المرحوم عزيز شحادة: شخصية وطنية لم تتوان يومًا في النضال والعطاء

شيعت جماهير غفيرة من الناصرة والقضاء، أول أمس الاثنين، 10.06.2013، جثمان طيّب الذكر، والشخصية الوطنية، ابن الناصرة، المحامي عزيز محمد شحادة (أبو معاوية).

المرحوم عزيز شحادة: شخصية وطنية لم تتوان يومًا في النضال والعطاء

شيعت جماهير غفيرة من الناصرة والقضاء، أول أمس الاثنين، 10.06.2013، جثمان طيّب الذكر، والشخصية الوطنية، ابن الناصرة، المحامي عزيز محمد شحادة (أبو معاوية). ووفاءً للرجل ونضالاته وعطائه، ننشر المحطات المركزية في سيرته، كي تتعرف إليه الأجيال، فهو نموذج للفخر والاعتزاز.

الحركة الطلابية في الجامعة العبرية

انخرط المرحوم منذ صغره في العمل الوطني، كان نشيطًا في صفوف الحركة الطلابية في الجامعة العبرية بالقدس وأحد القياديين في لجنة طلابها.

وهو من مؤسسي "جبهة الناصرة الديمقراطية" في سبعينيات القرن الماضي، ولعب دورًا هامًّا في تأسيس العديد من الحركات الشعبية والوطنية، وكتب دساتير بعض منها. شارك مع نخبة من الوطنيين في تأسيس جمعية "أنصار السجين" دفاعًا عن أسرى  الحرية، ضحايا القمع والاحتلال.

من مؤسسي "الحركة التقديمة"

عمل بموجب قناعاته، لم يداهن ولم يتملق، وحين توصل إلى استنتاجات تقتضي اتخاذ قرارات حاسمة على صعيد العمل البلدي، القطري أو السياسي، لم يتوان، وهكذا كان من مؤسسي "الحركة التقدمية" في ثمانينيات القرن الماضي.

كان مناصرًا للضعفاء والمستضعفين، وقف في وجه الظالم، وآزر المظلومين، دعم صمود الأهل في الأراضي الفلسطينية والهضبة السورية المحتلة.

الدفاع عن الأرض

كان واعيًا بأهمية الأرض ودورها في الصراع الدائر مع الحركة الصهيونية والسلطات الإسرائيلية، وبأن الحفاظ على الأرض جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الوجود والكيان والهوية، ومن هذا المنطلق، كان من البارزين في لجنة الدفاع عن الأراضي، وشارك مشاركةً فعالة في التصدي الشعبي والقانوني للمصادرة.

شارك في المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات، ووقف خطيبًا على المنصات، داعيًا لمناهضة خطط سلب ونهب ما تبقى من الأرض العربية.

كان مثقفًا من الطراز الأول، ومن هذا المنطلق كان واحدًا من قياديي جمعية "الصوت" التي أصدرت العديد من الكتب الوطنية، والتثقيفية، والتوعوية المزيّنة بألوان العلم الفلسطيني، في وقتٍ كان يعزّ فيه من يحمل حلم العودة وحلم الدولة وعلمها وألوانه.

دعم الطلاب الجامعيين

كان واعيًا للعلم ودوره في صياغة الأجيال والتحدي لسلطة التجهيل وتضييع الهوية، وعليه كان واحدًا من الذين عملوا في صندوق المنح الدراسية للطلاب الجامعيين على اسم المرحوم "الدكتور أنيس كردوش".

هذا الصندوق الذي قدم مئات المنح الدراسية لطلاب يشغلون اليوم مناصب مرموقة ويلعبون دورًا هامًّا في الحياة الاجتماعية لهذه الأقلية القومية المتحدية أبدًا لمخططات السلطة الغاشمة.

البوصلة الوطنية

مهنة المحاماة التي زاولها لم تشغله عن هموم شعبه، ولم تكن مصدر رزق وفير ينطلق من خلالها لتكديس الأموال، إنما كان قنوعًا يكتفي بما يسد ويضمن الحياة الكريمة له ولأهل بيته.

لم يُضع البوصلة رغم الخلافات حول موقف هنا وموقف هناك، البوصلة الوحيدة التي وجهته هي البوصلة الوطنية وخدمة أبناء شعبه وبلده وأهله.

عبر عن حبه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بأن زين جدران بيته بصوره، وقد كان ملتزمًا تجاه قضايا شعبه العادلة، ومدافعًا بكل ما أوتي من قوة عن حق شعبه في كل أماكن تواجده من أجل الحرية والاستقلال والعيش بكرامة بقامات منتصبة وهامات مرفوعة.

وطنيًّا كان، ووطنيًّا رحل، ونسأل الله أن تكون الجنة مثواه.   

التعليقات