معطيات خطيرة حول معدلات الإصابة بالسرطان في كفركنا والرينة والمشهد

يستدل من المعطيات أن معدل الإصابة في قرى الرينة والمشهد وكفركنا يفوق المعدل العام بنحو 40%

معطيات خطيرة حول معدلات الإصابة بالسرطان في كفركنا والرينة والمشهد

تشير المعطيات الرسمية التي حصلت عليها جمعيّة الجليل للبحوث والخدمات الصحية إلى ارتفاع معدلات الإصابة في أمراض السرطان في القرى العربية كفركنا والرينة والمشهد في السنوات الأخيرة بما يفوق المعدلات القطرية العامة. حيث يستدل من المعطيات أن معدل الإصابة في تلك البلدات يفوق المعدل العام بنحو 40%. حيث سُجلت، على سبيل المثال، في كفركنا 16 إصابة بالسرطان عام 2007، وفي العام 2009 تم تسجيل 36 إصابة جديدة، وفي نفس العام سجلت في المشهد 10 إصابات وفي الرينة 17 إصابة.

هذه بعض المعطيات التي قدمت خلال اليوم الدراسي الذي عقده قسم الحقوق الصحية في جمعيّة الجليل خلال اليوم الدراسي الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في كفركنا بمشاركة اللجان الشعبية في البلدات أعلاه ولجنة وقف الروم الأرثوذوكس. فلقد شهدت بلدات الرينة والمشهد وكفركنا في الآونة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الوفاة نتيجة الإصابة بمرض السرطان.

افتتحت اليوم الدراسي وأدارته المحامية لينة أبو مخ-زعبي مديرة قسم الحقوق الصحية في جمعيّة الجليل. ثم تحدث كل من السادة رضوان حسن ممثل اللجان الشعبية في البلدات الثلاث، نبيل أبو داهود ممثل عن اللجنة الشعبية في كفركنا وعادل عبد النو ممثل عن لجنة وقف الروم في كفركنا. حيث أكد كل منهم على أهمية الاستمرار في النضال ضد سياسات الحكومة "التي حوّلت بلداتنا إلى مكب للنفايات دون الاهتمام بالإنسان وصحته"، وعلى دور السلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني في رفع الوعي والمرافعة القانونية من أجل العدل البيئي.

بعد ذلك استعرضت المحامية أبو مخ زعبي المعطيات الرسمية حول الإصابات في مرض السرطان في تلك البلدات كما تم الحصول عليها من مسجل السرطان القومي في وزارة الصحة. وبناء على الاحصائيات الرسمية فإن مرض السرطان يتسبب بربع حالات الوفاة في إسرائيل، وأنه يتم في كل عام تشخيص 26 ألف حالة سرطان جديدة في إسرائيل،/ ليصبح بذلك (منذ العام 1999) المسبب الأول للوفيات في إسرائيل.

هذا ويتضح أن نسبة الإصابة بالسرطان في البلدات الثلاث وفقا للمعطيات الرسمية وحسب الجنس فهي كما يلي: في المشهد 292.6 لكل مائة ألف مواطن بين الرجال، 239.8 لكل مائة الف بين النساء؛ في الرينة 217 لكل مائة الف بين الرجال، 164.5 لكل مائة الف بين النساء؛ في كفركنا 289.6 لكل مائة ألف بين الرجال، 169.1 لكل مائة الف بين النساء.

ثم كانت المداخلة لأخصائي أمراض السرطان د. سالم بلان مدير قسم السرطان في مستشقى العائلة المقدسة في الناصرة ومدير قسم سرطان الرأس والحنجرة في مستشفى رمبام. حيث قدّم مداخلة علمية حول أنواع السرطان وطرق الوقاية والعلاج واحتمالات الشفاء. وأكد أن احتمالات الشفاء في إسرائيل والبقاء على قيد الحياة لمدة أكثر من خمس سنوات على الأقل لدى المصابين تبلغ 61% لدى الرجال و 67% لدى النساء.

وحول مسببات مرض السرطان قال د. بلان إن 30% منها تعود إلى التغذية، 30% عوامل الوقاية، و 5% الرياضة، ونسب قليلة جدا بسبب الفيروسات. كما قدم العديد من المعطيات حول أنواع السرطان المختلفة، أسبابها وطرق علاجها. مما يعني أن 65% من المسببات تتعلق بالعوامل الذاتية. وبعد التأكيد على أهمية التوعية والتغذية السليمة وممارسة الرياضة أكد أن المصانع في المنطقة تشكل هي الأخرى مسببا لأمراض السرطان، وأن المواد السامة المنبعثة منها تصل إلى البلدات العربية المجاورة وليس إلى البلدات اليهودية.

بعده تحدث السيد  شربل سرور مدير التمريض في عيادة "كلاليت" في طرعان، والمختص بالصحة الجماهيريّة. والذي قدّم مداخلة عن أهمية التغذية السليمة ودورها في الوقاية من السرطان. مؤكدا على أهمية أنواع الطعام التي نتناولها، كميتها وكيفية تناولها. وأكّد على أهمية تناول الحبوب،  يليها الخضار والفاكهة، وضرورة التقليل من تناول اللحوم، وخاصة اللحم الأحمر.

في نهاية اليوم الدراسي تحدث السيد بكر عواودة مدير عام جمعية الجليل، وقال إن هدف اليوم الدراسي توفير المعلومات الدقيقة بعيدًا عن الإشاعات والتهويل. كما أكّد على أهمية عامل التثقيف والتوعية والعودة إلى تراث الغذاء الفلسطيني الذي اعتمد على البقوليات في الأساس. كما تطرق إلى ضرورة العمل في مسار المرافعة القانونية لتوفير العدالة البيئية وأهمية منالية خدمات الرعاية الصحية للمواطنين العرب، وخاصة للنساء.

وفي الختام أكد الحضور على أهمية إجراء بحث علمي حول مسببات السرطان في البلدات الثلاث، والتعاون بين السلطة المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والمدارس بهدف التوعية والتقيف. كما أكد الحضور على ضرورة الاستمرار في النضال الشعبي.


 

التعليقات