جمعة الزبارقة: شعبنا ربح الوحدة وسنصونها

قال المرشح الرابع عشر في القائمة المشتركة عن التجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، ابن قرية اللقية في النقب، لـ"عرب 48" إن "شعبنا ربح إنجاز الوحدة، والمطلوب الآن وعلى المدى البعيد المحافظة على وحدتنا وتعزيز العمل الوحدوي

جمعة الزبارقة: شعبنا ربح الوحدة وسنصونها

جمعة الزبارقة

قال المرشح الرابع عشر في القائمة المشتركة عن التجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، ابن قرية اللقية في النقب، لـ'عرب 48' إن 'شعبنا ربح إنجاز الوحدة، والمطلوب الآن وعلى المدى البعيد المحافظة على وحدتنا وتعزيز العمل الوحدوي في القائمة المشتركة لمواجهة التحديات والتصدي لسياسات ومخططات الحكومة اليمينية المقبلة التي سيشكلها بنيامين نتنياهو'.

* كيف تقيّم نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد عامة والمجتمع العربي خاصة؟

من الواضح أن المجتمع الإسرائيلي أثبت أنه أكثر يمينية وفق ما أظهرته نتائج الانتخابات الأخيرة، واستطاع نتنياهو أن يستميله في أعقاب تحريضه العنصري على المواطنين العرب الفلسطينيين في البلاد.
وفيما يخص مجتمعنا العربي الفلسطيني فإن نتائج الانتخابات أفرزت إنجازا كبيرا فقد حصدت القائمة المشتركة نحو 444 ألف صوت وارتفعت نسبة التصويت تأييدا لوحدة الأحزاب العربية في إطار القائمة المشتركة وكنسنا الأحزاب الصهيونية من بلداتنا، ولمسنا الالتفاف الشعبي الواسع حول قائمتنا، وهذا تغير إيجابي في ذهنية العربي الفلسطيني.
صحيح أننا من ناحية عدد المقاعد كنا نرغب بالحصول على 15 مقعدا وليس 13 مقعدا فقط، ولكن كتجربة أولى بخوضنا الانتخابات بقائمة وحدوية لعرب الداخل الفلسطيني سجلنا ما هو أكبر وأعظم من ذلك، إذ أن هذه التجربة ضربت مثلا للوحدة وأكدت أنه بإمكان الأشقاء العرب في عالمنا العربي أن ينظروا إلى الوحدة على أنها أداة نجاة لإنقاذ أنفسهم ودولهم من التشرذم والانقسام والاقتتال الدامي. وهي كذلك تشكل بارقة أمل لغد فلسطيني أفضل في مواجهة الانقسام والاحتلال. والمطلوب من كل مركبات القائمة المشتركة صون إنجاز الوحدة وتطويره لخدمة قضايا جماهيرنا وشعبنا السياسية والاجتماعية.

* إلى ماذا تعزو نسبة التصويت المنخفضة في النقب؟

نعرف أنه كان باستطاعتنا استثمار التأييد الشعبي للقائمة المشتركة لرفع عدد المقاعد أكثر، ومن المهم الاجتهاد أكثر في المستقبل.
نسبة التصويت في النقب تحديدا ارتفعت من 45% إلى 55% وهذا غير كاف، وللأسف فإن العوامل الصعبة في بلدات وقرى النقب وبعدها الجغرافي عن مراكز الاقتراع ومخططات السلطة وسياساتها لعبت دورا سلبيا ومنعت من الكثيرين الوصول إلى مراكز الاقتراع ما يعني أننا خسرنا هذه الأصوات التي كانت ستصب في دعم القائمة المشتركة. طبعا أضف إلى ذلك عوامل أخرى أكثر تعقيدا ومنها فقدان ثقة العربي في النقب للعمل البرلماني بسبب سياسات الحكومة العنصرية من حيث التضييق وهدم المنازل والبطالة والفقر والتشريد والتمييز والتهجير.
وأعتقد أن تشكيل القائمة المشتركة ونجاحها شكل بارقة أمل وعنوانا لأهلنا في النقب الذين منحوها 42 ألف صوت.

* واضح أن النقب يعاني من هجمة سلطوية تستهدف البشر والحجر، فسياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها توظف في اقتلاع العربي من النقب، والأهل يعانون من شظف العيش وقساوة الظروف المعيشية ومخططات عنصرية، كيف بالإمكان مواجهة كل هذا لحماية النقب وأهله؟

بالنسبة لقضية النقب، فالحكومات المتعاقبة تريد أن تفرض حلا من طرف واحد بالشكل الذي تراه، وأهل النقب يعلمون جيدًا أن ما يجري وما تريده السلطات هو تجريدهم من حق الملكية على الأرض، وهذا واضح جدا، ومن ناحية أخرى لا نرفض التطور، بل نسعى لنيله، لكن ليس بكل ثمن، ولو خير أهل النقب بين الاكتفاء بالعيش البسيط الممزوج بالمعاناة، وبين التنازل عن ملكية الأرض، فكلي ثقة أنهم سيختارون الخيار الأول أي التمسك بالأرض ومواصلة المواجهة. يجب أن لا ننسى أن الهجمة العنصرية لم تقتصر على مصادرة الأرض التي بدأت منذ عام النكبة، بل رافقها مخططات تجهيل وتهميش ومصادرة للهوية الوطنية وصولا إلى تفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية لنتحول إلى عائلات وعشائر متناحرة فيما بينها.
المطلوب الآن من القائمة المشتركة وكافة مؤسساتنا الوطنية في الداخل إعداد برنامج تفصيلي للنضال على الأرض ومواجهة الملاحقات والتضييق وهدم المنازل العربية، نريد نضالا من داخل البرلمان وخارجه لحل مشاكلنا الملتهبة وخاصة فيما يتعلق بالأرض والمسكن وتوفير لقمة العيش الكريم. بإمكاننا الاستفادة من نجاح تجربة القائمة المشتركة كمشروع عمل وحدوي وتطبيقه في النقب.
أرى أنه من الواجب تدويل قضية النقب وطرحها في المحافل الدولية على طاولة منظمات حقوق الإنسان.

* كنت أقرب من ذي قبل إلى الدخول للكنيست كونك المرشح الرابع عشر في القائمة المشتركة، ولولا أصوات الجنود الإسرائيليين وأصوات البطاقات المزدوجة لتحقق ذلك، مع أن النضال وخدمة شعبنا في الداخل وأهلنا في النقب تحديدا غير مرتبط بوجودك داخل أو خارج البرلمان، ما تقول؟

بكل تأكيد نحن مستمرون بالنضال لخدمة قضايا شعبنا الاجتماعية والسياسية ومعالجة قضاياه اليومية. معاناة أهلي في النقب والمجتمع العربي برمته تستوجب وجودنا بصورة فعالة دائما بين الناس وتستدعي العمل بمهنية وخبرة وثقة لرفع الغبن والمعاناة عن كاهلهم. إن الخطاب السياسي مهم، لكنه لوحده غير كاف لحل قضايانا اليومية، ويجب الربط بين الأمرين.
فور دخولي البرلمان وفقا لاتفاقية التناوب في القائمة المشتركة بعد انقضاء النصف الأول من دورة الكنيست الجديدة سأعمل مع رفاقي وزملائي وفق هذه المبادئ، فأنا لا أمثل النقب فحسب، بل كل المجتمع العربي الفلسطيني في الجليل والمثلث والمدن الساحلية أيضا.  

* هل من كلمة أخيرة ترغب بتوجيهها لجماهيرنا العربية في الداخل؟

أتوجه بالشكر والعرفان إلى الأخوة الشرفاء الذين دعموا القائمة المشتركة من الشباب والصبايا والرجال والنساء من كل قرية ومدينة فردا فردا، وأشكر كذلك رؤساء وأعضاء المجالس والبلديات الذين دعموا القائمة المشتركة وساهموا في إنجاح هذا المشروع الوطني الجبار، شكرا للرفاق والأخوة في القائمة  المشتركة الذين عملت معهم بانسجام تام، شكرا لرفاقي ورفيقاتي في التجمع الوطني الديمقراطي من كل البلاد على طولها وعرضها الذين واصلوا الليل بالنهار لأجل إنجاح القائمة المشتركة.
أعدكم كما عهدتموني ورفاقي في التجمع بأننا سنكمل المشوار وعلى الدرب سائرون لصون وحماية وحدة شعبنا وقائمتنا المشتركة مع كافة الأخوة من الأحزاب العربية، شعبنا ربح الوحدة وسنصونها ببؤبؤ العين.

التعليقات