الناصرة: مدرسة التمريض تخرج فوجها الـ 17

​في ظلّ إقبال الطّلّاب العرب في السّنوات الأخيرة على المهن الطّبيّة وتفرّعاتها، كالتّمريض، تزداد الصّعوبات لقبولهم بإحدى الجامعات أو الكليّات الأكاديميّة المختلفة في البلاد

الناصرة: مدرسة التمريض تخرج فوجها الـ 17

في ظلّ إقبال الطّلّاب العرب في السّنوات الأخيرة على المهن الطّبيّة وتفرّعاتها، كالتّمريض، تزداد الصّعوبات لقبولهم بإحدى الجامعات أو الكليّات الأكاديميّة المختلفة في البلاد، إذ تحول المعيقات والعراقيل التي تضعها الجامعات الأكاديميّة الإسرائيليّة دون قبول الطّالب العربيّ ليكون منتسبًا لها.

وعلى رغم هذا الواقع غير المشجّع، شرعت مدرسة التّمريض في المستشفى الإنجليزيّ بالنّاصرة بتدريس مهنة التّمريض للطلّاب العرب، لتخرّج مساء اليوم الجمعة، فوجها الـ 17، المتمثّل بـ 64 ممرّضة وممرّضًا، باحتفال مهيب في قاعة برنات.

أُفتُتح الاحتفال بصلاة من القسّ سهيل بطحيش، لتستعرض بعده مديرة مدرسة التّمريض، أمل خازن، مراحل تطوّر مدرسة التّمريض وبنسب مئويّة عن طلّاب المدرسة الذين انخرط غالبيّتهم في سوق العمل وفي مستشفيات البلاد، التي قالت 'خرّيجونا لديهم كفاءة عالية وقدرة على التّنافس. وهم يحصلون على وظائف في كافّة أنحاء الدّولة، من الجولان إلى النّقب'.

وحينما تطرّقت خازن لهذه المعلومة،  قام أحد الطّلّاب بتقديم نبذة عن تجربته في قبوله للعمل في ٣ أماكن في تل أبيب، بالرّغم من أنّه لم يكمل بعد دراسته للقبّ الأوّل.

وأردفت خازن إلى أنّ العمل بمهنة التّمريض، يحتاج إلى أكثر من شهادة جامعيّة، فلا يمكن الاستغناء عن الجانب التّطبيقيّ الذي يتعزّز بالممارسة.

وألقى رئيس بلديّة النّاصرة، علي سلّام، كلمته ناصحًا الطلّاب أن يكونوا سفراء للمجتمع العربيّ، ليحثّهم على تخطّي الصّعاب في الطّريق حتّى تحصيل الهدف.

وأردف سلّام أنّ كلّ مستشفيات النّاصرة تقوم بعمل جبّار، وبشكل خاصّ المستشفى الانجليزيّ الذي وصفه بالعمود الفقريّ.

ومن جهة أخرى عبّر النّائب يوسف جبارين، أنّ مدرسة التّمريض هي كنز لم نكن نعرف قيمته، فهو صرح علميّ ووطنيّ. وقال جبارين 'هذا الصّرح العلميّ ظلم على مدار السّنوات، ولو كان في بلدة يهوديّة لحصل على الاعتراف الأكاديميّ، ونحن قد وضعنا يدنا كقائمة مشتركة كي تصبح هذه المدرسة كليّة أكاديميّة، وأؤكّد أنّها ستكون كذلك، هنالك مشاكل آنيّة وسيتمّ حلّها، وها نحن نعمل على برنامج لإكمال الاستكمال الأكاديميّ للطلّاب كي يحصلوا على اللقب الأوّل'.

وأشاد النّائب جبارين بدور المستشفى الإنجليزيّ لبعثاته التّعاونيّة مع الضّفّة الغربيّة وقطاع غزّة.

وفي لقاءٍ خاصّ لعرب 48 مديرة مدرسة التّمريض، أمل خازن، صرّحت أنّ مدرسة التّمريض هي المدرسة العربيّة الوحيدة للتمريض على نطاق الدّولة، 'أنشئت منذ 92 سنة، هناك 32 مؤسّسة في الدّولة، ولكنّنا الوحيدين في المجتمع العربيّ، نحن كطاقم قريبون جدًا من الطّلّاب ربّما لأنّنا ننتمي للثقافة ذاتها، ونعرف الثقّافة العربيّة ونعلم ما هي مشاكل الطّلّاب والتّواصل معهم ومع أهاليهم، ومن هذه المشاكل القلق على الفتاة من قبل الأهل، ونحن نحاول التّواصل معهم وبعث الرّاحة في نفوسهم بشأن الأجواء الآمنة، كما ونوفّر أماكن سكن بالإضافة لذلك.

'وبالنّسبة للمشهد الأكاديميّ، فالطّلّاب العرب يريدون أن يكملوا دراستهم وفي كثير من الأحيان يتمّ رفضهم في كثير من الجامعات، ففي التّمريض هناك مقابلة خاصّة مع الطّلّاب في الجامعات، فإذا كان الشّابّ خجولًا نوعًا ما يمكن أن يتمّ رفضه، لأنّهم يعتبرون أنّ الخجل صفة تنقص من قيمة الشّابّ، مقارنةً بالمجتمع العربيّ فإنّنا نرى أنّ الشّابّ قد يكون خجولًا لأنّه يحترم الآخر والمرأة والأكبر منه سنًّا، ولذلك هو مظلوم لأنّه لا يفهم في الجامعات والكليّات الإسرائيليّة، وبالمقابل من يأتي إلى مدرسة التّمريض لا نجري معهم مقابلات وإنّما نختبر رغبتهم بعد السّنة الأولى'.

وتابعت أنّ هناك محدوديّة في قبول الطّلّاب وذلك لانحسار أماكن التّطبيق في المستشفيات، إضافة إلى المعيقات السّياسيّة التي تقف أمام مدرسة التّمريض 'نحن نسعى لرفع البرنامج ليشمل اللقب الأوّل منذ سنوات، الموضوع هذا سياسيّ أكثر ممّا هو مهنيّ، ونحن نعمل مع القائمة المشتركة على رفع مستوى الدّرجة الأكاديميّة وحصول طلّابنا على اللقب الأوّل في التّمريض'.

ومن جهة أخرى أعربت الخرّيجة أماني أمارة من النّاصرة، لعرب 48، بأنّها سعيدة في إنجازها بهذا اليوم وفخورة، إذ تعرّفت إلى كثيرٍ من الأمور خلال تجربتها التعليميّة، واكتسبت خبرة، مشيرةً إلى أنّ تجربتها العلميّة اعتمدت على فهم مواضيع ومجالات طبيّة كثيرة ومتنوّعة بفترة قصيرة جدًا، وكانت هذه إحدى الصّعوبات ولكنّها اجتازتها بنجاح.

يذكر أنّ فقرات موسيقيّة وكلمات من المُحتفى بهم قد تخلّلت الحفل، إضافةً إلى مشاركة عدّة شخصيّات اجتماعيّة وسياسيّة.

التعليقات