الناصرة: مدرج جبل القفزة يعاني الإهمال ودعوات للمحافظة عليه

عبّر عدد من سكان مدينة الناصرة عن استيائهم الشديد من عدم استغلال مدرج جبل القفزة وإهماله لفترة طويلة من قبل إدارة البلدية السابقة في حينه والإدارة الحالية،

الناصرة: مدرج جبل القفزة يعاني الإهمال ودعوات للمحافظة عليه

عبّر عدد من سكان مدينة الناصرة عن استيائهم الشديد من عدم استغلال مدرج جبل القفزة وإهماله لفترة طويلة من قبل إدارة البلدية السابقة في حينه والإدارة الحالية، وطرحوا عدة تساؤلات حول مصيره وإذا ما سيقضى على المدرج مثلما قضي على سوق البلدة القديمة؟! أو سيكون مكاناً يزوره هواة الليل وينساه أهل المدينة!.

وشهد جبل القفزة أعمال تطوير عام 2009 وذلك تحضيراً لاستقبال بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، لإقامة القداس الاحتفالي بحضوره على مدرجات المدرج لكي يتسع للجماهير الغفيرة التي أقبلت على مدينة الناصرة آنذاك.

وقال علاء دراوشة من الناصرة لـ"عرب 48": "لقد تم تنظيف المدرج العام الماضي عندما تقرر قدوم الفنان الفلسطيني محمد عساف إلى الناصرة وأقر في حينه بأن يتم الاحتفال في مدرج القفزة، وذلك لاحتواء عدد أكبر من الجمهور الذي يريد أن يشارك في الحفل، ومنذ ذلك الحين ولغاية اليوم فإن المكان مهمل وبدون تنظيف، وغير مستغل. لم نتوجه لبلدية الناصرة لكي تقوم بالتحرك من أجل أن تكون هناك نشاطات فيه لأن السبب واضح، فمدرج القفزة يقع على أعلى جبل في الناصرة وهو جبل القفزة، وعليه ليس من الممكن أن لا يكون ملفتا لانتباه المسؤولين. عام 2013 قامت إدارة البلدية السابقة ببحث عدة أمور من أجل استغلال المدرج، ولكن كل هذا كان أمام وسائل الإعلام فقط".

وتابع دراوشة: "ما نطلبه من البلدية الحالية بأن تستغل هذا الكنز الحقيقي الذي من الممكن أن يغير حياة المدينة ويفتح عدة أبواب رزق للمواطنين، وقد يصبح مكانا ومركزا مهما للسياحة ومسرحا لتقديم النشاطات الثقافية والفنية، مثله مثل مدرج جرش الروماني ومدرج قيسارية الروماني التاريخي، لا ينقصنا أية شيء لنحول المكان لمركز سياحي حيوي لأن الناصرة مركز ديني مهم أيضا".

وقال عبد الله شاهين لـ"عرب 48" إن "مدرج القفزة لو تم إعداده بشكل صحيح لتغير الوضع في المدينة، مكان يتسع لعدد كبير من الأشخاص من الممكن أن يتحول إلى منطقة مركزية مربحة وتجلب السياحة الداخلية والخارجية، مدرجات القفزة مهملة جداً ودون عناية، وهي تستقطب أولئك  الذين يقضون وقتهم في شرب الكحول على المدرج دون أن يحافظوا على نظافة المكان. لا أنكر ولا أستطيع القول بأنه لا توجد حراسة على جبل القفزة، بل العكس صحيح فهناك حراسة ودوريات للشرطة ووضعت بوابة تغلق المدرج في المساء بعد ذهاب السياح الزائرين لجبل القفزة، ولكن أليس من حق المكان أن يكون نظيفاً؟ ثم أين الفعاليات التثقيفية التوعوية والفنية التي تليق بهذا البلد التاريخي؟".

وأضاف شاهين: "أظن أنه على بلدية الناصرة أن تنظر للأمر بجدية كاملة وأن لا تقوم بإهمال معلم تاريخي للناصرة. صحيح أن المدرج وليد العهد، ولكن من حقه علينا أن تكون له مكانته بين المدرجات الشبيهة له، وكلي أمل بأن تستجيب بلدية الناصرة لما نراه كشباب يحافظ على معالم المدينة".

الجدير ذكره أن مدرج الاحتفالات في جبل القفزة بالناصرة يشكل معلمًا معماريًا وثقافيًا جديدًا للناصرة تستطيع المدينة وأهلها الاستفادة منه وجعله دافعًا لنشاطات وفعاليات ومهرجانات تأخذ على عاتقها مستقبلاً القيام بفعل تحريك الحياة الثقافية في المدينة وبالتالي خلق بدائل وركائز جديدة تدعم اقتصاد البلد.

 مدرج جبل القفزة يتشكل من عدة طبقات رئيسية فيها 7000 مقعد ثابت، يمكن أن يضاف إليها حوالي 28 ألف مقعد متحرك، بمعنى أن مجموع ما يتسعه المدرج هو حوالي 35 ألف مقعد، وهذا الأمر يجعل من مدرج جبل القفزة الأكبر ليس فقط على مستوى البلاد إنما على مستوى المنطقة. ويمكن الإشارة إلى أن مدرج الناصرة هو أكبر من مدرج جرش في الأردن، حيث أن مدرج جرش يتسع إلى ما بين 4000 - 5000 شخص، وكذلك هو أكبر من المدرج الروماني في قيسارية.

التعليقات