حقيقة ما حصل أمس بدير الخضر

المطران حنا: العمل مشبوه ولا يمثل أهالي الخضر * الناطق باسم شرطة بيت لحم: الحدث أخذ أبعاداً لا يستحقها وتم تضخيمه من قبل أطراف لا تريد الخير للشعب الفلسطيني

حقيقة ما حصل أمس بدير الخضر

احتفالات أمس

ساد اليوم إستياء عارم في قرية الخضر المحاذية لمدينة بيت لحم في أعقاب الشجار الذي حصل أمس أمام الدير الأرثوذكسي التاريخي في القرية.

وقد نشبت أمس مشاجرة بين مجموعة شبان من قرية الخضر وبين شبان من كشافة بيت جالا التي حضرت إلى الدير للاحتفال بعيد القديس جوارجيوس (مار جريس).

ووفق المعلومات التي توفرت لدى موقع عرب ٤٨، فإن الشجار نشب بعدما طلب أحد المنظمين من أحد الشبان من الخضر عدم ركن سيارته في المكان، لكن سرعان ما تطور الأمر إلى مشادات كلامية بين الاثنين ومن ثم إلى شجار عنيف أسفر عن ٦ إصابات بينها إصابة شرطي.

وقال مصدر مطلع على ملابسات الحادث إن الطرفين لم يسعيا إلى وقف تدهور الأمور، فيما وجهت ادانات شديدة لسلوك الشباب المعتدين من الخضر الذين قاموا باستفزازات غير مسؤولة.

وقد سارع دعاة تجنيد الشبان العرب المسيحيين في الجيش الإسرائيلي إلى الترويع وتصوير الحدث على أنه اعتداء بالمئات على الكنيسة، وهو ما لم يحدث قطعًا كما أكدت لعرب ٤٨ عدة أطراف وجهات مختلفة التي كانت حاضرة في المكان.

وقال مسؤول العلاقات العامة في شرطة بيت لحم، المقدم لؤي زريقات، لـ"عرب ٤٨" إن الشجار أخذ أبعاداً لا يستحقها وتم تضخيمه من قبل أطراف لا تريد الخير للشعب الفلسطيني، وأن الشجار هو شجار عابر بين أي مواطنين في بلد واحد. 

وأكد أن الشجار لم يكن اعتداءً مبيتًا أو متعمداً على الكنيسة، خصوصًا وأن قوات الشرطة والأمن الوطني تدخلت على الفور ونفذت ٥ اعتقالات في المكان.

ورداً على سؤال إن كان للحادث أبعادًا طائفية، نفى زريقات بشدة هذا الادعاء، وقال إن أهالي الخضر وأهالي بيت جالا أخوة ويستنكرون الشجار وساخطون على ما حدث، مؤكداً أن هناك أطرافاً تحاول تجيير الحادث لأماكن ليست في صالح أحد وتخدم مشاريع ليست في صالح الشعب الفلسطيني أينما تواجد.

وأكد زريقات أن الشرطة ستقدم المعتقلين للنيابة بعد إتمام التحقيقات، وتتعامل معه بكل جدية ولن تسمح بتعكير أجواء العيد في بيت جالا.

المطران حنا: العمل مشبوه ولا يمثل أهالي الخضر

قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، والذي ترأس الاحتفال بالعيد في الدير المذكور إنّ  "ما أقدمت عليه مجموعة من الشبان غير المسؤول في قرية الخضر إنما هو مشبوه وعمل يسيء لشعبنا الفلسطيني وثقافته. إن التعدي على الدير بهذه الطريقة وفي يوم عيد القديس هو عمل نرفضه ونستنكره بشدة".

وكرر المطران حنا أن ما حصل هو "عمل مشبوه لا يصب إلا بمصلحة أولئك الذين يريدون إثارة الفرقة والتشرذم والفتنة في مجتمعنا الفلسطيني".

وأوضح المطران حنا: "في صباح العيد شاركت شخصيات سياسية في الاحتفال وأكدنا جميعاً على الوحدة الوطنية الفلسطينية، لكن في المساء فوجئنا بهذه التصرفات اللامسؤولة من نفر لا يمثلون إلا أنفسهم. فإن أهالي الخضر هم أوناس طيبون ومحترمون وقد شاركوا في احتفالات العيد .إن هؤلاء الشباب لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمثلون ثقافة الشعب الفلسطيني ولا حتى العائلات الكريمة التي ينتمون إليها ".

وقال المطران حنا لعرب ٤٨: "إننا نطالب الجهات الأمنية الفلسطينية بأخذ كافة الإجراءات لمنع تكرار هذه الحادثة. نحن شعب واحد ولن نقبل أي تآمر على وحدتنا الوطنية ولن نقبل بأي محاولة تهدف إلى إثارة النعرات والفتن في مجتمعنا. إن الجهات الفلسطينية المسؤولة هي التي تتولى معالجة الأمر".

وخلص المطران حنا إلى القول  "إن أي مؤامرة أو محاولات إثارة الفتن المذهبية أو الطائفية في مجتمعنا الفلسطيني شنفشلها بوعينا الوطني والتلاحم الاسلامي - المسيحي، لأن هذا هو الشعب الفلسطيني وما أقدم عليه الشبان هو عمل غير مسؤول ولا يمثل قيم الشعب الفلسطيني لا بأي شكل من الأشكال، وأهالي قرية الخضر أول الرافضين له".

التعليقات