"الموحدة" و"الجبهة" تدينان إبعاد زعبي عن الكنيست

وتؤكد في بيان على أن لجنة السلوكيات جعلت من نفسها محاكمة، في الوقت الذي رفضت فيه النيابة التحقيق مع النائبة زعبي على خلفية التصريحات ذاتها

حذرت كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة البرلمانية، في بيان أصدرته اليوم، الأربعاء، من خطورة قرار لجنة السلوكيات ضد النائبة حنين زعبي من كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، بإبعادها عن جلسات الكنيست، في الهيئة العامة واللجان لمدة ستة أشهر، على خلفية تصريحات سياسية مشروعة.

وأشارت كتلة الجبهة في بيان إلى أنه "حتى النيابة الإسرائيلية لم تر في تصريحات الزعبي ’خرقا’ للقوانين الجافة التي ينص عليها كتاب القوانين الإسرائيلي".

وأكد رئيس كتلة الجبهة، النائب د. حنا سويد، الذي عارض القرار في لجنة الأداب، عدم قبول الأغلبية للموقف الآخر يدل على هشاشة الديمقراطية الإسرائيلية.

وعبرت كتلة الجبهة عن رفضها المطلق لقرار اللجنة في الكنيست، إذ أن اللجنة وضعت نفسها مكان جهاز القضاء، خاصة في الوقت الذي أعلنت فيه النيابة الإسرائيلية عن أنها لا ترى مكانا للتحقيق مع النائبة زعبي على التصريحات السياسية ذاتها، المتعلقة باختطاف المستوطنين الثلاثة قبل أقل من شهرين. وشددت الكتلة، على أنه ليس من مهام هذه اللجنة أن تلاحق النواب على تصريحاتهم السياسية، التي تمثل البرامج السياسية التي أوصلتهم إلى الكنيست.

وقالت كتلة الجبهة في بيانها إن "قرار اللجنة يُعد ملاحقة سياسية خطيرة، وفي نفس الوقت، فإننا نذكر الكم الهائل من تصريحات الوزراء والنواب العنصرية ضد المواطنين والنواب العرب، التي وصلت إلى حد التهديد بقتل النواب العرب وغيرها، ولم تسارع أي من لجان السلوكيات إلى محاسبة هؤلاء النواب".

وأضافت كتلة الجبهة في بيانها أن "ما يزيد من خطورة هذا القرار، هو أنه ينعكس أيضا على الشارع الإسرائيلي، الذي يشهد تناميا خطيرا جدا للفاشية، وصلت إلى حد الاعتداءات الدموية على المظاهرات المناهضة للعدوان وجرائم الاحتلال، خاصة كما جرى في حيفا، ضد مظاهرة الجبهة الديمقراطية للسلام. كما أن هذه القرارات وهذه التصريحات تصل إلى أذرع أجهزة تطبيق القانون، من أفراد شرطة وجنود ليعتدوا بوحشية خطيرة على المتظاهرين، وحتى على منتخبي الجمهور، كما كان الحال ضد النائب محمد بركة، والنائب عفو إغبارية، والنائبين زعبي وجمال زحالقة".

ويذكر أن لجنة "الأداب" تضم أربعة نواب، هم يتسحاق كوهين (شاس) رئيسا، وعضوية دافيد روتم (يسرائيل بيتينو) وكارين الهارار (يوجد مستقبل)، والنائب د. حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة، والذي كان النائب الوحيد الذي عارض القرار في اللجنة.

وقال سويد إن "أهمية الحفاظ على حرية الرأي تبرز بالذات في أوقات التوتر وأوضاع الحرب، وليس في أوقات السلم والهدوء، إذ أن أوقات التوتر والحرب هي امتحان حقيقي لعمق الديمقراطية، وامتحان لمجتمع الأغلبية في قدرته على قبول الرأي الآخر، وعدم قبوله لذلك الرأي، يدل على هشاشة الديمقراطية الإسرائيلية".

ودعت كتلة الجبهة الديمقراطية لجنة السلوكيات إلى سحب قرارها الخطير فورا، والامتناع عن المحاسبة والملاحقة السياسية.

وكان النائب دوف حنين، من الجبهة، قد أصدر بيانا في وقت سابق من اليوم، أدان فيه القرار الذي اتخذته لجنة الأخلاقيات البرلمانية بحق النائبة حنين زعبي. وقال حنين : "إن الامتحان الحقيقي الذي يقف أمام حرية التعبير عن الرأي هو مدى قدرتنا على الاستماع إلى الآراء  المغايرة والتي لا تحظى بإجماع من قبل الأغلبية، بل وتثير سخط الأغلبية وتزعجها. الامتحان الحقيقي لحرية التعبير عن الرأي وقيمتها الحقيقية تكون في الأوقات العصيبة الملتهبة والتي تتميز بتشظي الآراء وتصادمها".

الموحدة تستنكر ملاحقة زعبي

استنكرت الكتلة “الموحدة ، قرار "لجنة الأداب" البرلمانية بحرمان النائبة حنين زعبي من المشاركة في جلسات لجان الكنيست والهيئة العامة فيها لمدة ستة أشهر، معتبرة هذا القرار  “تعسفيا وغير قانوني وغير أخلاقي لصدوره عن مجموعة من النواب أغلبهم من اليمين واليمين المتطرف ممن يمثلون ما يسمى الاجماع/ الكونسنزوس الوهمي والمبتذل، والذي يمثل في اعتبارهم المقياس الوحيد الذي يقيِّمون بموجبه سلوك النواب في البرلمان، الأمر الذي يرفضه النواب العرب لأنهم في البداية والنهاية إنما يمثلون الثوابت الوطنية الفلسطينية داخل إسرائيل وخارجها والتي تقف متناقضة تماما مع ما يسمى بالإجماع الصهيوني”.   
 
وقال بيان صادر عن الموحدة: إذ تعلن الكتلة رفضها للقرار فإنها تؤكد على الثوابت التالية؛ لم تتمتع إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن بأي نوع من الديموقراطية الحقيقية والتي يقف في قلبها الحق في  حرية التعبير عن الرأي، والقدرة على الاستماع إلى الآراء المغايرة والتي لا تحظى بإجماع من قبل الأغلبية، خصوصا في وقت الأزمات ومنها المجزرة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة والمستمرة منذ 24 يوما وحتى الآن، والتي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة شعب. وعليه لا شك عندنا في أن القرار ضد النائبة حنين زعبي يأتي من سياق الملاحقة السياسية التي تهدف إلى خنق كل صوت معارض لسياسات إسرائيل العدوانية”.

التعليقات