بيان من مراد حداد لوسائل الإعلام حول افتراء التهجم على زوجة رئيس بلدية شفاعمرو

مصطفى طه: شخصنة الموضوع محاولة بائسة ويائسة لحرف النقاش الدائر على المستوى المحلي عن مساره الحقيقي، لأن الصراع معه هو سياسي

بيان من مراد حداد لوسائل الإعلام حول افتراء التهجم على زوجة رئيس بلدية شفاعمرو

حداد (من اليمين) مع متهمي شفاعمرو

في أعقاب المزاعم وافتراء التهجم على زوجة رئيس بلدية شفاعمرو، أصدر عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي مراد حداد بيانا، جرى تعميمه على وسائل الإعلام اليوم الاثنين، أكد فيه على أن تراكم الفضائح على نهج رئيس البلدية ناهض خازم دفع بالأخير إلى هذه الفرية.

كما أكد حداد على أن افتعال هذه القضية المفبركة هي محاولة لإنقاذ واقع ناهض خازم الاجتماعي والسياسي الذي وصل إلى الحضيض خصوصًا بعد استقبال وزير الأمن الداخلي في ذكرى النكبة وارتباطه بمشروع الخدمة الوطنية الإسرائيلية الذي سبق وأن تعهد حداد بفضحه وفضح الأسماء المتجندة للمشروع من داخل دار البلدية وغيرها من المؤسسات وذلك في موقع عــ48ـرب قبل افتعال القضية بأربعة أيام.

وأشار البيان إلى أن تراكم الفضائح في الأسابيع الأخيرة على نهج ناهض خازم، والتي كان حداد محركًا أساسيًا لفضحها أفقده صوابه على ما يبدو، وكان آخرها قطع الكهرباء عن خيمة اعتصام التضامن مع الأسرى التي نُصبت في ساحة البلدية، إغلاق قاعة "أشكول بايس" لمنع تنظيم حفل يرصد ريعه لمتهمي شفاعمرو، وعدم التزام لجنة التخطيط والبناء التي يرأسها ناهض خازم بقرار الإضراب في ذكرى النكبة، وغيرها الكثير، وأمام عجزه من مواجهة واقعه المرير اختار السقوط الى الدرك الأسفل بمثل هذا الافتراء. بحسب البيان.

وجاء في البيان "ناهض خازم يدرك تمامًا أن أخلاقنا الوطنية تحتم علينا أن ندافع عن زوجة رئيس البلدية، أو زوجة أو أخت أو أم أي مناهض سياسي لنا، فيما لو تجرأ أحد على المسّ بإحداهن، فكيف يقبل ضميركم هذا الافتراء الكاذب؟!". وفي هذا السياق أشار حداد إلى حقيقة ما حصل على أرض الواقع بالقول "وزعت المعارضة بيانًا يوم السبت 2012/05/19 في دوار البلدية تحت عنوان "لا لصهينة شفاعمرو"، وخلال التوزيع لفت انتباهنا أن سيارة جيب رئيس البلدية تقف بشكل فوضوي في الشارع فالتقطنا لها صورة، ولم نكن نعرف أن زوجة رئيس البلدية هي التي تقودها. في هذه الأثناء خرجت زوجة رئيس البلدية من الصيدلية المجاورة وأخذت تصرخ وتقول: "صوروني أنا كمان". تجاهلنا كلماتها، وكل ما قيل غير هذا كذب وافتراء".

وأشار حداد في بيانه إلى أنه تم تقديم طلب رسمي للشرطة منذ اللحظة الأولى لفحص كاميرات التصوير الموجودة في المكان، وإجراء فحص بواسطة جهاز كشف الكذب (البوليغراف)، واستدعاء شهود عيان تواجدوا في المكان لإظهار الحقيقة.

وأضاف البيان أن "افتعال القضية المفبركة هذه، ومحاولة تضخيمها وإخراجها عن سياق الصراع السياسي المشروع، وتصرف رئيس البلدية بعقلية البلطجية دون اعتبار لموقع مسؤوليته كرئيس بلدية مهمته الأساسية احتواء الشر، لا صب الزيت على النار بهدف الكسب الرخيص على حساب إحراق البلد، تعبر عن تصرف صبياني غير مسؤول".

وعليه، أضاف البيان، وإزاء التصرف اللامسؤول هذا لرئيس البلدية، وافق حداد على عرض الشرطة بالخروج من البلد لمدة ثلاثة أيام لوأد الفتنة بـ"دافع المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تجرد منها ناهض خازم بالكامل للأسف بهدف الكسب الرخيص آنيًا جاهلاً النتائج المدمرة على الأمد البعيد".

وقال حداد إن "ناهض خازم يدرك تمامًا أننا في التجمع الوطني الديمقراطي نحمل مشروع تحدٍّ أمام المؤسسة الحاكمة وما قبلنا المساومة أو الرضوخ تحت أي ضغط، وما كانت قوة بأضعاف حجم ناهض لتخرجنا من البلد لثانية واحدة، وخرجنا طوعًا حرصًا على البلد التي لا يراها ناهض إلا من خلال كرسي عرشه المهتزّ".

واعتبر حداد أن مؤامرة إخراجه من البلد لمدة ثلاثة أيام تعني أن "ناهض خازم أخرج نفسه من دار البلدية إلى الأبد، والأيام بيننا... وبئس الرعد الذي لا يليه المطر". بحسب البيان.

وبينما تساءل عن صمت لجنة الصلح المحلية المقربة من رئيس البلدية، أكد على أنه "يخطئ من يظن، وعلى رأسهم رئيس البلدية، أننا نقبل بالمساومة بهدف إسكات صوتنا الفاضج لنهجه المفضوح تحت عنوان "صلحة عرب" كما أراد وخطط، وصراعنا كان ولا زال سياسيًا بامتياز ولن يستطيع ناهض خازم أو غيره جرّنا الى غير هذه الساحة مهما افتعل من افتراءات مقززة بهدف إنقاذ أنفاسه الأخيرة كرئيس للبلدية".

ودعا البيان كافة قوى المعارضة إلى التوحد أمام هذا النهج البلطجي لإنقاذ البلد من عقلية مغامرة لا ترى بالناس أكثر من أرقام في سجلات الناخبين، وطالب القوى والأشخاص الداعمين لناهض أن تكبح جماح غروره قبل أن يحرق البلد بعد أن اكتشف أن مستقبله السياسي احترق منذ زمن إلى غير عودة.

واختتم البيان بالتأكيد على أن شفاعمرو قلعة وطنية شامخة بأهلها ولن يستطيع أحد تشويه تاريخها أمام المراهنة اللامحسوبة على مستقبلها مهما تعددت الوجوه المستعارة بغض النظر عن ألوان القبّعات".

مصطفى طه: محاولة بائسة ويائسة لحرف النقاش المحلي عن مساره الحقيقي


وفي تعقيبه لموقع عــ48ـرب، قال نائب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مصطفى طه إن شخصنة الموضوع بهذا الشكل المسيء هو محاولة بائسة ويائسة من طرف ناهض خازم لحرف النقاش الدائر على المستوى المحلي عن مساره الحقيقي، لأن الصراع معه هو سياسي بامتياز ونابع من سلوكه كرئيس للبلدية لا كشخص، خصوصًا وأن شفاعمرو لها دورها الهام في حياة فلسطينيي الداخل، إضافة لكونها ثالث بلدية عربية من حيث تعدادها السكاني، وعليه فإن مواقف وسلوكيات من يقف على رأسها هام جدًا بالمنظور الوطني لشعبنا أو المنظور الحكومي الرسمي.

وأضاف أن اختيار ناهض خازم للقاء "وزير الأمن الداخلي" في ذكرى يوم النكبة بالذات رغم إعلان الإضراب العام في هذا اليوم لم يكن محض صدفة، والرسالة التي أراد يتسحاك أهرنوفيتش إيصالها وصلت، وأسهم ناهض خازم في إيصالها بشكل مستفز للمشاعر الوطنية عمومًا.

وقال طه "تابعت تفاصيل القضية من بدايتها، وجلست مع العشرات وتقصيت الحقائق وحاولنا منذ اللحظة الأولى كحزب ألا تخرج الأمور عن سياقها، وأسهمنا طيلة ليلة يوم السبت الماضي مع الكثير من الأصدقاء والحلفاء ورفاق الحزب وقيادة الحزب على حصر الموضوع، وتهدئة النفوس في الطرف الذي نؤثر فيه، وعليه تشاورنا مع الأخ مراد حداد ووافقنا على خروجه من البلد لثلاثة أيام، مع ما فيها من ظلم، لا إدانة لمراد بل لأننا أدركنا أن خطوة كهذه ستسهم في إخماد الحريق الذي تمنى البعض امتداد لهيبه للأسف، وفيما لو اتضح لنا كحزب بعد الفحص الميداني الذي أجريناه أن الرفيق مراد قد أخطأ فعلاً بحق زوجة رئيس البلدية لما ترددنا للحظة بتقديم الاعتذار لأننا نفصل تمامًا ما بين السياسي والاجتماعي، ونربي أجيالنا على ذلك باستمرار ولا نقبل الانزلاق الى مثل هذه المستويات قناعة بها لا إرضاءً أو خوفًا من أحد".

وأضاف: "الرفيق مراد حداد هو عضو مكتب سياسي في التجمع الوطني الديمقراطي ومحاولة زج اسمه بهذا الشكل المسيء هو إساءة بحق الحزب بأكمله، ولا نسمح بهذا المسّ تحت أي ظرف، والرفيق مراد هو من فرض قضية متهمي شفاعمرو على جدول أعمال الجماهير العربية بقرار ودعم المكتب السياسي، وكان محركها الأساسي، في حين تنصلت البلدية وبعض القوى السياسية الأخرى. ونرفض أن يزجّ اسمه بهذا الشكل المسيء، وسنفشل أي محاولة لحرف الصراع عن مساره السياسي، والسياسي فقط".

وقال أيضا "لا ننكر أننا نشكل المحرك الأساس كتجمع وتحالف وقوى المعارضة الأخرى في فضح ممارسات إدارة البلدية عن المستويين السياسي والإداري، وهذا واجبنا كمعارضة، وبهذا نشكل فرامل حقيقية أمام محاولات الانزلاق الخطيرة، وما أكثرها".

واعتبر طه أن هذا الحراك الشعبي اليومي يقلق ناهض خازم وإدارته، وسنبقى كذلك، لا بل ستضاعف المجهود لإيجاد أكبر نقاط تقاطع مشتركة على مستوى القوى الشفاعمرية التي أيقنت اليوم أن إسقاط ناهض خازم عن رئاسة البلدية في الانتخابات القادمة أصبح مؤكدًا لضرورته، ومن يراجع البرنامج الانتخابي لناهض خازم في الانتخابات السابقة يدرك كم هو حجم التناقض الكامن بين ما وعد وبين الممارسة الحقيقية قولاً وعملاً.

وأنهى طه بالقول: "مع هذا سنضع كامل طاقتنا من أجل وضع القضية في سياقها الصحيح، وإيجاد الحل الذي لا يخرج النقاش عن سياقه السياسي المشروع، والمطلوب كحق وواجب في آن وتبيان الحقيقة، ونحن نصرّ على فحص كاميرات المراقبة في المكان والتوجه لجهاز كشف الكذب (بوليغراف) واستدعاء شهود العيان. ونحن في التجمع رفضنا منذ اللحظة، قولاً وممارسة، مقولة الغاية تبرّر الوسيلة لأن الغايات النبيلة لا تدرك بغير الوسائل الشريفة والخطوط الحمراء العريضة التي وضعناها لأنفسنا على المستويين القطري والمحلي لا نقبل بتخطيها سياسيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا تحت أي ظرف".


 

التعليقات