية التي مرت في الكنيست في السنوات الأخيرة والتي هي استمرار لمسلسل القوانين العنصرية المستمر منذ إقامة الدولة العبرية. وتوقف زحالقة بشكل خاص عند قوانين المواطنة وقانون منع لمّ الشمل، وعند قوانين سلب الأراضي مثل قانون منع استعادة الأرض من قبل العرب، وقانون مستوطنات الأفراد وقانون لجان القبول وغيرها.
 
 وتساءل زحالقة: "أي ديمقراطية هذه التي تنتج قوانين عنصرية وقوانين منافية للديمقراطية وتسلب الناس أرضهم وتحرمهم من العيش مع عائلاتهم" وأضاف: "إسرائيل أمام الخيار: إما يهودية وغير ديمقراطية أو ديقراطية وغير يهودية!".
 
وشارك زحالقة كذلك في ندوة حول الديمقراطية والقومية، عقدت في إطار المؤتمر السنوي لرابطة خريجي هارفارد العرب. وقال زحالقة خلال مداخلته إن ديمقراطية بدون قومية تعني تفكك الدول والمجتمعات في حالة العالم العربي، وكذلك فإن قومية بلا ديمقراطية وبلا قيم ديمقراطية قد تؤدي إلى تدهور نحو ديكتارتوية وقمع ونزعات فاشية. 
 
وشارك في الندوة بروفسور أليكس ديفال من جامعة تافتس، وبروفيسور إسحاق ديوان من كلية كندي في جامعة هارفارد، والاستاذ بسام حداد من جامعة جورج مايسون، وتولى بعرافة الندوة البروفيسور بول بيران، المحاضر في جامعة هارفارد. 
 
وقد تخلل مؤتمر خريجي هارفارد العرب سلسلة من الفعاليات والمحاضرات والندوات وبضمنها محاضرات لرئيس اللجنة التنفيذية في ليبيا محمود جبريل، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والفائزة بجائزة نوبل والقائدة في الثورة اليمنية توكل كرمان، ووزير خارجية الأردن الأسبق مروان المعشر وعدد كبير من المحاضرين والباحثين والشخصيات السياسية.
 
وأجرى النائب زحالقة لقاءات عديدة مع محاضرين من جامعة هارفارد ومع ناشطي الحركة الطلابية، والتقى بممثلين عن الجالية الفلسطينية في "المركز الثقافي الفلسطيني للسلام" في مدينة بوسطن، المجاورة لجامعة هارفارد. وسيلقى النائب جمال زحالقة محاضرات أخرى في جامعتي ييل (نيو هافن) وكولومبيا (نيو يورك).
 
 
 

التعليقات