شهدت بلدة كفر قرع عصر اليوم، الجمعة، 01.11.2013، مسيرة حاشدة وفاء لروح الفنان الشعبي الفلسطيني شفيق كبها، واستنكارا لقتله وكافة جرائم العنف التي تعصف بمجتمعنا، إذ راح ضحية إطلاق نار عليه من جهة مجهولة الأسبوع الماضي، مدخل مدينة أم الفحم.
وقد شارك في المسيرة حشد غفير من أهالي كفر قرع ووفود من مختلف أنحاء الداخل الفلسطيني، بحضور عائلته ولفيف من الشخصيات الفنية، والأكاديمية، والسياسية، من بينهم النائبان جمال زحالقة وعفو إغبارية، وبروفسور مصطفى كبها وبروفسور فاروق مواسي، ورئيس بلدية كفر قرع، نزيه مصاروة، ورئيس مجلس عارة – عرعرة، مضر يونس، ورئيس مجلس بسمة، زيدان بدران، وغيرهم.
"شهيد الأغنية"
وفي موقع انطلاق المسيرة من أمام بناية العمار وسط كفر قرع، شُغّل الآذان وبعض الأدعية بصوت الفنان الراحل كبها، ثم سار الناس باتجاه مقبرة البلدة، حيث يرقد الراحل مرورًا بمنزله.
ردد المشاركون خلال المسيرة شعارات ورفعوا لافتات منددة بالعنف، مطالبين بالقبض على المجرمين في أسرع وقت ممكن، وإنزال أقصى عقوبة بهم، هاتفين بـ "الروح بالدم نفديك يا شفيق"، و"يا شفيق يا مقتول عن دمك مين المسؤول"، ورفعوا كذلك الرايات السوداء والرايات الفلسطينية، وصورا للفقيد شفيق كبها، كُتِبَت عليها عبارات مثل "شهيد الأغنية الفلسطينية"، و"طبت حيًّا وطبت ميتًا، قسمًا إننا لن ننسى، أبناء عشيرة الكبها في كافة أماكن تواجدهم"، وآيات من القرآن الكريم مثل "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية."
وتوقف المسيرة دقيقة حداد أمام بيت الراحل، إكراما وإجلالا له وتعزية لأهله بمصابهم الأليم، ثم انطلق نحو المقبرة، حيث قرأ الحاضرون الفاتحة على روح الفقيد، ووضع كل من النائب جمال زحالقة ورئيس مجلس كفر قرع، نزيه مصاروة، إكليل من الزهور باسم أهالي كفر قرع وجمهور المشاركين في المسيرة.
مصطفى كبها: علينا حفظ وتخليد إرث شفيق كبها
بدوره، تحدث بروفسور مصطفى كبها باسم آل الفقيد، متطرقًا إلى الإرث الفني الكبير الذي خلفه وراءه، ودوره في إغناء الأغنية التراثية الفلسطينية وتعزيزها وترسيخها لدى الأجيال، وريادته في تجديد وإحياء الأغنية السياسية الوطنية المعبرة عن هموم وآمال الشعب الفلسطيني والأمة العربية، رغم سياسات التخويف والترويع والملاحقات، داعيًا إلى الاهتمام بهذا الإرث ومؤكدًا على ضرورة حفظه وتخليده.
وأكد بروفسور كبها على ضرورة معرفة هوية المجرمين بأسرع وقت ممكن، وتقديمهم للقضاء لينالوا العقوبة التي يستحقون، والتي يجب أن تكون قاسية لتردع كل من تساوره نفسه للعبث بأمن الناس وحياتهم، مشددا على أن آل الفقيد لن يوجهوا اصبع الاتهام لأحد، ولن يظلموا أحدًا، وأنهم سينتقمون لقتلة الفنان الراحل بالأدوات القانونية.
لن نقبل أن يعبث أحد بحياة الآمنين
وأوضح بروفسور كبها أن آل الفقيد لن يفرطوا بدمه، لأنه يخص كل الفلسطينيين، وليس أهل كفر قرع أو آل كبها وحدهم، مضيفًا أنهم لن يقبلوا أن يعبث أحد بحياة الناس الآمنين.
.JPG)
وشكر بروفسور كبها عموم المشاركين في المسيرة، والمعزين بالفقيد، وكل من شارك في وقفة أو مسيرة تنديدا بالجريمة وتضامنا مع ذوي الفقيد في عدد من البلدات والقرة العربية. وشكر كذلك المنظمين للحدث، وعلى رأسهم مجلس كفر قرع والسيدة مها زحالقة – مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية.
جمال زحالقة: رحيل شفيق خسارة، وسأتابع القضية إلى أن يحاكم الجناة
وفي حديث مع النائب الدكتور جمال زحالقة، قال: "حزن شديد خيم على المشاركين والمشاركات في المسيرة اليوم، وهذا إن دل على شيء فعلى مدى حضور شفيق كبها بفنه وإبداعه وإخلاصه للتراث الفلسطيني في وجدان أبناء شعبنا، وهم يصرون على مقاضاة المجرمين الجناة، وبأسرع وقت ممكن، إذ لا يمكن التعامل مع استهداف حياة المواطنين الأبرياء الآمنين والعبث بها ببرود، يجب أن تكون الخطوات القادمة حازمة منعًا لأي جريمة مستقبلية."
وأضاف: "قمت الأربعاء بطرح قضية اغتيال شفيق في الكنيست، وكان جواب الوزير مبهما، إذ قال لي إن التحقيق جارٍ ولا مجال لإعطاء أي تفاصيل حفظًا لمجريات التحقيق. أنا بدوري سأستمر في متابعة القضية حتى تكون للتحقيق نتيجة فعلية وحتى يحاكم الجناة. رحم الله شفيق، ابن بلدي وجاري والعزيز علي وعلى عائلتي وأهل بلدي وشعبي كله، أي إنسان قضى، أي قلب وقف عن الخفقان، أي صوت سكن، فعلًا خسارة!"
يذكر أن المسيرة من تنظيم كل من مجلس كفر قرع، وقسم الثقافة والتربية اللا منهجية، وعائلة الفنان الراحل، ولجنة تقصي الحقائق – آل كبها.
التعليقات