حمّلت بلديّة أم الفحم الشرطة الإسرائيلية مسؤولية الانفلات الأمني الذي تعاني منه المدينة، وآخر مظاهره مقتل شاب خلال حفل زفاف، ليلة الخميس-الجمعة.
وقالت البلدية في بيان لها، صدر اليوم، السبت، إنها ممثلةً برئيسها وأعضائها وموظفيها، وباسم جميع المواطنين الشرفاء في المدينة، 'نستنكر ونشجب بأشد العبارات جريمة القتل التي أودت بحياة الشاب حسين رعد محاجنة، أثناء مشاركته في أحد أفراح أقاربه، ونعبر عن أسفنا وحزننا الشديدين للجوء إلى العنف وإلى السلاح في حسم القضايا أو فض الخلافات في ما بيننا، بهذا النهج وهذا الأسلوب الذي هو بعيد كل البعد عن ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا الفحماوية الأصيلة'.
وأضاف 'وفي الوقت ذاته، ننعى بمزيد من الحزن والأسى فقدان المرحوم، ونسأل الله الصبر والسلوان لأهله وأقاربه وأصدقائه، وإنا لله وإنا اليه راجعون، وللأسف الشديد، إن هذا الحادث يأتي عشية ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا في مسيرتنا كجزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، ذكرى هبة القدس والأقصى، لعلها تذكرنا أن هناك قضايا مهمة وكبيرة في مسيرتنا يجب أن تأخذ منا جهدنا وتفكيرنا وتضحياتنا ولا نبقى نشكو ونعاني مآسي وتداعيات العنف بكل الأشكال والصور'.
وصدر بيان بلدية أم الفحم، في أعقاب التئام المجلس البلدي، مساء أمس، الجمعة، بجلسة طارئة لبحث تطورات القضية والوقوف على تداعياتها، إذ قد خلص المجلس إلى ما يلي:
مطالبة 'كل المواطنين الأعزاء بالتأني والتروي في حل الإشكالات وفض الخصومات واللجوء إلى طرق الحوار والتفاهم أو اللجوء إلى أهل الخير والإصلاح في بلدنا الحبيب، بدل اللجوء للعنف والسلاح'.
كما أكّد المجلس البلدي على 'امتنانه وشكره لكل أهل الخير والإصلاح اللذين يبذلون الأوقات الغالية والنفيسة من أجل هذا الهدف النبيل. ولكن بسبب كثرة المشاكل ومن باب تطويقها والإسراع بحلها، قررنا في المجلس البلدي أن نبادر إلى تعزيز لجان الإصلاح بشخصيات وكوادر فحماوية إضافية، ودعم هذه الجهود الإصلاحية وتنظيمها من خلال مركز ومنسق من قبل البلدية'.
وقرر المجلس البلدي استدعاء ضابط المحطة في غضون الأسبوع القادم، وقائد منطقة لواء حيفا للوقوف على هذه الظاهرة المقلقة وإيجاد الحلول العملية والرادعة، بعدما قام بتحميل الشرطة المسؤولية كاملة.
كما جاء في البيان أنه 'في هذا المقام، نؤكد أن قسم المعارف منذ بداية العام الدراسي الجديد يقوم على إعداد خطة تربوية شاملة لكل جهاز التربية والتعليم، بداية من جيل الطفولة المبكرة ومرورًا بكل المراحل التعليمية حتى المرحلة الجامعية، ترتكز هذه الخطة على أهم التحديات في موضوع التربية والتعليم في المدينة، وعلى رأسها موضوع العنف بكل صوره وأشكاله، طمعًا في الوصول إلى بناء أجيال تحقق السلم الأهلي'.
ومن باب التواصل مع الجمهور الفحماوي بكل شرائحه وأطيافه، قرر المجلس البلدي التواصل مع الجمهور الفحماوي من خلال طاولات مستديرة تناقش الواقع الفحماوي العام وتطرح المزيد من الأفكار والحلول والمبادرات. وأولها سيكون في غضون هذا الأسبوع.
اقرأ/ي أيضًا | أم الفحم: تشييع ضحية القتل وحرق منزل في المدينة
كما ناشد المجلس 'أهلنا وأبناءنا وبناتنا الأعزاء بعدم ممارسة العنف الكلامي، بقصد أو بغير قصد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالأصل في مثل هذه المواقف أن نلتم صفًا واحدًا وكلمة واحدة في مواساة بعضنا بعضا، ولا بأس في طرح الفكرة الهادفة والمبادرة البناءة والابتعاد كل البعد عن كيل الاتهامات والتجريح والكلمات البذيئة، التي تغذي العنف وتنميه للأسف الشديد'.
التعليقات