كفر كنا: ما بعد استشهاد خير حمدان وكواليس الجريمة

ما عمق معاناة العائلة أن الجاني ما زال حرا طليقا دون محاكمة أو عقاب فيما اختارت المؤسسة الإسرائيلية تجريم الضحية.

كفر كنا: ما بعد استشهاد خير حمدان وكواليس الجريمة

مرت ثلاثة أسابيع على استشهاد الشاب خير حمدان (22عاما من كفركنا) الذي قتل برصاص الشرطة الإسرائيلية، وما زالت تداعيات موجة  السخط والغضب والمواجهات التي عمت البلدات العربية تتفاعل في منزل الشهيد.

وتعيش عائلة الشهيد الأيام كفصول من المعاناة، أصداء صوت الرصاص القاتل ما زال يدوي بمنزل العائلة، مرت الأيام على أهل الشهيد حمدان وكأنها دهرا من النزف والوجع على فقدانها فلذة كبدها الذي قتل بدم بارد وإعدام ميداني دون أي مبرر، وما عمق معاناة العائلة أن الجاني ما زال حرا طليقا دون محاكمة أو عقاب فيما اختارت المؤسسة الإسرائيلية تجريم الضحية.

 عاد موقع 'عرب 48' بدواليب الأيام إلى الوراء ليرصد حال العائلة وفاجعتها، فما زالت العائلة تعيش مشهد الدم والقتل، لكنها تتسلح بالصبر وتؤمن بقضاء الخالق وقدره، وسألنا الوالد أبو لطفي عن المصاب الجلل، فرد بروح المؤمن الصابر ' الحمد لله على كل حال'، لكنه بدا غاضبا على من أقدم على إطلاق الرصاصات الغادرة صوب جسد ولده ليقتل آماله وأحلامه.

والد الشهيد: سنلاحق القتلة في محاكم البلاد وأن لم يتم سنتوجه إلى المحكمة والمؤسسات الدولية'

واستذكر والد الشهيد ليل الاستشهاد وقال: 'كانت الساعة اللعينة قد قاربت الواحدة بعد منتصف الليل، حينها سمعت صوت عراك منبعث من أمام البيت، وفورا هرعت بملابس النوم  مذهولا حيث الصراخ، وشاهدت الاعتداء الجسدي على أبني الشهيد خير واستطعت أن أتدخل وأحسم الأمر'.

إلا أن  أبني خير يقول الوالد 'أصر أن يعرف ما مصير صديقه الذي أتت الشرطة لاعتقاله لأسباب لم أعرفها، لكن بعدها مباشرة وكما شاهدت وشاهد الجميع قامت الشرطة بقتله مع سابق الترصد والتصميم'.

وأضاف: 'حقيقة أنا لم أكن بعيدا عن موقع تنفيذ الجريمة، لكن الكاميرا وشهود العيان يؤكدون أن الشرطة وبعد أن اعتقلت الشخص -أبن الجيران- واتجهت للخروج من الحي، استدارت وعادت بالاتجاه العكسي لتنفذ جريمتها، وهذا ما وثقته الكاميرات لحسن حظنا رغم المأساة'.

 وتابع الوالد 'أبني قتل كما قتل العشرات من أبنائنا قبله وفقط لكونهم عربا، لان هذه الجرائم لم تحدث لدى المواطنين اليهود، وبالتالي فإننا سنلاحق القتلة في محاكم البلاد وأن لم يتم سنتوجه إلى المحكمة والمؤسسات الدولية'.

وحول تفاعل الجماهير والقيادات العربية مع العائلة ومصابها، عبر عن رضاه قائلا 'لم يكن هناك تقصير رغم أن الصفعة جاءت من رئيس المجلس المحلي في كفركنا الذي أستقبل وزير الأمن الداخلي دون علمنا وفي وقت لم يجف دم أبننا وهذا أمر مؤسف ومؤلم'.

 وخلص القول انا مؤمن بقضاء الله وقدره واطالب القيادات العربية جميعها ان تقيم الدنيا ولا تقعدها من اجل محاسبة المجرمين ووقف هذا الاستخفاف بدم وحياة العربي لتصل صرختنا الى اعلى المؤسسات الدولية ومحاسبة المجرمين وتوفير الحماية كمواطنين مهددين .

 حكروش: موقف السلطة المحلية لم يرقى لمستوى الحدث

أما عضو المجلس المحلي وليد حكروش وجه اللوم لإدارة السلطة المحلية التي استقبلت وزير الأمن الداخلي قبل أن تجف الدماء والإفراج عن كافة المعتقلين،  وقال: 'من وجهة نظري فإن السلطة المحلية لم ترقى لمستوى الحدث وأرى أن هناك ارتباط مباشر بين الحدث الكبير وهذه الجريمة، فهذه الإدارة يجب أن تكون سياسية ووطنية ويجب أن تكون هناك علاقة مباشرة وعلى السلطة المحلية أن تعي وتدرك هذه الأمور البديهية كونها جزء من تمثيل أقلية قومية أصلانية في هذه البلاد'.

وبالتالي، يؤكد حكروش أن التعامل العنصري كما يحصل في كافة المجالات وما يتبع هذا التعامل العنصري كما سبق أيضا مع قتل 47 عربيا في حالات مشابهة منذ العام 2000 إنما هذا يندرج في نفس السياق المعادي للعرب.

وأضاف حكروش: ' أداء السلطة المحلية خلال هذه الجريمة شهد تأتأة وازدواجية في التعبير عن الموقف من قبل الرئيس الذي بتصرفه كشف عن عدم الثقة بالنفس، ويعيد هذا السلوك ذاكرة أيام الحكم العسكري'.

 وتساءل حكروش هل يعقل موقف الإجماع الذي تم بالمتابعة  المطالب بإقالة وزير الأمن الداخلي ثم تأتي السلطة المحلية لتجتمع بهذا الوزير المسؤول عن الجريمة؟ّ.

التعليقات