قام النائبان جمال زحالقة وحنين زعبي عن التجمع الوطني الديمقراطي بزيارة ميدانية لقرية جسر الزرقاء، القرية العربية الوحيدة على شاطئ البحر. استهلت الزيارة بجلسة عمل جمعتهما برئيس المجلس المحلي السيد عزالدين عماش، ومديري الأقسام، وسكرتير ومهندس المجلس.
واستعرض الرئيس المجلس عزالدين عماش، خلال الجلسة اوضاع القرية الحالية والمخططات التطويرية والمشاريع العمرانية المستقبلية المتواجدة في مراحل التصديق لدى الجهات والوزارات المعنية، اضافة للميزانيات التي تم رصدها لهذه المشاريع، وذكر عماش مميزات القرية السياحية والجغرافية وموقعها الإستراتيجي مثل شاطئ البحر والمواقع الاثرية ونهر واد الزرقاء، وقربها من الطرقات الرئيسية، وهي مقومات من الممكن استثمارها للنهوض بالقرية. وتطرق ايضا لموجة العنف الاخيرة التي اجتاحت القرية في ظل تقصير الشرطة وتجاهلها لأمن وسلامة السكان.
وتحدث مهندس المجلس يعقوب جربان، وقدم الذي قدم شرحا وافيا عن قضايا المسكن والتخطيط والبناء، مشيرا الى الازمة السكنية والاكتظاظ الذي تعانيه القرية بسبب قلة الاراضي وعدم توسيع مسطح القرية منذ سنوات. وتطرق جربان الى المخططات التطويرية مثل الخريطة الهيكلية المتواجدة في مراحل مصادقة وتخطيط متقدمة والتي ستلبي احتياجات القرية حتى عام 2030، تطوير الشريط الساحلي وقرية الصيادين بنمط عصري وحديث، ازاحة الشارع السريع رقم 2، شق شبكة طرقات داخلية، وأشار الى وجود قضايا عالقة مثل عدم توسيع وتطوير الطريق المزرية المؤدية للقرية من شارع 4 حيفا-تل ابيب القديم، والبيروقراطية والمماطلة في اصدار تراخيص بناء للمواطنين وفرض شروط تعجيزية وغرامات باهظة وحتى تقديمهم للمحاكمة مرارا وتكرارا وغيرها، وطالب جربان النائبين زحالقة وزعبي بالتدخل في قضية ربط قرابة 400 بيت بدون ترخيص بشبكة الكهرباء ومحاولة حل هذه المشكلة المستعصية.
وقدم مدير قسم المعارف، علي عماش معطيات عن جهاز التربية والتعليم في البلدة، وعرض نبذة عن البرامج التربوية التي يطبقها المجلس المحلي بالمدارس بغية تحسين اوضاع ومستوى التعليم في ظل النقص في الغرف التدريسية والمختبرات وسوء المناخ التربوي والبنى التحتية في بعض المدارس القائمة منذ خمسة عقود. كما وتحدثت السيدة نجلاء عنبوسي- نجار، مديرة قسم رياض الاطفال والبساتين عن اهمية ادخال برامج جديدة مثل برنامج النويديات، وقدم الاستاذ عبدالرؤوف جربان لمحة سريعة عن المدرسة التكنولوجية والمساقات التعليمية.
وقال النائب جمال زحالقة:"كتلة التجمع تتابع قضايا جسر الزرقاء في السنوات الأخيرة، وتقييمنا أن البلد يعاني من مشاكل صعبة جداً على كل المستويات، لكن وفي نفس الوقت لديه المقومات البشرية والسياحية والبيئية التي يمكن استثمارها للنهوض بالبلد."
وأضاف زحالقة: "نحن نطلقها صرخة من جسر الزرقاء: لا يعقل ان تكون شوارع البلدة بحالة مهترئة وقسم كبير منها غير معبد اصلاًً, ولا يعقل استمرار الاوضاع الاقتصادية الصعبة بهذا الشكل. اكثر ما يميز سياسة السلطة تجاه جسر الزقاء هو الاهمال المقصود والمتواصل. نحن بصدد إثارة قضايا جسر الزرقاء في البرلمانالكنيست، ويقوم فرع التجمع بحشد الاهالي وتنظيمهم للدفاع عن حقوقهم."
وشددت النائبة حنين زعبي في حديثها على تعليم وعمل النساء، حيث قالت في تعليقها على الزيارة:" ان نسبة عمل النساء في الجسر مرتفعة جدا، اذ تصل لقرابة 52% مقارنة مع متوسط نسبة عمل المرأة العربية الذي يصل الى 22 %, لكن معظمهن يعملن في مهن متدنية الراتب، والمتطلبات العلمية والتقنية، مما يجعل مساهمتهن في الخروج من دائرة الفقر ضعيفة، وما علينا عمله هو تطوير كفاءات مهنية، عن طريق تطوير مستوى التعليم ومجالات التخصص أولا، وعن طريق تطوير مبادرات سياحية داخل القرية ثانيا، وعن طريق ربط الأيدي العاملة بسوق العمل المتطور والقريب من البلدة ثالثا، وعن طريق ربط البلدة بمبادرات صناعية وسياحية تلائم احتياجات وإمكانيات جسر الزرقاء".
بعد الجلسة خرج النائبان بجولة ميدانية لشاطئ السباحة المرخص وقرية الصيادين، واستمعا لمطالب الصيادين واحتياجاتهم والمشاكل التي تواجههم، كانعدام ابسط الظروف في الميناء مثل كاسرالامواج وخدمات أخرى، فضلا عن الاجحاف الذي يعانونه من قبل السلطات التي تمنعهم من ترميم مخازن الصيد وتفرض عليهم الضرائب ورسوم التراخيص من جهة وتتنكر لحقوقهم في حال تعرضت معداتهم وقواربهم لأضرار نتيجة العواصف او البحر الهائج.
من ثم تجول النائبان في احياء وشوارع القرية وشاهدوا عن كثب الواقع الصعب والمتردي الذي يعيشه السكان، واختتمت الزيارة بلقاء كادر فرع التجمع الوطني في القرية والذي عقد في بيت الدكتور باسم جربان، رئيس الجالية الفلسطينية في جنوب إيطاليا والمتواجد في زيارة للبلاد.
التعليقات