زعبي لوفد أميركي: إسرائيل تحاول اختيار قيادات الداخل

أكدت زعبي أن "أخطر المحاولات الإسرائيلية الأخيرة هي في محاولة اختيار قيادة الشعب الفلسطيني في الداخل، وإعادة رسم حدود العمل والخطاب السياسي لتلك القيادات، يتوج ذلك عبر إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، وسن قانون "الفيتو" ضد القيادات العربية المنتخبة،

زعبي لوفد أميركي: إسرائيل تحاول اختيار قيادات الداخل

من اللقاء

*تأكيد البعد القومي في نضالنا الديمقراطي، يقوي ديمقراطيته، وتخفيفه يضعف ديمقراطيته


التقت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، أمس وبالتنسيق مع 'IMEU' وحركة “Black lives matter”، وفداً أميركيا من مجموعة 'Dream defenders' التي تأسست عام 2012 بعد مقتل الفتى تريفن مارتن على يد الشرطة الأميركية، لتقدم نفسها كمجموعة ناشطة لمقاومة السياسة الأميركية والعنصرية بحق الأقليات والشرائح المستضعفة في الولايات المتحدة، ومنذ عام 2015 التفت مؤسسوها لأهمية ربط نشاطها بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني بسبب السياسة العنصرية للاحتلال.

وضم الوفد ناشطات وناشطين حقوقيين بالإضافة للسناتور الأميركي Dwight Bullard وصحفيين وفنانين وكُتاب مهتمين بالقضية الفلسطينية. 

في البداية عرضت المجموعة أمام النائبة زعبي أهمية تكثيف التواصل لتدويل معاناة الفلسطينيين ولتوصيل الرسائل للشعب الأميركي لتكوين آلية ضغط حول السياسة الأميركية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤثر سلبا على حياة الفلسطينيين وأحوال المنطقة بشكل عام، بالإضافة للتأثير السلبي على حياة الأميركيين على المستويين السياسي والاقتصادي.

وبعدها تعرضت للتطورات الأخيرة على الساحة الإسرائيلية، مؤكدة أن اليمين ثبّت حكمه، لكن الأهم أنه ثبت مفاهيمه في الحكم، عبر إعادة تشكيل النخب الإسرائيلية في البرلمان والإعلام والجيش والقضاء، وأن صراع اليمين هو على الحكم بكافة أشكاله، وليس فقط على سدة الحكم، أي على السلطة السياسية، وأنه لا يحارب كل ما هو فلسطيني فقط، بل كل ما هو في خلاف مع اليمين، الأصوات القليلة تلك التي تدرك خطورة التوجهات الفاشية التي تتطور في المجتمع والنظام الإسرائيليين، الجمعيات اليسارية والمحاضرين واليسار غير الصهيوني، بل حتى الأصوات الصهيونية التي تحاول تبييض السياسة الإسرائيلية عبر الهجوم على حالات يعرفونها هم كـ'خروج عن القاعدة'، بينما هي حالات تدل وتؤكد على القاعدة. 

وأكدت زعبي أن 'أخطر المحاولات الإسرائيلية الأخيرة هي في محاولة اختيار قيادة الشعب الفلسطيني في الداخل، وإعادة رسم حدود العمل والخطاب السياسي لتلك القيادات، يتوج ذلك عبر إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، وسن قانون 'الفيتو' ضد القيادات العربية المنتخبة، فالانتخابات الحقيقية لا تجري في صناديق الاقتراع، بل داخل الكنيست، حيث يستطيع 90 عضو قوتهم الوحيدة أنهم انتخبوا من قبل جمهورهم، وضع الفيتو على منتخب جمهور آخر، انتخبوا هم أيضا من قبل جمهورهم، وفي حالتنا من قبل نصف مليون مواطن'.

وأشارت إلى أن ذلك يعني، أنه 'إذا كانت الدولة اليهودية قد حرصت حتى الآن على الحفاظ على صورتها الليبرالية، وقلصت الديمقراطية لتكون ديمقراطية إجرائية فقط، بحق الانتخاب وحق التعبير، كحقوق إجرائية، ضمن مشروع عنصري واضح لسرقة الأرض، ومصادرة الوعي، وتغيير المكانة التاريخية لنا من أصحاب وطن إلى غزاة، فإنها الآن تقوم بالقضاء حتى على تلك الحقوق الإجرائية'، مؤكدة على 'عدم إمكانية التعايش بين أبسط الحقوق وبين يهودية الدولة'.

وأضافت أن 'مجتمعا يقبل 50% منه بالترانسفير، ولا يوافق 80% منه على المساواة في الحقوق، ونقصد الحقوق المدنية البسيطة، ناهيك عن حقوقنا كأصحاب وطن، هو مؤشر لتحول العنصرية إلى مركب ثقافي ونفسي عميق في المجتمع الإسرائيلي'.

وفي نهاية لقائها، أكدت زعبي، أن 'الغضب الإسرائيلي علينا، هو أننا نتعامل مع أنفسنا كما تتعامل المؤسسة معنا، أي كفلسطينيين، لا نقابل مقايضة المواطنة بالهوية، وفي أن قوة شعبنا لا تكمن فقط في أنه يحمل قضية عادلة، وفي أنه الجانب الأصلاني وليس المهاجر، بل في القوة الديمقراطية للنضال الذي نمثله'.
 وأكدت أن 'البعد المناهض للكولونيالية والقومي في نضالنا الديمقراطي، يقوي ديمقراطيته، وأن 'تخفيفه' يضعف ديمقراطيته'.

وفي الختام، أكدت منسقة اللقاء الناشطة نجوان بيرقدار 'أهمية عقد هذه اللقاءات، لفكرة ربط الصراعات، لتوصيل حقيقة نضالنا وصراعنا مع الاحتلال للشعب الأميركي، وأيضا للتعلم من نضالات أخرى قادتها حركات التحرر للأقليات والشرائح المستضعفة في وجه السياسات العنصرية، ولرؤية فلسطين من خلال عيونهم' على حد قولها.

اقرأ/ي أيضًا | زعبي تطالب السلطات المحلية بوقف التعامل مع الشرطة

كما قدمت بيرقدار شرحا حول العمل والنشاط الذي تقدمه هذه الوفود بعد عودتها لبلادها، من خلال رؤية المنسقين لسؤال 'وماذا بعد؟' وهو ما يؤكد نجاعة تنظيم اللقاءات مع الحركات والناشطين والسياسيين الفلسطينيين، من خلال عمل الوفود الإعلامي ومشاريع الضغط والمناصرة لحقوق الفلسطينيين في بلادهم.  

التعليقات