مركزية التجمع تجتمع في بئر السبع: دعوة لانجاح الإضراب العام دفاعاً عن النقب!

عبد الفتاح: "التجمع يعمل بكل طاقاته لإنجاح الإضراب والنشاطات الشعبية الأخرى" الزبارقة: "الوحدة الوطنية هي الأساس في تجنيد الناس لمواجهة مخطط برافر"

مركزية التجمع تجتمع في بئر السبع: دعوة لانجاح الإضراب العام دفاعاً عن النقب!

عبد الفتاح: "التجمع يعمل بكل طاقاته لإنجاح الإضراب والنشاطات الشعبية الأخرى"
الزبارقة: "الوحدة الوطنية هي الأساس في تجنيد الناس لمواجهة مخطط برافر"
 
نصرة للنقب العربي المنكوب، ومناهضة لمخطط "برافر" ألتهجيري، نظمت اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي السبت الفائت، جولة ميدانية في منطقة النقب وعقدت جلسة خاصة في مقر المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في مدينة بئر السبع.

استهلت الجولة بزيارة لمرتفع "خشم زنة"، حيث اطلع أعضاء اللجنة المركزية على مشهد منطقة "السياج" والقرى غير المعترف بها. وقدم كل من جمعة الزبارقة، عضو المكتب السياسي للتجمع، والقيادي ألتجمعي الأستاذ حسن نصاصرة، شرحا مفصلاً عن جغرافيا وتاريخ منطقة السياج، التي قامت السلطات الإسرائيلية بتهجير الناس إليها خلال الستينيات لحشر الأهالي في منطقة محددة وإبعادهم عن أراضي آبائهم وأجدادهم. كما استعرض كل منهما التحديات التي يواجهها المواطنين العرب في النقب، من حرمانهم من الحقوق الأساسية وحتى محاولات تنفيذ مخططات الترحيل مرة أخرى.

المواطنون العرب يعيشون على 3% فقط من مساحة النقب

وتوجه أعضاء اللجنة المركزية بعد ذلك لقرية السرة غير المعترف بها، والتي أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم بحق كل منازلها اليت يبلغ عددها 55 منزلاً وتأوي 500 مواطن، وذلك بحجة البناء غير المرخص. وكان في استقبال أعضاء اللجنة المركزية، المربي خليل العمور، رئيس اللجنة المحلية للقرية والذي استعرض قضية النقب عامة ومعاناة المواطنين العرب ونضالهم من اجل الأرض والمسكن على مر السنين، إذ قال:" المؤسسة الإسرائيلية حصرت المواطنين العرب في مثلث السياج بين السنوات 1948-1952، وصادرت أرضهم، المواطنون العرب في النقب يشكلون اليوم نسبة 31% من مجمل سكان النقب ويعيشون على 3% فقط من مساحة النقب الكلية". وأكد العمور أن لجنة برافر جاءت لتنفذ توصيات لجنة غولدبرغ التي أقيمت بادعاء تنظيم وتوطين المواطنين العرب في تجمعات سكنية معترف بها، وأضاف:" لجنة غولدبرغ أوصت بمنح المواطنين العرب أراض بنسبة 8% فقط ونحن رفضنا ذلك، وجاءت لجنة برافر اليوم لتضيق الخناق أكثر علينا وتصادر الأراضي بقرار سياسي، لذلك يجب أن نعمل على ثلاثة مسارات، أولا المسار القضائي الذي يتبناه مركز عدالة، وثانيا التخطيط البديل بغية الاعتراف بالقرى وثالثا، المسار السياسي وذلك من خلال تجنيد أعضاء الكنيست العرب للقضية والعمل على تعبئة الجماهير وتنظيم النشاطات النضالية المختلفة".

عبد الفتاح: "التجمع يعمل بكل طاقاته لإنجاح الإضراب والنشاطات الشعبية الأخرى"

وكانت المحطة الأخيرة في الجولة في مقر المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في مدينة بئر السبع، حيث عقدت اللجنة المركزية اجتماعاً خاصاً حول توصيات لجنة برافر وطرق مواجهتها. ورحب السيد إبراهيم الوقيلي، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، بوفد اللجنة المركزية للتجمع، وأثنى على مواقف الحزب وجهوده لنصرة النقب ونضاله والتصدي لمخطط برافر.

افتتح عوض عبد الفتاح، الأمين العام للتجمع، جلسة اللجنة المركزية قائلا:" نعقد هذه الجلسة، والمقرة منذ الجلسة السابقة لنؤكد على خطورة المخطط، وعلى أهمية تعميق التفاعل مع هذه القضية العربية، وضرورة العمل الجدي والمنهجي على هزيمته."

وأضاف: "النقب كان وما زال منكوبا، ويعاني من أزمات عديدة، عمليات هدم متكررة، إبادة مزروعات وتجريف أراض زراعية، ونهب أراضي، إضافة إلى أوضاع متردية في البنى التحتية والتعليم والخدمات، فالقرى غير المعترف بها تفتقر لأبسط الأمور، مثل الكهرباء والماء والمواصلات. للأسف، ورغم هذا الواقع الكارثي إلا أن النقب لم يحظ باهتمام إعلامي مناسب ولا بما يستحقه من دعم ومؤازرة، وحان الوقت أن نحمي النقب ونشد الرحال إليه. نحن نؤكد أن التجمع يعمل بكل طاقاته لإنجاح الإضراب والنشاطات الشعبية الأخرى للتصدي لمخطط برافر".

وذكّر عبد الفتاح أعضاء المركزية بالخطوات المقرة من قبل لجنة المتابعة والهيئة التحضيرية المنبثقة عنها لإنجاح الإضراب العام والمظاهرة الوطنية أمام مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس بهدف إيصال الخطر الداهم على عرب النقب إلى وعي المواطنين العرب في مناطق الشمال والوسط واستنهاضهم باعتباره خطرا ناجما عن مخطط تصفوي يستهدف ما تبقى من أرض لهذا الجزء من شعبنا وباعتباره جزءا من الاستراتيجية الصهيونية المتمثلة في إتمام الحصار على الأقلية القومية الفلسطينية في إسرائيل وتقويض مرتكزات تطورها الذاتي والطبيعي، وإحكام السيطرة المطلقة والتحكم بمسار حياتها."

وقدم جمعة الزبارقة، عضو المكتب السياسي للتجمع شرحاً مفصلاً عن مخطط برافر عبر عرض محوسب على شاشة القاعة التي عقدت فيها الجلسة. وشمل العرض معلومات وافرة عن المخطط، الذي يهدف الى مصادرة مئات آلاف الدونمات من اصحابها، وإلى تهجير ما يقارب 30 ألف مواطن من قراهم المسماة غير معترف بها. في نهاية عرضه أكد زبارقة على أهمية الوحدة الوطنية، التي هي الأساس في تجنيد الناس للنضال ضد مخطط برافر ودعا الى تكثيف العمل المشترك لكل القوى الوطنية والتجنيد لإنجاح الإضراب والمظاهرة أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس يوم الأحد 11.12.2011.

بعد ذلك جرى نقاش مستفيض شارك فيه عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية، وقال سامي أبو شحادة:" علينا إصدار نشرة حول قضية النقب لإطلاع المواطنين العرب بما يحدث في النقب، فالكثير من الناس لا يعلم عن النقب شيئا، المعلومات ضرورية لتعبئة الناس في المثلث والجليل والمدن المختلطة والنقب بالطبع".

وأضاف محمد سلامة:"كان للجولة فائدة كبيرة، فهي أغنتنا بالمعلومات، التي من الضروري أن تعمم لكشف الواقع المرير الذي يعيشه أهلنا في النقب".

وقال الدكتور رائد غطاس:" نجاح الإضراب مهم جدا، لذلك علينا تجنيد الناس وحثهم على حضور المظاهرة، وان لا نكتفي بإغلاق المحلات التجارية، بل يجب عقد ندوات تحضيرية تطرح قضية النقب وتبحثها لفهم عمق المخطط".

من جهته شدد وائل عمري على ضرورة تكثيف أساليب التعبئة والتوعية، من خلال توزيع المناشير ونصب خيمة اعتصام بمشاركة أهالي النقب، إلى جانب تصعيد الخطوات الاحتجاجية.

أما إياد رابي فقال:" إلى جانب الإضراب ونشاطات الدفاع، يجب أن نضع ونعد برنامج تمكين وتنمية للنقب بمساعدة مؤسسات المجتمع المدني، إعداد مشروع منهجي طويل الأمد لسد احتياجات السكان بالنقب وتنمية تربية تطوعية ووطنية، وان لا تنحصر نشاطاتنا في النشاط الموسمي والطقسي".

وأعلن مراد حداد عن نصب خيمة اعتصام في شفاعمرو تضامنا مع أهالي النقب، إذ قال:" مشاهدة واقع النقب المؤلم عن قرب يدفعنا للتحضير والاستعداد للنضال بشكل مدروس، فالخيمة التي سننصبها عشية الإضراب العام ستكون بمشاركة أهلنا من النقب وستكون بمثابة مقرا لتجنيد المتظاهرين والمتضامنين وشحذ الهمم قبل الإضراب".

مخطط "برافر" يهدف إلى إغلاق ملف النقب

وأشارت النائبة حنين زعبي في حديثها قائلة:" بهذا المخطط تريد الدولة إغلاق ملف النقب نهائيا، وليس التصعيد فقط، من جهة ثانية نلمس تصعيداً ووحدة في النضال من قبل المواطنين العرب في النقب وهذا سينجح النضال. علينا العمل على مستويين وهما التوعية العامة والتنظيم للمظاهرة والنشاطات الشعبية الأخرى، خاصة وان الحكومة تسارع بالمصادقة على القوانين والمخططات العنصرية المعادية للعرب، وهي مقتنعة انه لن يكون هنالك أي هبة وردة فعل قوية في الشارع العربي. لذا علينا إعلام وإطلاع المواطنين وكافة شرائح المجتمع على مخاطر مخطط "برافر" واقترح توزيع نشرة في المدارس باسم أسبوع النقب. التعبئة الجماهيرية المكثفة كفيلة بإنجاح النضال".

وقال النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية:" نحن أمام أهم معركة للجماهير العربية في المرحلة الراهنة، لذا يجب أن نضع إستراتيجية نصر ونعمل وفقها، وهدفنا هو إفشال مخطط برافر وليس الاكتفاء بالاحتجاج عليه. نحن إمام معركة مفصلية لا تقل أهمية عن معركة يوم الأرض، وكحزب يجب أن نقوم بحملة توعية وتعبئة وتحريض وتجنيد طاقات والرسالة هي أن الأرض في النقب في خطر ويجب المشاركة في النضال والخروج للتظاهر لنصنع يوم ارض جديد".

في نهاية الجلسة اتخذت اللجنة المركزية سلسلة من القرارات الخاصة بمعركة الدفاع عن الأرض العربية في النقب وعن الوجود العربي فيه. ودعت اللجنة المركزية كوادر وفروع التجمع إلى العمل على أنجاح الإضراب يوم 11.12.2011، والمظاهرة القطرية في القدس في نفس اليوم. كما قررت اللجنة المركزية المشاركة في كل النشاطات الجماعية تحضيراً للإضراب وتنظيم ندوات ومحاضرات وتوزيع مواد خاصة بمخطط برافر والاوضاع في النقب في اطار الاستعدادات لانجاح الاضراب العام، الذي اعلنته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.



 

التعليقات