خيمة العودة الرمضانية الى قرية ميعار المهجرة../ هزار حجازي

عاشت قرية ميعار، يوم أمس الجمعة، أمسية فلسطينية أعادت لها الحياة وأعلنت عن عزم وإصرار أهلها للعودة إلى أحضانها المشتاقة لأطفالها، ونسائها، وشيوخها ورجالها

خيمة العودة الرمضانية الى قرية ميعار المهجرة../ هزار حجازي

عاشت قرية ميعار، يوم أمس الجمعة، أمسية فلسطينية أعادت لها الحياة وأعلنت عن عزم وإصرار أهلها للعودة إلى أحضانها المشتاقة لأطفالها، ونسائها، وشيوخها ورجالها.

في ساعات المغرب، وقبل أن يعلن المؤذن نهاية صيام الجمعة المباركة، كان قد وصل إلى القرية المئات من أهلها ومن المشاركين، أبناء الوطن العازمين على العودة لكافة قرانا المهجرة. ومع حلول موعد الآذان، ارتفع صوت الفنان سعيد طربيه، ودغدغ قلوب ومشاعرالحاضرين، بحنين وفرحة العودة. ارتفع صوت الآذان عاليا في سماء ميعار، ليعلن للعالم أجمع أنه لا خوف بعد اليوم، وأن عودتنا باتت محتمة.

استمرت وفود المشاركين، الذين وصلوا ليشاركوا فرحة العودة إلى ميعار، من شتى أنحاء البلاد طوال المساء، الذي تكلل بأمسية فنية ملتزمة، بمشاركة مجموعة من الفنانين أبناء الوطن، الذين أتوا ليساندوا وليفرحوا مع فرحة العودة الى ميعار.

دعت وبادرت لخيمة العودة إلى ميعار مجموعة من الناشطات والناشطين، الذين يعملون منذ مطلع العام الحالي، من أجل تفعيل حراك مدني ووطني، يساند ويرفع صوت المهجرين، واللاجئين، والأسرى، وأهلنا في مناطق الضفة الغربية، الذين يعانون من سياسات الفصل العنصري ومخططات التهجير.

افتتح الأمسية الفنية، الناشط علي دبوري بكلمة تؤكد على عزم المجموعة المبادرة لخيمة العودة، على تطبيق العودة الفعلية إلى قرانا المهجرة، وعلى استمرار نضال المجموعة من أجل الحشد والتعبئة لمشاركة المجتمع المدني في التصدي لمخططات التهجير والتهويد، في النقب، وباقي المناطق الأخرى التي تعاني من مخططات التهجير، والنكبة المستمرة. وتحدث السيد غازي شحادة، ابن قرية ميعار بكلمة ترحيبية للمشاركين، وعبر عن إصراره على العودة إلى قريته مع كل أبناء ميعار.

وشاركت الناشطة حلوة حجازي، بكلمة ترحيبية عن المجموعة المبادرة لخيمة العودة، وتحدثت عن أهداف المجموعة، التي ما زالت تحشد وتعبئ من أجل تفعيل حراك مدني ووطني. وتلتها الناشطة في المجموعة، ابتسام سليميان من رام الله، التي أكدت بكلمتها على وحدة العمل والمصير ضد نظام الفصل العنصري. وأكدت الناشطة في لجنة المهجرين مقبولة نصار، بكلمة على أهمية وحتمية عودة المهجرين إلى قراهم وإعادة الحياة إليها.

وشارك الناشط جهاد أبو ريا، والذي بادر إلى نشاط المجموعة منذ مطلع العام الحالي، وأكد على أهمية الرسالة التي يمكن لنا أن نستقيها، من خيمة العودة إلى ميعار، معتبرا أن المشاركة الفعالة والمتزايدة لمجتمعنا المدني بكامل أطيافه، تدل على أننا لن نسامح ولن نتنازل عن حقنا بقرانا، وما هي إلا رسالة أمام عيون وعلى مسامع المجتمع الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية التي عملت على أن تكون واقفة قبالة الخيمة الرمضانية، لتذكرنا بوجودها، ظانة أنها ترهبنا بذلك. وإضافة الناشط جهاد أبو ريا، بأن الرسالة الثانية لخيمة العودة، هي عبارة عن رسالة إلى أبناء وبنات هذا الوطن، الذين عملوا طوال هذه السنين، على استحضار الماضي، وتثبيت وجودنا التاريخي على أرضنا، أنه حان الوقت للعمل دون خوف لتطبق العودة الفعلية إلى قرانا المهجرة.

وشارك الفنان والممثل وسيم خير، بمقطع مونولوج من مسرحية "في ظل الشهيد"، ليؤكد من خلال مشاركته، على دور الفنان في مساندة، مجتمعه من أجل النهوض بحراك مدني ووطني يعنى بقضايانا الوطنية.

وشاركت الفنانة أمل مرقص، ورافقها الفنان نسيم دكور على العود، بباقة من الأغاني الوطنية والتراثية الجميلة، ولون النعنع الأخضر والنضر، الذي حملته أمل بصوتها العذب، لون ألوان الحياة العائدة في ميعار.

عاد الفنان سعيد طربيه، بصوته الأصيل غنى ورفع صوته في سماء ميعار، بأغاني الطرب التي تستحضر الماضي الجميل، وتعيد فرحة الحياة الجديدة، بالدبكة الشعبية.

وشارك الفنان، عازف العود محمد دسوقي، ورافق مجموعة من الفتيات والفتيان، أبناء وبنات ميعار الباقون على العهد، الذين غنوا وعزفوا ألحان النشيد الوطني الفلسطيني "موطني".

شارك مغني الراب ساهر عوض، بمجموعة أغاني الراب الملتزمة، وأكد مرة اخرى على أن عودة اللاجئين حتمية، طالما أن الجيل الشاب لم ولن ينسى حقه.

امتازت خيمة العودة إلى ميعار بمشاركة فعالة، للأطفال الذين يمثلون الجيل الجديد المصر على عودته وكانت معنا الطفلة آية نصرة، والطفل براء غنامة، بقراءات شعرية.

وكما للموسيقى ألوان، هنالك أيضا للفن ألوان، التي حملتها الفنانة رنا بشارة، على صبارة العودة، لتتطرز مع كل من شارك في خيمة العودة الى ميعار، نوارا من الرسائل إلى مهجرينا، وإلى أسرانا، وإلى اللاجئين .


 

التعليقات