أم الفحم: من يوقف العنف بين طلابنا؟

سادت عدة مدارس في مدينة أم الفحم في الأيام الأخيرة حالة من القلق والهلع إثر تفشي آفة العنف وشجارات بين طلاب في مختلف المدارس.

أم الفحم: من يوقف العنف بين طلابنا؟

منظر عام لمدينة أم الفحم

سادت عدة مدارس في مدينة أم الفحم في الأيام الأخيرة حالة من القلق والهلع إثر تفشي آفة العنف وشجارات بين طلاب في مختلف المدارس.

وكان مجهول أقدم مؤخرا على إطلاق النار نحو سيارة مدير مدرسة ابن سينا الابتدائية، واندلع شجار بين طلاب في مدرسة ثانوية قبل أيام أسفر عن طعن طالب واعتقال آخر.

وقد شهدت مدرسة إعدادية في المدينة شجارا بين طالبين أصيب أحدهما بجراح متوسطة بعد تعرضه للطعن من الآخر.

وأثارت هذه الظاهرة المقلقة ردود فعل واسعة وغاضبة في الشارع الفحماوي.

خطورة الوضع

وقال سكرتير لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في أم الفحم، عبد المنعم فؤاد، لـ'عرب 48' إننا 'نستنكر هذه الأعمال جملة وتفصيلاً، ونحن ضد هذه الأعمال وهي غير مقبولة علينا بتاتاً. نعمل على إفشاء روح المحبة والأخوة بين طلابنا ونؤكد على ضرورة حل الخلافات عبر الحوار وتقبل الآخر وتحمل بعضنا البعض وارجاع هذه الخلافات إلى عناوينها الصحيحة لحلها فهناك عناوين في المدرسة من إدارة، مربين ومعلمين'.

وأضاف أنه 'نعمل في اللجنة المحلية ومنذ أيام بعدما على عدد من الفعاليات في مدرسة ابن سينا الإعدادية، ومن ضمن هذه الفعاليات تسيير قوافل طلابية في الشوارع الرئيسية يحمل الطلاب من خلالها لافتات تنبذ العنف وتدعو إلى السلم والمحبة'.

وأوضح أنه 'فيما يتعلق بالمدرسة الثانوية التي شهدت حادثة طعن، مؤخرا، فقد جلسنا مع الطلاب والإدارة وحذّرنا من خطورة الأوضاع البيئية والتربوية السائدة هناك عبر رسالة تم توجيهها للشبكة التي تدير المدرسة، وللأسف بعد أيام سمعنا عن حادثة الطعن مما يثبت خطورة الوضع هناك'.

التواصل

وقالت العاملة الاجتماعية ووالدة طالب في المرحلة الثانوية، آمال جبارين، لـ'عرب 48' إن 'ما نعاني منه اليوم مشكلة في التواصل بين الأولاد والأهل، هذه المشكلة تؤدي إلى أن يكون ساعات فراغ عند الطلاب، والطالب يحل مشكلته دون الرجوع إلى أهله. الرسالة التي أوجهها للأهالي هي أن يهتموا لأولادهم ويقلقوا لأمورهم'.

وأضافت أنه 'اليوم لا يوجد أهل يتابعون قضايا أولادهم ولا يعيرون للقيم أي اهتمام. يجب الاعتناء بالطلاب والتقرب منهم ومساعدتهم على حلهم للمشاكل'.

وأشارت إلى أن 'المدارس اليوم وللأسف تتحمل مسؤولية تصرفات الطلاب ويجب أن تنظم محاضرات توعية للعمل على تذويت القيم عند الطلاب وحب الآخر وأن الآخر هو أنا'.

ودعت إلى أن 'نعمل بشكل فوري على كبح جماح العنف لأنه من المؤكد إذا استمرت الأمور على حالها وبهذه الطريقة فستقع جريمة طعن أخرى'.

الهاوية

وقال  العامل الاجتماعي ووالد طالب في المرحلة الثانوية، عماد جبارين، لـ'عرب 48' إن 'المجتمع في الفترة الأخيرة يعاني من انحدار باتجاه الهاوية بسبب أعمال عنف وعنف متبادل بالذات بين شريحة الشباب والشبيبة، قد يؤدي إلى أحداث لا تحمد عقباها من تطورات خطيرة وشجارات متتالية نحو دوامة العنف اللامنتهية'.

وأضاف أنه 'علينا تدارك الأمر، والمسؤولية تقع على الجميع بدءا من المؤسسات الرسمية إلى المؤسسة العائلية والأهل، فلا يعقل أن لا نتكاتف جميعاً من أجل محاربة أو مواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية التي لا محال لها سوى تدمير أطياف المجتمع الفحماوي الذي عرف طيلة الوقت بالإصلاح والخير'.

وأشار إلى أن 'ضرورة طرح إقامة لجنة شعبية مكونة من مهنيين وشخصيات قيادية، تربوية واجتماعية بهدف إيجاد حلول وسبل مواجهة هذه الظاهرة بأسرع وقت ممكن، وفي مدينتنا هنالك كوادر بشرية ومهنية بإمكانها مواجهة هذه الظاهرة وظواهر أخرى'.

الوضع لا يحتمل

وقال رئيس مجلس الطلاب البلدي في أم الفحم، الطالب عمرو جبارين، لـ'عرب 48' إن 'الوضع لا يحتمل، فقد تفشى العنف في بيوتنا، إلا أنه قد تفشى بمدارسنا بشكل كبير، ووصلنا إلى وضع شهدنا فيه عدة أعمال عنف خلال أقل من أسبوع واحد، وهذا وضع لا يستطيع أحدنا تحمله في بلد يجب أن يكون عنوانها الأمان لكل من يسكنها. هذه جرائم في حق طلابنا، وانعدم الأمان لطلاب المدارس'.

وأضاف أن 'مجلس الطلاب الذي يمثل كل طلاب أم الفحم سيعمل من أجل الحد من ظواهر العنف المتفشية في المدارس، ولن نقف مكتوفي الأيدي لأن المدرسة هي البيت الأول للطلاب، وسنضع جل اهتمامنا في هذا الموضوع'.

جلد الذات

و قال توفيق محاجنة لـ'عرب 48' إن 'المدرسة هي المكان الآمن والملاذ الدافئ لأولادنا وبناتنا، لكن ما آلت اليه الأمور في أم الفحم تدعو إلى القلق الشديد لأن ظاهرة العنف تستشري في مجتمعنا الفحماوي وباتت تؤرق مضاجع كل الشرفاء في هذا البلد. ما حصل في الأونة الأخيرة من اعتداء على حرمة مدرسة ابن سينا في أم الفحم يستوقفنا جميعا لنعيد حساباتنا، ونطرح أسئلة كثيرة على أنفسنا أولا وعلى المسؤولين في هذا البلد الحبيب الذي لطالما كنّا نفتخر ونعتز بانتمائنا له، فعلى من تقع المسؤولية الكبرى؟ هل تقع على عاتق البلدية التي لطالما سمحت للغرباء بالاستيطان في أم الفحم حتى وصلنا لمرحلة عدم السيطرة على عدد المغتربين؟'.

وتساءل أيضا 'ألا يجب على قسم المعارف أن يتخذ موقفا حازما تجاه ما حصل من إطلاق نار على مدرسة ابن سينا؟، أما كان حريا بقسم المعارف في بلدية أم الفحم باتخاذ قرار حازم تجاه الشرطة يدفعها للعمل على الكشف عن الجناة وذلك بالإعلان عن إضراب شامل في كل المدارس؟ إنها أسئلة هامة يجب أن تطرح فهل من مجيب؟'.

التعليقات