"مطار الجليل": رافعة للناصرة وقراها أم ضجيج وتضييق؟

أتت مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة مطار "الجليل الدولي" في منطقة قاعدة سلاح الطيران والمطار العسكري "رمات دافيد "المحاذي للناصرة، ليطرح الكثير من التساؤلات.

 أتت مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة مطار "الجليل الدولي" في منطقة قاعدة سلاح الطيران والمطار العسكري "رمات دافيد "المحاذي للناصرة، لتطرح الكثير من التساؤلات، حول تداعيات هذا المخطط على البلدات العربية؟، وما حجم الضرر الذي ستتكبده، عدا عن الضجيج والضوضاء على مدار الساعة، والاهم، هل سيسهم المطار في تطوير وإزدهار الناصرة وقراها سياحيا وتجاريا واقتصاديا؟.

وتقع العديد من البلدات العربية وبضمنها مدينة الناصرة في تخوم مخطط المطار الملاصق الذي سيكون ملاصقا لبلدة يافة الناصرة ومنشية زبدة، وقد يشكل المطار في حال تدشينه ازعاجا بسبب الضجيج للطائرات ناهيك عن تلويت البيئة وتضييق الحيز على التجمعات السكنية.

ومن المتوقع أن يتم بناء المطار المدني مكان المطار العسكري الموجود حاليا في المنطقة، ويأتي هذا المشروع الضخم ليكون "مطار الجليل" الدولي ثاني أكبر مطار في إسرائيل بعد مطار "بن غوريون" في تل أبيب الذي تم توسعته ايضا ليستوعب سنويا 16 مليون مسافر، ومن المفروض أن يتم الشروع في تنفيذ المخطط واعمال التطوير والبنى التحتية لمطار الجليل في حلول عام 2019.

سعايدة: "من الممكن أن يكون للمطار حسنات ومن إحداها أنه سيتم دفع الأرنونا لمجلس "عيمك يزراعيل"، ولكن سيئاته أكثر من حسناته"

وفي حديث مع رئيس اللجنة المحلية منشية زبدة وعضو مجلس إقليمي "عيمك يزراعيل"، صالح سعايدة قال: "لقد أعلمنا المجلس أن وزير المواصلات " يسرائيل كاتس " تقدم بمخطط مشروع المطار المدني في المنطقة بمكان المطار العسكري الموجود حالياً ، وأكدنا رفضنا للمخطط كونه يعود علينا كأهالي قرية منشية زبدة بالضرر بسبب ضجيج الطائرات إلى جانب التلويث البيئي، اصلا المطار العسكري الذي كان يعمل بشكل جزئي باليوم شكل مصدرا للإزعاج وعمق من معاناة السكان، فكيف إذا عند الحديث عن مطار مدني سيعمل على مدار اليوم".

وتابع سعايدة قائلاً: "من الممكن أن يكون للمطار حسنات ومن إحداها أنه سيتم دفع الأرنونا لمجلس "عيمك يزراعيل"، ولكن سيئاته أكثر من حسناته، فمشروع المطار سيسبب الأضرار للمنطقة بأسرها وليس فقط لمنشية زبدة، وليس بالإمكان العيش في مثل هذه الظروف، من جهتنا نعارض على هذا الاقتراح وسنقدم الاعتراضات وسنخوض نضالا جماهيريا وسنحاول قدر المستطاع بأن لا يتم إقامته في المنطقة " .

المهندسة بنا - جريس نبهت إلى ضرورة معاينة مسطح الأراضي الذي سيقام فوقها المطار، وإذا ما كان سيقام على أنقاض القرى المهجرة وأراضيها

من جانبها، أوضحت مديرة المركز العربي للتخطيط البديل، مخططة المدن المهندسة عناية بنا جريس أن مشروع المطار بمثابة فكرة أولية، ورغم مصادقة الحكومة على المشروع إلا أنه لم يتم تحريك المخطط وإعداد الخرائط، وبالتالي الحديث يدور عن مجرد اقتراح لإقامة المطار في المنطقة المذكورة.

وأضافت المهندسة بنا في حديثها لـ "عرب 48": "أعتقد أن فكرة إقامة المطار في المنطقة تتابع بشكل صحيح وأسلوب مهني وهندسي وقانوني من قبل المجالس الموجودة في تخوم مسطح مشروع مقترح المطار قبالة الأجسام القطرية والمسؤولين ككل ، من الممكن الاستفادة منه لصالح البلدات العربية التي تعاني انعدام مشاريع البنى التحتية لتشكل رافعة للتطوير الاقتصادي والتجاري والسياحي وفي مختلف مناحي الحياة".

ولفت إلى أن البلدات العربية تعاني من نقص شديد بمشاريع البنى التحتية في مختلف مجالات الحياة لتكون رافعة اقتصادية واجتماعية لمنطقة الشمال، لذا ترى المهندسة بنا ضرورة أن تقوم البلدات العربية مجتمعة لتقديم طلبات في هذا المجال في سياق الاستثمار الذي ستقوم به الحكومة في بناء المطار المذكور، بيد أن جريس نبهت إلى ضرورة معاينة مسطح الأراضي الذي سيقام فوقها المطار، وإذا ما كان سيقام على أنقاض القرى المهجرة وأراضيها.

وأردفت جريس في حديثها: "كل مشروع نصفه بالقطري، له حسناته وله سيئاته، المشروع الذي يطرح هنا أعتقد أن هناك عليه موافقات من عدة مؤسسات، لذا عليه أن يأخذ من الناحية الايجابية وبالذات التركيب الأساسي للعرب في منطقة الشمال الذين يشكلون نحو 52% من التعداد السكاني في الجليل، ورغم ذلك يعانون انعدام مشاريع البنى التحتية وتيم تهميشهم في كل المشاريع القطرية، وبالتالي يجب أن يكون مشروع المطار فرصة لتطوير البلدات العربية وليكون رافعة اقتصادية وتنموية".

واستذكرت جريس مشروع توسعة مطار " بن غوريون" الذي تحول إلى رافعة اقتصادية في المنطقة وساهم في تشجيع الاستثمارات والتطوير في مختلف مناحي الحياة، وتساءلت لماذا لا يكون للشباب العرب فرص عمل في مختلف المجالات والتخصصات؟، من هذا المنطق تدعو جريس إلى متابعة ملف المطار قبل الشروع في تخطيطه لتكون البلدات العربية شريكة في التخطيط والاستفادة المستقبلي، لا أن يكون المطار على حساب وجودها وأراضيها.

هذا وقد توجهنا إلى مجلس يافة الناصرة للتعقيب على الأمر بحيث أن "رمات دافيد" قريبة من أراضي البلدة ، وتم تحويل موضوع البحث الذي طرحناه إلى رئيس المجلس وفي حال وجود الرد سنقوم بنشره .

التعليقات