الناصرة: مظاهرة وحدوية ضد العنف والجريمة

جاب العشرات من أبناء الناصرة، بعد ظهر اليوم، السبت، شوارع المدينة من دوار شهاب الدين إلى ساحة العين، في مظاهرة ضد العنف والقتل وانتشار السلاح.

الناصرة: مظاهرة وحدوية ضد العنف والجريمة

من المظاهرة

جاب العشرات من أبناء الناصرة، بعد ظهر اليوم، السبت، شوارع المدينة من دوار شهاب الدين إلى ساحة العين، في مظاهرة ضد العنف والقتل وانتشار السلاح.

وشارك في المظاهرة الوحدوية كافة التيارات والأحزاب السياسية والجمعيات الناشطة، بالإضافة إلى كل من النائبة حنين زعبي والنائبة عايدة توما والنائب يوسف جبارين عن القائمة العربية المشتركة، والعشارات من أهالي الناصرة والبلدات العربية المحيطة.


اقرأ/ي أيضا: الناصرة: وقفة احتجاجية ضد العنف وانتشار الأسلحة

وكانت قد دعدت للمظاهرة مجموعة من النشطاء من كافة التيارات السياسية والاجتماعية، بالتعاون مع أهالي ضحية العنف الأخيرة، الشاب يوسف عبد الخالق (20 عامًا)، الذي كان طالبا جامعيا في عامه الثاني، يدرس موضوع الاقتصاد وإدارة الأعمال في كلية نتانيا، والذي راح ضحية جريمة إطلاق نار، الأحد 21 آب/ أغسطس، في الشارع الرئيسي بمنطقة النمساوي.

ورفع المتظاهرون العديد من الشعارات التي تدعو إلى نبذ العنف والجريمة، محمّلين جهاز الشرطة مسؤولية الجرائم، من انتشار السلاح وغياب الأمن الشخصي في البلدات العربية، لا سيما وأنها المسؤول الأول عن توفير الأمان وعنصر الردع لمجابهة الجناة، وانتهاجها سياسة تمييزية في محاربة مظاهر الجريمة والعنف، وتقاعسها في الكشف عن المجرمين.


وفي حديث لـ'عرب 48' مع النائبة حنين زعبي، قالت إنّ 'العنف في الناصرة يتصدر أعلى النسب في المجتمع العربي، إضافةً لإطلاق النار، ونحن لسنا في تنافس بين البلدات العربية بل نحن نعي ذلك وخطورته على حياة أبنائنا وبناتنا'.

وأشارت زعبي إلى أن 'هذا الأمر نكرره ولا نيأس منه، علينا أن نميز بين العنف والجريمة وعلينا تربية أبنائنا على التصدي للظاهرة باحترام الآخر والتربية على الحوار واحترام مكانة الفرد، وفي أن الخصام والإشكاليات لا تحلّ بالعنف، وعلينا أن نعي أن قضية العنف هي قضية بطالة وساعات فراغ وعدم توفر الأطر للشبان مما يؤدي إلى اللجوء لرفاق السوء والمخدرات والعنف'.

وتابعت، 'أمّا قضية الجريمة هي قضيّة محددة، تتوقف على دور الشرطة، وهي قضية تتوقف على عمل الشرطة ومعاقبة المجرم وتقديم لوائح اتهام والردع، ونتهم الشرطة الإسرائيلية أنها لا تقوم بدورها بل توجه مجهودها نحو ملاحقة الشباب والمتظاهرين والنشاطات السياسية، وليس إلى ملاحقة المجرمين.

وأضافت 'معروف في كل حي في الناصرة، سواء في أحياء المركز أو الأطراف، أين هي بؤر المخدرات، فلماذا لا تقوم الشرطة بملاحقتها؟ كلنا نعلم أن البؤرة التي قامت بقتل الشاب يوسف عبد الخالق هي أيضًا بؤرة مخدرات، فهل قامت الشرطة بعد أسبوعين بحملة جمع سلاح؟ أو هل قامت بملاحقة تجار المخدرات؟ أم أنها تريد أن تأكل الجريمة والمخدرات والعنف الشبان العرب؟'.

وأكّدت على أن 'هناك خطوات قادمة ومخطط تصاعدي، وهي المسيرة الثانية بعد أن كان هناك وقفة احتجاجيّة'، مشيرةً إلى أننا 'سنستمر في المظاهرات وسنعقد مؤتمر صحافي وفتح ملف خاص بالناصرة، لمراقب الدولة ومطالبة الشرطة بالقيام بدورها'.


ومن جهته، قال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة لـ'عرب 48'، إنّه ليس متأكدًا من أنّ 'العنف آخذ بالازدياد في المجتمع العربي، ولكن هناك إدراك أكبر لمخاطر الظاهرة، وتفاعل مجتمعي أكبر تجاه تقاعس السلطات الإسرائيليّة عن القيام بواجبها تجاه المواطن العربيّ، وإطلاق اليد للجريمة في هذا المجتمع'.

وأضاف بركة أنه 'في لجنة المتابعة أقمنا قبل سنتين إطار لمحاربة هذه الآفة، بعد مقتل مدير مدرسة في الطيبة، ومنذ ذلك الحين، نحنُ نقوم بالأبحاث الأكاديميّة والمبادرات الاجتماعيّة، مثل هذه المبادرة في الناصرة، التي تقوم بها مجموعة من الشباب من مجموعات سياسية مختلفة، ونكن الاحترام والدعم لهم من أجل أن يحذي حذوهم الشباب في شتى القرى والمدن العربية، التي تخرج إلى الشارع لتدافع عن نفسها'.


وعن تأثير العنف على نواحٍ مختلفة في المجتمع العربيّ، أشارت مديرة مؤسسة نساء ضد العنف، نائلة عوّاد، في حدث لها مع 'عرب 48'، إلى أنّه 'كلما ازداد العنف في مجتمعنا تزداد بشكل طردي ظاهرة العنف ضد النساء، ولكن من المهم أن نؤكد أن العنف مع موازين القوى، في مجتمع ذكوري ويعاني من التمييز، يفاقم ويزيد من ظاهرة العنف ضد النساء، ومن هنا نؤكد على أنّ ظاهرة العنف ضد النساء في ازدياد واضح، وعلينا كمجتمع أخذ موقف واضح وصريح ووضع ظاهرة العنف ضد النساء على سلم أولوياتنا السياسية والقيادية والاجتماعية من أجل مناهضة كافة أشكال العنف'.

اقرأ/ي أيضا: الناصرة: مقتل الشاب يوسف عبد الخالق

أما عضو بلدية نتسيرت عيليت عن القائمة العربية المشتركة، د. رائد غطاس، يرى أنّ 'لا شك في أن هناك فروقات بين نتسيرت عيليت والناصرة، والأسباب عدّة للعنف، ونحن لا نعفي أنفسنا كمجتمع وأهل في قضية محاربة العنف والتثقيف، ولكن هناك أسباب واضحة لظاهرة العنف، منها وجود السلاح غير المرخص، ولذلك نحن نوجه أصبع الاتهام إلى الشرطة، بأن هذا السلاح لو وجه إلى يهوديّ لكانت الشرطة جمعته بليلة واحدة، ولكن لأن السلاح موجه من عربيّ إلى عربيّ، يترك، فيجب أن تكون جهود حثيثة من الشرطة لمحاربة العنف'.

يذكر أنّ البعض عبّر عن امتعاضه بسبب المشاركة الهزيلة، والتي لم ترق إلى مستوى أحداث العنف الكبيرة التي تتفشى في مجتمعنا، وتنهش بأجساد شبابنا.

التعليقات