خلال شهرين: امرأة من الطيبة تتعرّض لـ3 اعتداءات عنصريّة

وباء العنصرية يُهاجم المرة تلو الأخرى، المواطنين العرب في البلاد، بعد انطلاق الهبّة الأخيرة والأحداث والتطورات التي جرت في الساحة السياسية، وخاصة بعد التحريض الواضح من قبل الحكومة والوزراء على السكان العرب.

خلال شهرين: امرأة من الطيبة تتعرّض لـ3 اعتداءات عنصريّة

وباء العنصرية يُهاجم المرة تلو الأخرى، المواطنين العرب في البلاد، بعد انطلاق الهبّة الأخيرة والأحداث والتطورات التي جرت في الساحة السياسية، وخاصة بعد التحريض الواضح من قبل الحكومة والوزراء على السكان العرب.

وفي الآونة الأخيرة، أخذت الحوادث في الازدياد بأعدادها وبحدتها، حيث أصبح المواطن العربي، أما مُهددًا أو متهمًا، فقط لكونه عربي، الأمر الذي يحوّل حياة البعض إلى جحيم، خاصة لمن اعتاد العمل منذ سنين في أوساط الوسط اليهودي، والذي بات يُعاني بشكل شبه يومي، من الحوادث العنصرية، التي وصلت إلى حد العنف الجسدي، بعد العنف الكلامي الذي يواجهونه.

آمال عازم من مدينة الطيبة، تبلغ من العمر 45 عامًا، أم لطفلة، ومتزوجة لعماد عازم من الطيبة، تعمل في مجال العناية بمدينة رمات شارون، منذ أكثر من عشرين عامًا؛ في الفترة الأخيرة، حدثت مع آمال، في فترة أشهر معدودة، عدة حوادث عنصرية تعرضت لها خلال عملها، والتي لم تحصل معها في العشرين سنة الأخيرة من عملها.

 وتروي آمال، أنها قد تعرضت لحوادث عنصرية، تركت بها جرحًا قاسيًا لإهانتها أمام العاملين اليهود، فقط لأنها عربية مُحجبة.

تحدثت آمال لموقع عرب 48، قائلة "إن ثلاثة حوادث عنصرية حصلت معها في فترة قصيرة. الأولى كانت عندما أرادت التنقل من مكان إلى مكان عملها في شارع وسط مدينة رمات هشارون، إذ كان هنالك شخص ما، يراقبها ويطاردها في الشوارع بسريّة، وكأنه ينوي فعل شيء ما، وعند وصولها إلى مكان العمل في الساحة، وقف أمامها على دراجته النارية، لابسًا خوذته الحاجبة لهويته، ونظر لها بنظرات استغراب.

خافت آمال جدًا من هذا الرجل، واستغربت من سبب نظره إليها، وتذكرت أنه كان يطاردها، ولاذت بنفسها صاعدة إلى مكان العمل، وبعد مرور عشرين دقيقة، طرق باب العمل شرطي، إذ به يسأل عن مشتبهة في البناية، العاملة اليهودية، قالت له إنه لا توجد لنا أيّة مشتبهة هنا، وإذ بآمال تتوجه إلى الشرطي، ليسألها أسئلة غريبة، وكأنها كانت تنوي تنفيذ عملية إرهابية، وقال لها إنه كان يبحث على محجبة،  لم تقف آمال ساكتةً حيال هذه التهم، فأجابت بهدوء، أنها تأتي إلى هنا منذ عشرين سنة ولم تقترف أيّة مخالفة في حق أي إنسان ولا في حق القانون، "أتحاسبني لأنني مُحجبة، وهل كل محجبة أصبحت مشتبهة" قالت. ثم سكت الشرطي، وتأسف على فعلته، وقال إنه فقط ينفذ الأوامر المطلوبة منه، ثم أدبر، بعد أن أُحرِجَتْ آمال وسط العاملين من اليهود، وشعرت بتوبيخ لم تشعره مدى حياتها.

وفي حادثة أخرى، ذكرت آمال، أنها بينما كانت تلقط أنفاسها في أحد المقاهي المجاورة لمكان العمل، تقدم إليها بعض الشباب المتطرفين، وبدأوا بنعتها بكلمات عنصرية "عربية مقززة"، "مخربة" و"الموت للعرب"، روّاد المقهى اليهود، لم يتفوهوا بكلمة واحدة، واكتفوا بنظرات استغراب حيال هذا العمل الترهيبي، آمال لم تسكت على حقها، وبدأت بشجب أقواله أمام الصامتين منهم. سببّت الإهانة لها حرجًا كبيرًا أمام العامة، وخاصة أنها من رواد هذا المقهى منذ سنين، ولم يُسمع لها أي تُرهات مع أي مواطن كان، بعدها، اتصل زوجها بأصحاب المقهى، معترضًا على ما حصل، وخاصة أنه لم يكن هنالك أي اعتراض من قبل أصحاب المقهى على هذا الحدث المُحرج العنصري، وكأنه أمر طبيعي، أو أنه غير مُنافٍ للإنسانية، لكن أصحاب المقهى، حفاظًا على ماء وجههم، بعد أن هدّدهم بنشر الحدث للصحافة مع اسم المحل، اعتذروا منه، وأتوا بالشباب المُعتدين كي يتأسفوا للضحية، بعد أن تم إحراجُها أمام العشرات من الناس.

 زوج السيدة، عماد عازم، رجل مُلتزم لدينه ولقضيته، "لكنني غير ملتزم بتَبرير الأعمال العنصرية على جميع الأصعدة"، إذ يذكر الزوج لموقع عرب48، أنه إنسان "مُحافظ على روح التعايش بين جميع الشعوب، ويؤمن أن الإنسان إذا أعطى احترامًا تلقى احترامًا، بغض النظر عن جنسيته وأفكاره ولونه ودينه"، ويضيف أنه في مدينة الطيبة كان يسعى دائمًا لمساعدة اليهود في البلدة، إذا احتاجوا مُساعدة. لكن ما حصل مع زوجته، أثار لديه الغضب الشديد، وكاد أن يؤدي إلى فقدان أعصابه بعد أن قال إنه إذا ما استمر هذا الوضع، فسوف نرى اعتداءات في الطرف الآخر، وهذا ما لا نريده.

وفي نبرة متوتّرة، استاء من عمل المسؤولين، الذين لم يقفوا بوجه العنصرية بشكل جدي على حد قوله، مضيفًا أن هذا الوضع لا بُد وأن ينتهي، ولا يمكن العيش في ظل هذه الاعتداءات اليومية على النساء والبنات فقط لأنهن عربيات وخاصة المتحجبات منهن، يجب على كل إنسان عربي في هذه الدولة، أن يقف من أجل إيقاف هذه الظاهرة التي تتفشى يومًا بعد آخر، وقبل أن يفوت الأوان، وحينها، لا يمكننا إلا أن نقفَ مكتوفي الأيدي.

التعليقات