التحذير من نية إسرائيل لاستقدام مسيحيي العراق وتجنيدهم لجيشها

اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي في البلاد يحذر من خطوة كهذه وتقول إن هدفها زرع الفتنة بين عرب الداخل

التحذير من نية إسرائيل لاستقدام مسيحيي العراق وتجنيدهم لجيشها

مسيحيون في العراق

دعت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي في البلاد وناشدت كل من يقف وراء المبادرة بالطلب من حكومة إسرائيل السماح لمسيحيي العراق بالقدوم إليها ومنحهم حق اللجوء فيها بالتراجع عن مثل هذه المبادرة، وحذرت اللجنة من عواقب خطوة كهذه، وفي مقدمتها أسرلتهم وتجنيدهم في جيشها.

وقالت اللجنة في بيان وصلت نسخة منه إلى "عرب 48"، إنه "طلب البعض من حكومة إسرائيل إياها أن ’تشفق’ على مسيحيي العراق وتمنحهم حق اللجوء الى إسرائيل".

وشددت اللجنة على أن "موقفنا من هذا الطلب هو الرفض القاطع لمجرد تقديمه. ولا بد هنا ان نذكر ونشير ثانية الى أن الهدف من دعوة العرب المسيحيين هو دمجهم في  الخدمة العسكرية والوطنية".

وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن هدف هذه "الصحوة" المفاجئة لدعوة المسبحيين للخدمة، موجود في أقوال عضو الكنيست المتطرف من حزب الليكود، ياريف ليفين، كما نشرت في الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" بتاريخ 25.2.14، حيث قال: "بيننا وبين المسيحيين يوجد الكثير من المشترك، هم حلفاؤنا الطبيعيون... هم يشكلون قوة مضادة للمسلمين الذين يريدون تصفية إسرائيل من الداخل".

وحذر بيان اللجنة من أن الهدف من وراء هذه السياسة هو زرع الفتنة بين أبناء الشعب والواحد، وإتباع سياسة فرق تسد.

ورأت اللجنة في بيانها أنه "لا نعتقد أن من طلب إحضار المسيحين إلى إسرائيل له أهداف الحكومة. نرى أن كل من يحضر سيتم تحويلهم إلى ما يسمى ’المنتدى المسيحي’، تمهيدا لتجنيدهم لأهداف الحكومة كما جاء أعلاه. وندعو ونناشد كل من يقف وراء المبادرة إلى إعلان تراجعهم عنها".

وأضاف البيان أن "اللجنة التنفيذية تشجب وتستنكر بشده وبغضب الأعمال الإجرامية والمواقف من حركات التكفير الظلامية التي تعيث فسادا وقتلا وتشريدا واغتصابا من نوع جديد - جهاد النكاح - متخذين الدين الاسلامي الحنيف والسميح ذريعة لممارساتها، والدين الاسلامي منهم براء. إننا نقدر عاليا المواقف الدامغة لهذه الجرائم وكنا نأمل ألا تقتصر الاحتجاجات على الأعمال الإجرامية على كلمات الاستنكار والشجب، والتي تكون أحياناً خجولة ومن باب رفع العتب، وفي أكثر الأحيان تأتي متأخرة".

وتابع البيان "إننا نتوخى أن يكون الموقف واضحا وضوح الشمس وله تفسير واحد ولا يحتمل تآويل مختلفة، لأننا على قناعة أن خطر هؤلاء الظلاميين التكفيريين سوف يدهم الجميع دون استثناء، إذا ما استشرى، لا سمح الله. وأول المتضررين هم إخواننا من المسلمين المؤمنين برسالة الإسلام السمحة والتي عهدناها على مدار التاريخ. من هنا فإننا نتوقع أن تكون هناك مواقف فعالة وحازمه من الامم المتحدة وخاصة من الولايات المتحدة وبالتعاون مع جميع العقلاء ليس فقط لدحر هؤلاء الظلاميين، بل أيضاً لدحر فكرهم التكفيري لكي تنقشع، والى الأبد، هذه الغيمة السوداء عن شرقنا ويعود سناء الفكر المشرق إليه".

وشجبت اللجنة التنفيذية واستنكرت "محاولة بعض العابثين افتعال فتنة طائفية خصوصاً في الناصرة، التي تنعم بالعيش المشترك بين مسلميها ومسيحييها على مدى الأجيال وتاريخها الناصع يشهد بذلك. إننا نقول إن استغلال أحداث هنا أو هناك لإثارة هذه الفتنة لن يفيد هؤلاء شيئاً، لان أهل الناصرة على قدر عظيم من الوعي سيمكنهم من وأد هذه المحاولات في مهدها. وفي نفس الوقت نريد أن نوضح أننا في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي نجل ونحترم معتقدات الآخرين وجميع الرسل والأنبياء، ونستنكر ونشجب أي محاولة للمس بهم أو التعرض لهم، ونتوخى من الآخرين أن يحترموا معتقداتنا وأن لا يتعرضوا لها، لأننا على قناعة تامة أن ’الدين لله والوطن للجميع’. وفقط بتعاوننا وتكافلنا وتلاحمنا مع بعضنا البعض، بشفافية وإخلاص، نستطيع أن نصون العيش المشترك والوصول إلى مستقبل زاهر يسوده الأمان والاطمئنان".

ونددت اللجنة في بيانها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة على أن هذا العدوان "ليس دفاعا عن النفس إنما اعتداء ظالم ومؤلم دون أي مبرر على أطفال ورجال ونساء أبرياء وما يجري هناك يتعارض مع القانون الدولي العام والإنساني. ولا يمكن فرض السلام بقوة السلاح ولا بعدد الضحايا بل بالاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني القوميه وحقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة بموجب جميع قرارات الامم المتحدة".
 

التعليقات