بعد إيداع لجنة التخطيط والبناء في لواء الشمال هذا الأسبوع الخارطة الهيكلية الجديدة لمدينة عكا للمصادقة عليها، عبر ناشطون عرب في المدينة عن خشيتهم من أن تكون الخارطة استمرارا لسياسات التهويد السابقة ولا تأخذ متطلبات السكان العرب بعين الاعتبار.
وعبر عدد من الناشطين العكيين عن خشيتهم من المخطط الذي يتجاهل المواطنين العرب بالمدينة، بل اعتبروا أنه سيكون على حسابهم بعد تجاهلهم و إقصائهم من هذا التخطيط ويضر بمصالحهم وسكنهم.
سامي الهواري، مدير جمعية الياطر العكية، قال لعرب 48 "إننا لم نعلم البتة بهذا المخطط وبمجرد أننا لسنا جزء من التخطيط أو مجرد إعلامنا بالأمر، لا سيما وأنه يتحدث عن عكا القديمة، فهذا بحد ذاته مسألة تستدعي التوقف عندها مليا بما تثير من الريبة والشكوك".
وأضاف: من جهتنا نحن سنتوجه حالا إلى مهندسين ومهنيين للاطلاع على المخطط بالتشاور مع الناشطين والمهتمين في عكا، ودعوة الناس فورا لتقديم الاعتراضات المهنية على هذا المخطط بعد دراسته، والذي قد يحمل في طياته أبعادا، ومخطط التهويد وتجاهل العرب واحتياجاتهم بالمطلق، وبعدها سنبلور موقف من أجل الحفاظ على الإسكان والتطوير لحياة عرب عكا".
وشدد الهواري على أن مجرد إخفاء المعلومات عن العرب فإن ذلك يعتبر أيضا جزء من السيطرة على المعلومات والتفرد بها، ولهذا السبب لم يعلمونا بذلك ونحن من جهتنا سنرفض ونتصدى لأي خريطة أو مخطط يتجاهل العرب ومصالحهم ومنعهم من تطوير حياتهم وحاجاتهم في مدينتهم.
الجمل: أنا ممثل جمهور وكنت على اطلاع على الخريطة
عضو البلدية، أدهم جمل، قال لموقع عرب 48: نحن نعلم بالمخطط وتم عرضه في البلدية ونحن على اطلاع، وهو مخطط عام للمدينة وقدمنا بعض الملاحظات على الخريطة التي تم تعديلها بناء على هذه الملاحظات. وقال إن الادعاء بأن ممثلي العرب في عكا لم تتم مشاركتهم "أقول نحن على علم بالخريطة وأنا كممثل جمهور كنت حاضرا"، وفي ما يتعلق بعدم طرحه على الجمهور، قال: لا نستطيع إعلام كل شخص، لهذا السبب تم إيداع الخريطة ليتسنى للمواطنين تقديم اعتراضاتهم خلال 60 يوما.
يشار إلى أن بعض الناشطين في عكا اعتبروا عدم إعلام كل ممثلي الجمهور كان مقصودا لتفويت الفرصة على الاعتراضات.
رمال: ندعو الناشطين والمهنيين من أهل عكا العرب لدراسة الخارطة
المحامية وعضو البلدية، مديحة رمال، التي بادرت لدعوة الفعالين والناشطين الاجتماعيين والسياسيين والمهنيين من محامين ومهندسين من مدينة عكا لدراسة الخارطة الهيكلية المقترحة ووفحص مدى تجاوبها مع احتياجات السكان العرب في عكا، قالت لعرب 48: كان على البلدية مشاركة الجمهور في عملية التحضير والتخطيط للخارطة الهيكلية لفحص احتياجات السكان وملاءمة الخارطة لاحتياجاتهم.
وأضافت أن عدم مشاركة الأهالي والسكان بمدينة عكا بعملية التخطيط تنافي أسس التخطيط السليم المتبعة وفق المعايير السليمة، والمفروض إشراك الجمهور بعملية التحضير والتخطيط قبل ايداعها. ودعت رمال الناشطين والأحزاب السياسية والمهنيين إلى أخذ دور فعال في فحص الخارطة الهيكلية المقترحة وشروطها ومساندة الأهالي بتقديم الاعتراضات على الخارطة الهيكلية .
يشار إلى أن رمال توجهت للمركز العربي للتخطيط البديل للمساهمة في دراسة المخطط وإعطاء التوجيه المهني والمرافقة المهنية للسكان العرب في مدينة، عكا كما توجهت أيضا لمركز مساواة للمشاركة بتقديم التوجيهات المهنية والقانونية.
والخريطة في مرحلة تقديم الاعتراضات، واعتبر القيّمون على التخطيط أن الخارطة الجديدة أعدت بهدف تطوير مدينة عكا وتفتح المجال لإضافة 14800 وحدة سكنية جديدة وحلّ مشاكل التشغيل ومضاعفة مساحات الفندقة بالمدينة.
وجاء من وزارة الداخلية أن الخارطة الجديدة ستشكل بديلا عن الخريطة القائمة التي تمت مصادقتها منذ عشرين عاما من أجل تطوير مدينة عكا من خلال إضافة مناطق سكنية جديدة وتوفير البنية التحتية لتجديد مناطق قائمة وتضم مجموعة سكانية من 85000 مواطن وبما يتناسب مع التكاثر السكاني في عام 2030.
هذا وادعى معدو المخطط أنه من شأن هذه الخريطة الهيكلية الجديدة أن تحسّن من جودة حياة السكان ضمن الحفاظ على جودة البيئة العامة من متنزهات بلدية وأماكن عامة لرفاهية السكان.
كما اعتبروا أيضا أن من شأن المخطط أن يضاعف استيعاب نزلاء الفنادق من 2000 غرفة إلى 4050 غرفة وتحسين مشاريع سياحية وثقافية للزائرين لمدينة عكا القديمة ومواقع البهائيين من تلك المواقع التي أعلن عنها وتعتبر مواقع من التراث العالمي"اليونسكو" وكذلك إعداد الشواطئ المتميزة بالمدينة.
كما وجاء من وزارة الداخلية أن المخطط من شأنه أيضا تطوير وتحسين شواطئ بحر عكا وإتاحتها للجمهور وتطوير متنزهات على الشواطئ بعد إخلاء مدرسة الضباط العسكرية وكذلك تطوير منطقة الصناعة الثقيلة جنوبي المدينة للتشغيل وإقامة المكاتب وكذلك صيانة المدينة في عكا القديمة وتطوير مناطق للسكن شرق شارع 4 في المناطق التي تم ضمها من المجلس الإقليمي"مطيه آشر" إلى منطقة نفوذ عكا.
وقالت بلدية عكا إن وزير الداخلية، غدعون ساعر، في زيارته الأخيرة لمدينة عكا عبر عن انطباعه الإيجابي من القفزة التطويرية لمدينة عكا وقال إن مصادقة الخارطة من شأنه أن يعزز البنى التحتية السياحية والاقتصادية للمدينة. الأمر الذي قد يحسم قضية المصادقة سلفا.
التعليقات