عقد مساء أمس الثلاثاء مؤتمر صحفي دعا إليه متولي الوقف الصادقي والشعبي، الشيخ محمد زهرة، في جامع الجزار بمدينة عكا للكشف عن وثائق مستندات هامة بعد مرور عام على كارثة عكا، والتي راح ضحيتها 5 أشخاص لا ذنب لهم إلا أنه قدر لهم أن يناموا ليلتهم تحت سقف سقط عليهم، رايق سرحان (65 عاما) وزوجته نجاح أمركاني (65 عاما) وابنهما نصر الدين (8 أعوام) ، ومحمد بدر (43 عاما) وزوجته حنان (38 عاما) بتاريخ 17.2.2014 وتكشف هوية المتورطين فيها، وشارك في المؤتمر أبناء من عائلات ضحايا الكارثة والجيران، بالإضافة إلى عضو البلدية المحامية مديحة رمال، ورئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي في جامع الجزّار بعكا، سليم نجمي.
'المبنى يعود للوقف الشعبي والصادقي'
افتتح الشيخ محمد زهرة المؤتمر بالترحم على ضحايا كارثة عكا سائلا الله أن يقتص من الظالمين يوم القيامة، وأشار إلى أنه 'سيضع النقاط على الحروف ويكشف الستار عن أمور وقضايا لطالما كانت مخفية، أو لطالما أخفاها الكثير من المنتفعين، وأنه لم يكشف الأوراق التي بين يديه حتى يتحصل عليها جميعا، حتى لا تلعب أياد لإخفائها' وأعاد تذكير الحاضرين بمقالته في بيانه الأخير حول الكارثة الذي قال فيه: 'إننا في الوقف الصادقي والشعبي نؤكد أن لجان الوقف التي تولت إدارة الوقف الصادقي والشعبي منذ عقود كثيرة كانت تدير هذا المبنى حتى بداية عام 2013 وذلك إيمانا منها أن هذا المبنى يعود ويتبع للوقف الصادقي والشعبي، وهناك العديد من الأدلة على ذلك ومن أهمها وجود قطعة الشايش التي بقيت حتى بعد انهيار المبنى والمكتوب عليها الوقف الصادقي، إضافة إلى شهادة العديد من كبار السن، أمثال أبو بشير بياعة، الذين شهدوا ووقعوا على تصريح يؤكدون من خلاله بأن هذا المبنى يتبع للوقف الصادقي، إلا أننا وبعد وصول أول كتاب رسمي من مكتب المحاماة الذي يمثل شركة 'عميدار' والذي يوحي بأن هذا المبنى ليس من أملاك الوقف، دفعنا إلى التوقف عن جباية الإيجار الشهري من المستأجرين، إلا أننا وفي نفس الوقت بدأنا بمتابعة هذا الأمر أمام المؤسسات المعنية لتأكيد ملكية الوقف لهذا المبنى ومحاولة تحريره إلا أنه قدر الله حال دون ذلك، وكان انهيار المبنى قبل إنجاز هذا الأمر'.
عضو البلدية رمال تساعد في التحقيقات
وتابع الشيخ محمد زهرة حديثه حول تصريحات نائب رئيس بلدية عكا والتي وصفها بالمثيرة للدهشة على حد قوله، وقام بعرض مستندا استخرجته عضو البلدية مديحة رمال يفيد بأن البلدية لم تتقدم بدعوى قضائية واحدة ضد المذكورين آنفا، واصفا بأن الأمر وكأنه 'دبوس وقع في كومة قش، ولا تستطيع المستشارة القضائية للبلدية أن تحصي ما يقارب الـ 15 عاما'، وعرض أمام المشاركين في المؤتمر الاتفاقية المبرمة بين الوقف الصادقي والشعبي وبين المستأجر خالد بدر والتي تفيد في بندها الأول أن 'لا يبيع أو يؤجر أو يسلم أو يشرك أحد فيه معه بدون موافقة خطية سلفا من الوقف الصادقي والشعبي'.
وهنا صرح أن المسأجر خالد بدر 'ناكث للعهد مع الوقف، وبهذا يفقد كل ما يتعلق بملكيته لهذا العقار'.
الوقف الشعبي من خلال المحامي إياد حجوج تابع قضية الهوائيات
وأجاب الشيخ زهرة خلال المؤتمر على تساؤلات نائب رئيس بلدية، أدهم جمل، بعد وقوع الكارثة 'ماذا فعل الوقف؟'، 'هل الوقف باع القضية وأكل من تحت الطاولة؟! قائلا: 'إن هذه اتهامات سمعناها مرارا ممن لا يحق له اتهامنا وأعرض أمامكم مستندا يُظهر ارسال محامي الوقف، إياد حجوج، رسالة تحذيرية إلى شركات الهوائيات من استخدامها غير القانوني لملكية الوقف الصادقي والشعبي، من خلال استخدام سطح بيت خالد بدر، ومستندا آخر يُظهر رسالة من قبل الوقف لخالد بدر، تحذره من الاستمرار في تأجير السطح، قبل إتخاذ إجراءات قانونية بحقه، ولكن 'لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.. ولما كانت هذه الكارثة لو كان المنادى حيا.. فقمنا بتقديم دعوى قضائية ضده'.
زهرة: 'بإمكان الجميع محاسبتي منذ توليتي بعد عام 2010'
وتابع: 'إن السيد أدهم جمل برّر عدم تنفيذ هدم المباني غير القانونية في المبنى المنهار بصعوبة وصول المعدات والنواحي الاجتماعية للبلدة القديمة، ولكنه تناسى أن المباني غير القانونية المطلوب إزالتها هي ليست مكونة من حجارة وإسمنت وحديد، ولكنها عبارة عن هوائيات، وأعرض أمامكم مستندا يُظهر ما أفاد به مراقب البلدية بعد 6 أشهر من قرار إزالة الهوائيات، حيث يقول ما مفاده أنها أزيلت إلا واحدة لشركة 'موتورولا' ولكنها غير موصولة!!. وقال أن 'وزارة الاتصالات تسمح للبلدية إزالة أي جهاز بث ولو كان قانونيا إذا ظنّت أنه يشكل خطر اجتماعي أو آخر على سكان البلدة، الوقف أخطأ في تلك الفترة لاستمراره في إدارة المبنى المنهار، ولكنه كفّر عن خطئه بتقديمه مجموعة الدعاوى المذكورة آنفا، وأن بإمكان الجميع أن يحاسبوني على الفترة ما بعد عام 2010، أي بعد توليتي لإدارة الوقف'.
'لماذا لم ينفذ قرار البلدية؟'
وأضاف: 'اسألوا البلدية أين كان مراقبوها من تاريخ 9.5.2006 حتى وقوع الكارثة في 17.2.2014؟! لماذا لم ينفذ قرار المحكمة غير القابل للاستئناف؟! أين كان مراقبو البلدية الذين نزلوا إلى الشونة ووضعوا الدهان على الكلاب والحيوانات ووضعوه على المركبات وعاثوا في الأرض فسادا'.
واختتم الشيخ زهرة حديثه مستعرضا 'ما حصل مع وفيق آغا (أبو محمد) أحد سكان البلدة القديمة، الذي أرسل في عام 2006 لمراقب الدولة يبلغه عن بقاء وجود الهوائية على سطح البناية المنهارة، رغم تصريح مراقب البلدية بزوال واحدة وبقاء أخرى غير موصلة. وبعد استبيان مراقب الدولة عن الأمر من البلدية تبين أن الهوائية ما زالت تعمل'.
سليم نجمي: ' لا نريد أن يكون هوائيات في أماكن غير قانونية في عكا القديمة'
وتحدث رئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي في جامع الجزّار بعكا، سليم نجمي، خلال المؤتمر قائلا: 'لقد فُجعنا بسبب الحادثة كما فجع بها كثير، لم أكن أعلم بأنه توجد هناك هوائيات، وسؤالي الآخير في بلدية عكا: لماذا توجد هوائيات في الملعب الرياضي؟ فكان جواب البلدية لأننا لا نريد أن يكون هوائيات في أماكن غير قانونية في عكا القديمة. نحن قمنا بواجبنا تجاه الأهالي ومن دوافع حبنا لأهالينا ودوافع إنسانية ودينية وقومية احتضننا العائلات التي تشردت، ولا نحمل أحد جميل فهذه أموال الوقف الإسلامي التي علينا أن نصرفها على المسلمين، وقد جدنا بأن الواجب الإنساني أهم من كل المشاريع، وأشكر كل من ساعد لجنة الأمناء بهذه المصاريف'.
التعليقات