صمتك = تصريح قتل: إذا كان السلاح هو الحل فلتتسلح النساء

ما يحدث في الرملة واللد هو نكبة نساء.. نكبة مجتمع ونكبة وطن: نسرين مصراتي وأمل مصراتي وأمل خليلي ونادية أبو عامر وسارة أبو غانم وسوزان أبو غانم وحمدة أبو غانم وخديجة جاروشي وياسمين أبو صعلوك وسارة مغربي وخولة المدهون....

صمتك = تصريح قتل: إذا كان السلاح هو الحل فلتتسلح النساء

نحن مجموعة نشيطات ونشطاء من الرملة واللد ننعي بمزيد من الحزن والأسى المأسوف على شبابها المرحومة نسرين مصراتي ابنة الـ 26 ربيعاً، وهي أم لطفلين 4 أعوام و6 أعوام، جرّاء إطلاق النار عليها وسط الشارع في قرية كفر ياسيف صباح 28 أيار 2012.


يذكر أن المغدورة نسرين من سكاّن مدينة الرملة كانت قد تركت البيت أو بالأحرى هربت من البيت جراء العنف الموجّه ضدها ولجأت لإحدى الملاجئ طلبا لأمنها وأمن أولادها. عامان من الأمل والعمل لبناء حياة إنسانية كريمة محتملة.


لكن يد الغدر طالتها كما طالت شقيقتها أمل مصراتي في العام 2006 أيضا رميا بالرصاص، وتركت وراءها طفلين. وفي نفس اليوم الذي قتلت فيه أمل توفيت أمها أثر سماعها الخبر.


لن نذكر هنا بنات الأعمام والعمات اللاتي تم تصفيتهن أيضاً (لكي لا نبدو دراميات نميل إلى اللطم والبكاء).
ربما لو أردنا كتابة قصّة تراجيدية خيالية لن نجد أقسى من هذه الأحداث، لكننا عند قراءتها وعلى الرغم من حزننا نعلم أنها خيالية لكننا بحاجة لذرف الدموع أحياناً لنخفف من وطأة أيامنا الشاقّة المحملة بالمسؤوليات والالتزامات.


لكن كيف نواجه هذا الواقع الخالي من الخيال ومن المجاز. ما يحدث في الرملة واللد هو نكبة نساء، نكبة مجتمع ونكبة وطن.
هي نكبة نساء لأنه وخلال الأعوام العشرة الأخيرة قتل العشرات من النساء في الرملة واللد وحدها، هي نكبة نساء لأن المئات من النساء في هاتين المدينتين يعشن تحت العنف والتهديد. هي نكبة النساء لأن الملجأ والمأمن ليس آمناً، هي نكبة نساء لأن من تريد حماية نفسها في هذه البلد عليها أحيانا اللجوء إلى دولة أخرى بعيدة على قدر المستطاع. هي نكبة نساء لأنها تهجير للنساء من بيتها وبلدها ووطنها ومن حياتها.


ونحن إذ ندين هذه الجريمة أشدّ إدانة، لا نراها انعكاسا للتقاليد وللعادات، ولا تعكس إرادة مجتمع أو أغلبية، إنما هي جريمة تقف وراءها أقلية من المجرمين تبحث عن القوّة والسيطرة بواسطة بث الإرهاب والرعب.


هي جريمة تعكس انحطاط القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية وتتنافى مع قيم الدين والأعراف.


لكن الصمت على هذه الجرائم بمثابة مشاركة فيها، الصمت على هذه الجرائم تصريح للقتل القادم وهو ما يجعل هذه الأقلية أكثرية.
هذا في حين ترى الشرطة خلاصة دورها في وصف ساحة الجريمة وتحليل المجتمع الذي "يريد هذه الجرائم" فهي من شيمه، ثم المسار المعلوم سلفاً "التحقيق لا زال جارياً، ثمّ بعد عامين إغلاق الملف لعدم أهميّته للرأي العام".


نسرين مصراتي وأمل مصراتي وأمل خليلي ونادية أبو عامر وسارة أبو غانم وسوزان أبو غانم وحمدة أبو غانم وخديجة جاروشي وياسمين أبو صعلوك وسارة مغربي وخولة المدهون....
واو العطف استعملت عمداً والقائمة جزئية احتسابا لقدرة القارئ على التحمّل.


مقتل نسرين مصراتي وأخواتها وصمة عار في جبين المجتمع والوطن والإنسانية والرجولة المتخيّلة.
نقول وبأعلى صوتنا:
• لا لقتل النساء في الرملة واللد وفي كل مكان
• لا للعنف ضد النساء
• نعم لمحاكمة المجرمين ومعاقبتهم بأقصى العقوبات
• لن نخضع لهذا الإرهاب
• نطالب الشرطة بأخذ دورها في التحقيق الجدي وتقديم المجرمين للعدالة
• نطالب جميع الأحزاب والمؤسسات الوطنية أن تعمل وبشكل فوري على مناهضة ظاهرة العنف ضد النساء كافة وفي الرملة واللد على وجه الخصوص


مناهضة العنف ضد النساء هو مطلب وطني ومسؤولية وطنية وعليه أن يكون على رأس سلم الأولويات.
التحرّر الوطني والقومي يمرّ من بوابة تحرير النساء ونكبة النساء هي نكبة مجتمع ووطن.

نتوجّه إلى كل امراة وفتاة تعاني من العنف والتهديد: لا تنتظري دورك لتكوني الضحية القادمة، من حقّك حماية نفسك وبكافة الوسائل في ظل هذا التقاعس وليس من حق أحد مهما كان أن يضع حدا لحياتك.

نعم للعمل جميعا وأخذ دور فعّال لاجتثاث هذه الظاهرة، ولكي تعود المدينة للمدينة.
 

التعليقات