عكا: أجواء من التوجس والقلق عشية يوم "الغفران"

تسود مدينة عكا أجواء من التوجس والقلق عشية يوم "الغفران" والذي يتزامن هذا العام مع حلول عيد الأضحى المبارك.

عكا: أجواء من التوجس والقلق عشية يوم

تسود مدينة عكا أجواء من التوجس والقلق عشية يوم "الغفران" والذي يتزامن هذا العام مع حلول عيد الأضحى المبارك.

وتلاحظ حالة من الترقب والتوتر في أوساط بعض المواطنين العكيين، سيما وأن هناك سابقة خطيرة تعيد للأذهان اعتداء بعض اليهود المتطرفين على المواطن توفيق الجمل خلال يوم "الغفران" عام 2009 ما أشعل فتيل مواجهات عنيفة بين الطرفين آنذاك.

وفيما يستبعد البعض تكرار ما حصل من مواجهات واعتداءات، يؤكد آخرون أن الأجواء متوترة بعد العدوان على قطاع غزة وأيضا بسبب جلب مستوطنين متطرفين من مناطق الجنوب للسكن في عكا بهدف تهويد المدينة، ما يبقي الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.

"عرب 48" قام بجولة ميدانية في شوارع وأزقة عكا والتقى بعدد من المواطنين العرب فيها وسجل آراءهم:

الناشط هاني أسدي أشار إلى أن هناك محاولات من المسؤولين والنشطاء لتدارك الأمور مبكرا، وقال: "لا أعتقد أن هناك دواعي للقلق. لقد قمنا مع البلدية والمسؤولين بوضع الترتيبات اللازمة لتجنب الإحتكاكات وعدم الإستفزاز وذلك في تحديد مداخل آمنة لعكا القديمة مع وجود شرطي ومنظمين وإجراءات أخرى لضمان الإحتفال دون مشاكل".

علي أبو الظريف يعتقد أن الامور ستمر بسلام، وقال: "نحن لم نعتد على أحد في السابق، بل كان هناك نفر غير مسؤول فجّر الوضع. ونحن نحب عكا ومتمسكون بها، نحن هنا لن نترك المدينة. ندعو الجميع أن يتحلى بالمسؤولية لأن إثارة المشاكل ليس من مصلحة أحد".  

نورعبد العال اعتبر أن "كلام المسؤولين المعسول يأتي من باب الاستهلاك والكلام التقليدي المجامل، لكن هناك حقيقة أن الأجواء ليست أجواء تعايش، ولا ضمان بأن تمر المناسبة بخير".

وأضاف: "إن حال عكا متوتر بطبيعة الحال بسبب التضييق الذي يطال المعيشة والسكن والتجارة وحتى الحركة، وهذا يجعل من المجتمع العكي بكل فئاته في حالة احتقان دائمة، ناهيك عن ازدياد منسوب العنصرية لدى الطرف الآخر ومن جهة ثانية فإن هناك غضب أيضا لدى الطرف الآخر بسبب نتائج الحرب على غزة وبالتالي فإن الأجواء غير مريحة، ونحن نتوقع كل شيء، لكن نحن لن نسمح بتكرار أي نوع من الاعتداء علينا".

بلال جرجورة أشار إلى أن إثارة المشاكل والعنف ليس من مصلحة أحد، وقال: "أتوقع أن تمر الأعياد بسلام. على الجميع أن يحتفل كل على طريقته، وعلى المسؤولين والشرطة أن يأخذوا دورههم في الحفاظ على سلامة الجميع وسلامة المدينة خاصة وأن هناك أجواء توتر بين الطرفين".

يوسف إدلبي وهو أسير سياسي محرر اعتبر أن "الكثير من المواطنين والمسؤولين يتحدثون بمصطلح الحال، لكن الحقيقة مغايرة تماما، والجميع يعرفها".

وقال "إن الأجواء متوترة وهناك سابقة في العام 2009 تركت آثارا كبيرة على العلاقات بين الطرفين مع الأخذ بعين الإعتبار أن هناك عدد كبير من المستوطنين المتطرفين الذين استقدموا من مستوطنات الضفة الغربية لدعم مخطط تهويد المدينة، وهم مجموعات حاقدة وعنيفة. وفي ظل هذه الحقيقة من الصعب أن نضمن بأن تمر الأمور بسلام".

وأضاف إدلبي: "هناك عامل آخر أيضا وهو أن أجواء الحرب على قطاع غزة تركت حالة من المواقف المعادية واتساع دائرتها، لكننا نأمل بأن التدابير التي إتخذت من البلدية ستساعد في ضبط وتنظيم الأوضاع".

التعليقات